مصحف مكتوب بدم صدام يثير جدلا حول كيفية التصرف فيه

الثلاثاء 21 ديسمبر-كانون الأول 2010 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 12802

بقي من تراث الرئيس الراحل صدام حسين 'القرآن الذي خطه الخطاطون بدمه'.

فبعد ان قامت الحكومات العراقية التي جاءات بعد سقوط نظام صدام و تدير شؤونها في القصور الرئاسية التي اقامها الرئيس الراحل باخفاء كل ما يرتبط به، من صور على العملة، ولوحات فنية، وتماثيل وغيرت العلم العراقي في عهده. لكن تبقى شيء واحد حائرة ماذا تفعل به كما يقول تقرير لـ"لقدس العربي".

 فقد كتب المصحف على مدار عامين في التسعينات من القرن الماضي، حيث كان صدام يجلس مع ممرضة تأخذ من دمه والذي يستخدمه الفنان فيما بعد في كتابة المصحف.

ومنذ سقوط بغداد قبل 8 اعوام ظلت النسخة خارج العيان محفوظة خلف الابواب. والغرفة المحصنة والتي يحتفظ بها المصحف في واحد من مساجد بغداد لا تزال مغلقة ويمنع الناس من مشاهدتها.

ونقلت صحيفة 'الغارديان' عن احمد السامرائي، رئيس الوقف السني ان النسخة 'لا تقدر بثمن' وان قدرت فثمنها يتعدى الملايين. ومع ان السامرائي يقول ان استخدام دم الرئيس في كتابة المصحف كان عملا غير مشروع 'حرام' الا انه حمى النسخة اثناء الفوضى التي عانى منها العراق بعد سقوط النظام حيث نقل اجزاء منها لبيته والاخرى لبيوت اقاربه. وقال السامرائي انه عرف ان النسخة ستكون مستهدفة ولهذا اتخذنا القرار لحمايتها. وعليه من الصعوبة الدخول الى الخزنة التي يحتفظ بها بالمصحف ولها ثلاثة مفاتيح مخفية في عدة امكنة.

وقال ان الوقفية لديها واحد وان مدير الشرطة في المنطقة لديه اخر وهناك ثالث مخفي في مكان ما في العاصمة بغداد.

ويقول كاتب التقرير ان العراق الذي يشكل حكومته الرابعة منذ سقوط صدام حسين عام 2003 يدرس العديد من الامور المتعلقة بفترة الرئيس السابق، ففي الوقت الذي كان سهلا على الحكومة التخلص من كل المعالم المرتبطة بشخصه لكنها لا تدري ماذا تفعل بالمعالم التي بناها واصبحت علامة على العراق وجزءا من تاريخه. مثل ساحات العرض التي كان يستعرض فيها الجيش والسيوف. وتقول الصحيفة ان بعض مسؤولي النظام الجدد من مثل احمد الجلبي مصر على ان اي شيء مرتبط بذكرى صدام يجب تدميره.

واشرف الجلبي على سياسة اجتثاث البعث. ونقلت الصحيفة عن الجلبي قوله ان احسن العقول العراقية تم استغلالها لبناء معالم استخدمت لاضطهاد العراقيين. واضاف الجلبي قائلا ان بقاء الرموز هذه مدمر للنفسية العراقية ويذكر العراقيين بالشمولية وتقديس شخص مثل الشر.

وعلق ان المعالم التي بناها النظام السابق لم تجلب للعراق شيئا ولا يجب الاحتفاء بها ولا قيمة جمالية 'وانا مع تدميرها'.

ولكن موفق الربيعي الذي حضر اعدام الرئيس اتخذ موقفا اقل شدة حيث قال ان صدام كان هنا وترك اثره على العالم وعلى العراق وان كان الاثر سيئا ويجب والحالة هذه الابقاء على ارثه لانه جزء من تاريخ العراق 'علينا ان نتذكر الدروس السيئة والجيدة والتعلم منها والدرس الاهم هو ان لا نسمح بعودة الديكتاتورية للعراق'.

وقالت الصحيفة ان الحكومة العراقية انشأت في عام 2005 لجنة للاشراف على المعالم المرتبطة بالنظام السابق. ونقلت عن علي الموسوي، المتحدث باسم نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي قوله انه يجب عدم تدمير اي شيء مرتبط بالنظام السابق، ولكنه اشار الى بعض التماثيل التي تحمل معنى طائفي واثني ويجب والحالة هذه نزعها والبعض يذكر بحقب ديكتاتورية ومعارك. وقال تحديدا ان تماثيل صدام لا مكان لها في شوارع البلاد وان بقاءها يعني مشاكل وفرقة.

اما بالنسبة لنسخة القرآن فقال انه يجب الابقاء عليها كوثيقة مع ان فعله لم يكن صحيحا.

واكد انه يجب عدم وضعها في المتحف ليراها الناس، وربما تم وضعها لاحقا في متحف خاص.

وقال انها مثل تذكار من تذكارات عهد هتلر وستالين.

وكان الخطاط عباس شاكر الجودي البغدادي قد خط المصحف وقضى في عمله عامان، بعد تلقيه مكالمة من صدام، وكان نتاج العمل تحفة فنية يمكن ان تعرض في معارض الفن ولكن المشكلة كما يقول التقرير انها مكتوبة بدم صدام. ولكن الفنان نفسه لا يريد الحديث عن النسخة الان، وقال في مكالمة من فيرجينيا الامريكية حيث يعيش انها جزء مؤلم من حياته. وختم الكاتب تقريره بالعودة الى السامرائي الذي يحفظ النسخة حيث سمح للصحافي برؤيتها وقال ان الامر قد يؤدي لمشاكل.