إضرابات طلاب كلية الطب تتواصل للإسبوع الثانى على التوالى

الأحد 05 ديسمبر-كانون الأول 2010 الساعة 11 صباحاً / مأرب براس : يحيى الحاجبي
عدد القراءات 3901

 دخلت إضرابات طلاب كلية الطب اسبوعها الثانى على التوالى ووجه إتحاد كلية الطب نداء إستغاثة تحت عنوان "كلية الطب تستغيث فهل من مغيث" إلى كل المعنيين بقضايا العلم والتعليم فى اليمن وكل الخيريين وأصحاب الضمير بإيجاد حل لمشاكلهم.

 الجدير ذكره أن طلاب الطب فى جامعة تعز يعانون من مشاكل عدة منذ سنوات الا أن هذه المشاكل تزايدت يوما بعد يوم لدرجة أصبحت تهدد مستقبلهم بشكل خطير. وأهم المشاكل التى وردت فى بيان إتحاد كلية الطب هى:

 1. عدم توفر أساتذة بعض التخصصات مثل علم التشريح والأدوية.

 2. عدم حضور والتزام غالبية أعضاء هيئة التدريس السريرى للتدريب والإشراف فى المستشفيات.

 3. عدم توفر المعيدين والمشرفين فى أقسام المستشفيات.

 4. إغلاق بعض أقسام المستشفيات (الحكومية) أبوابها أمام الطلاب ومنعهم من مجرد الدخول اليها وطردهم منها.

 5. عدم توفر قاعات دراسية فى المستشفيات

 6. عدم توفر وسائل تعليمية اساسية فى قاعات الكلية (أجهزة العرض – بروجيكتور – وكمبيوتر).

 7. التزايد المستمر لعدد الطلاب المقبولين دون توفر قاعات تستوعب هذه الزيادة.

وقد رفع الطلاب الشارات الحمراء إبتداء من يوم 28/11/ 2010 إلى يومنا هذا لحث القائمين والمعنيين فى إدارة كلية الطب والجامعة لحل هذه المشكلات المزمنة. كما أعلن الطلاب الإضراب المفتوح حتى يتم الإستجابة لمطالبهم العادلة.

 كما ارفقت صور بيان إتحاد الطلاب الى كل من:

رئيس الجامعة أ.د. محمد عبدالله الصوفي

نائب رئيس الجامعة للشؤن الأكاديمية أ.د. عبد الرحمن الصبرى

ونائب رئيس الجامعة لشؤن الطلاب أ.د. مهيوب البحيرى

وعميد الكلية أ.د. فؤاد الخلي

 وأعلن الطلاب أنهم مستمرون فى الإعتصام المشروع وتصعيده إذا لزم الأمر لمحافظ المحافظة. في يوم الإثنين 6/12/2010.

 وقد إتفق الطلاب على هذه المطالب مؤيدين القرارات التى أصدرها إتحادهم وقالوا ما نريده قد كتبناه بشكل رسمى ولا حاجة لنا أن نضيف أكثر فمطالبنا عادلة وصريحة ودقيقة. ولم يتسنى لنا لقاء القائمين من المسؤلين على العملية التعليمية نظرا لإنشغالهم بانتخابات نقابة أعضاء هيئة تدريس الجامعة.

 وقد توجهة ببعض الأسئلة الى د. فائد اليوسفي أستاذ علم الأمراض فى كلية الطب جامعة تعز لكى يعطينا بعضا من مظاهر المشكلة لمعرفة ما يحث فى كلية الطب ولماذا لا يستجاب لمطالب الطلاب.

فقال: مشكلة كلية الطب مع المستشفيات هى مشكلة مزمنة فقد غادرت سنة 2003 وأنا معيد لأرجع سنة 2010 وما تزال هذه المشكلة دون حل، بل أن هذه المشكلة تفاقمت لدرجة أن يطرد طبيب زميله من المستشفى. فطلاب اليوم هم زملاء الغد بكل تأكيد.

ويُضيف الدكتور فائد اليوسفي: لا اريد أن ارمى بالتهم جزافا وأحمل جهة دون جهة حيث أنى رجعت اليمن منذ أربعة أشهر فقط. ويضيف هناك غموض فى كل شىء فالأوراق والقرارات تخبأ وما يحدث بالضبط لا يعرض على الجميع وأنا لست فى موقع القرار والمسؤلية وإلا كيف لمشكلة بسيطة مثل هذه تبقى كل هذه السنوات وتتفاقم بهذا الشكل. لماذا لا تشكل لجنة لحل الأزمة طالما أن الإدارة الحالية فى الكلية أو الجامعة عاجزة عن حل هذه المشكلة. لماذا نحمل الطلاب أكثر مما يحتملوا ونحملهم فشلنا فى إدارة الأزمات ونراهن على ضياع وقت ابناءنا فى سبيل تحقيق بعض المطالب. أنا لا أحمل أحدا المسؤلية لشخصه لكن المشكلة هى مشكلة إدارة ( system ) فللأسف لايوجد نظام منهجى ولا إجتماعات دورية بين إداة الكلية لتبادل الأراء حول قضايا التعليم. كما لايوجد إجتماعات بين رئيس الجامعة وأعضاء كلية الطب فكل يغنى على ليلاه. ويأخذ نفسا عميقا ليقول نحن ندرس منذ بداية السنة ولم نـُدعى الى مجلس لمناقشة ما يجب أن يدرس وكيف. سيقول بعضهم إجتمعنا وهنا أقول له اعطنى خطة ومفردات مقررات كلية الطب لكل مادة وكيف يجب ان تدرس هل نظرى أم عملى وكيف يتم وضع الامتحانات وهل تؤدى الغرض؟ وعلى الرغم من أن نظام كليتنا هو النظام التكاملى، بمعنى أن كل مدرس يكمل المدرس الأخر وهذا يتأتى من عمل مفردات للمنهج تتناسق مع بعضها بإجتماع الأقسام المختلفة. وعلى هذا يتم وضع ساعات التدريس وتوزيع الدرجات بحسب ثقل كل مادة. فهل يعقل أن أعطى العيون 100 درجة وهى تدرس فى شهرين واعطى الجراحة 100 درجة وهى تدرس فى 3 سنوات. هناك شىء مهم يفتقره واضعوا توزيع الساعات والمقررات وهو دورات إعداد المعلم.

