خرج اليوم الخميس المئات من أنصار الحراك الجنوبي في مظاهرة حاشدة جابت الشارع العام في مدينة الحبيلين محافظة لحج, رفعت فيها أعلام دولة الجنوب وصور المعتقلين, وطالبوا بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على ذمة الحراك الجنوبي قبل أن تتجه مسيرتهم إلى منصة الشهداء في ذات المدينة.

وتم إلقاء العديد من الكلمات من قبل قيادات الحراك الجنوبي, تناولت هذه الكلمات المطالبة بالإفراج عن المعتقلين وكذلك دعت إلى توحيد الصف الجنوبي, مؤكدة على ضرورة مواصلة النضال السلمي حتى تتحقق جميع أهدافه.

حضر المظاهرة العديد من قيادات الحراك, جاء في مقدمتهم الدكتور ناصر الخبجي, وشلال علي شائع, وعيدروس حقيس, وأحمد بامعلم, وعبد الله الناخبي, وآخرون.

ويأتي هذا المهرجان في ظل خلافات بين مكونات الحراك هي الأكبر منذُ انطلاق الحراك الجنوبي, حيث بدأت هذه الخلافات توصل إلى الشارع العام ويتم تداولها علناً في مواقع ومنتديات الحراك الجنوبي، وخصوصا بعد بيان يافع الذي تم إعلانه في يوم الأحد الماضي 5 ديسمبر 2010م, والذي تحدث عن اختيار قيادات ونواب للحراك الجنوبي على مستوى المحافظات وكذلك إقرار الوثائق, ومنها ما يسمى بوثيقة الاستقلال "البرنامج السياسي, وميثاق الشرف الوطني", وكثير من الإجراءات الأخرى, منها اعتماد بيان "وثائق الجنوب" التي نشرت في 28 نوفمبر 2010م, بعد التوقيع عليها من قبل لجنة الصياغة, وكذلك رؤوسا مجالس المحافظات.

إلا إن هذا البيان اصطدم بمعارضة شديدة من قبل بعض القيادات أهما القائد في الحراك الجنوبي صلاح الشنفرة الذي رفضه بشده, فيما تحفظ عليه آخرون مثل الدكتور ناصر الخبجي.

وعلى اثر هذه الخلافات توجهت العديد من قيادات الحراك الجنوبي ومن مختلف المحافظات إلى منزل النائب صلاح الشنفرة لتتوصل معه إلى حل يرضي الجميع, لكن وفيما يبدو, ظل الشنفره متشددا في موقفه ورفض بيان يافع وهو ما زاد رقعة الخلاف بين مكونات الحراك. في حين صدر بلاغ صحفي يوم أمس الأربعاء في ردفان يُعلن فيه عن تشكيل لجنة لحل الازمة الطارئة بين قيادات الحراك في الضالع وقيادات الحراك في ردفان على تكون هذه اللجنة من قيادات المحافظات ومهمتها تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف.

وحمّل هذا البلاغ الصحفي توقيع الدكتور ناصر الخبجي، شلال علي شائع، ناصر حويدر، سعيد سعدان، احمد با معلم، احمد ناصر با عوضه، الدكتور سالم القميري، احمد القمع، والإعلامي فؤاد راشد الذي تم اختياره ناطقا رسميا.

وبحسب بعض المصادر, فإن هذه الخلافات هي خلافات مرحّلة منذُ انطلاق الحراك الجنوبي, وتأتي انعكاسا لخلاف الخارج بين مشروع البيض الداعي إلى فك الارتباط ومشروع العطاس الداعي إلى الفدرالية إضافة الى تدخل العديد من اللاعبين على الساحة في المحافظات الجنوبية أهمهم النظام وأحزاب المعارضة المنضوية في مسمى اللقاء المشترك, إضافة إلى منظمة تاج.