ويضحك يقول جلست فى ندوات علمية وحوارية مع عمداء كليات ورؤساء جامعات مصرية أكثر مما جلسته فى جامعتى حول قضايا تخص التعليم الطبى. ولو سألت كثيرا من القائمين على العملية التعليمية (المسؤلين المباشرين) لماذا ندرس فأعتقد أنك لن تلقى الجواب المقنع؟ لانه لو عرف هؤلاء الهدف من بناء الكليات لما لاقينا كل هذه االمشاكل. ولو عرف هؤلاء الهدف لسعوا الى تحقيقه خلال وجودهم السنة تلو الأخرى. من يعرف معنى كلمة تعليم لا يبخل على الكلية بجهاز داتا شو. لا يبخل على عضو هيئة تدريس بكرسى ومكتب يجلس عليه. لا يرى طلاب الطب يقضون الأسبوع تلو الأسبوع ليقول أنه لا يعلم بمشاكل الكلية او لا يستدعى المسؤلين عن هذه المشكلة ويسعى لحلها.

يحيى الحاجبي : ما رأيك بما يقوم به الطلاب من إعتصامات وإضرابات وهل هناك حل فى المستقبل القريب؟

د. فائد اليوسفي: ما قام به الطلاب هو عمل حضارى مشروع فهم لم ينتهجوا اسلوب همجى أو تخريبى أو عنيف. هم يرفعون شارات حمراء على أكتافهم وصدورهم فى منظر جميل يدل على المستوى الراقى فى التعبير عن الرفض والإمتعاض. علقوا الشارات الحمراء لاسبوع وهم ملتزمون بالحضور وسلكوا كل الطرق القانونية والمتاحة ولم تحل مشاكلهم. ثم علقوا الشارات وبدأوا بالاضراب بعد أن وصل الحال الى طردهم من مستشفيات الدولة، وهى مستشفيات للتدريب وليست ملكية خاصة. عندما تهان كرامة الطبيب من قبل ممرض او فراش فهى كارثة، خاصة إذا كان من يدفع الى هذا التصرف طبيب (زميل).

أما عن وجود حل للمشكلة فيكمن فى بناء كلية الطب كمؤسسة. والكليات تبنى من الأقسام ولهذا اهيب بالجميع سرعة بناء الاقسام أكاديميا وليس بشكل فوضوى. كما أهيب بكل مسؤل إبتداء من رئيس القسم الى عمادة الكلية ونوابها سرعة تقديم خطة الكلية وكيفية تنفيذ اهدافها الى رئيس الجامعة ومجلس الجامعة والذى يجب عليه هو ايضا ان يضع رؤيته فى بناء مؤسسات الجامعة. أعرف أن هذا يحتاج الى شهور حسب تصورى ولا ادرى قد يحتاج الى سنوات حسب تصور غيرى.

 يحيى الحاجبي : وهل ننتظر حتى تنتهى السنة الدراسية لكى تحل مشكلة الطلاب؟

د. فائد اليوسفي: لاطبعا فما أقوله هنا يدخل فى الحل الدائم لكل ما تعانيه كلية الطب خاصة، والجامعة عامة. أما كحل سريع فأرى أن يقوم رئيس الجامعة بتشكيل لجنة طوارىء لحل مشكلة الطلاب. هذه اللجنة تتشكل من دكاترة لديهم خبرات فى المجال الأكاديمى ولديهم دورات فى أعداد المعلم ولديهم رؤية مستقبلية وبعد نظر ومقبولين من جميع الاطراف لمنطقهم ورؤيتهم للعملية التعليمية وما يراد منها، وتشكل هذه اللجنة من الأطباء البارزين فى العلوم الاساسية (طبيب واحد مثلا) والسريرية (طبيب واحد) ورئيس الجامعة وعميد الكلية ومدراء المستشفيات التدريبية مثل الجمهورى والثورة. كما يحضر الاجتماع (مجرد حضور) نائب رئيس الجامعة لشؤن الطلاب ووكيلى عميد كلية الطب لشؤن الطلاب والدائرة السريرية (بالمناسبة يسمى وكيل وليس نائب عميد). 

النوايا الحسنة لا تكفى فالنبدأ ونجلس على الطاولة لمناقشة كيفية بناء الكلية بشكلها الصحيح. لنجلس مع الأخرين ونتناقش لا نتنافس ويجب علينا ان نكون مسؤلين أمام انفسنا قبل أن نكون مسؤلين أمام الأخرين. ويضحك ويقول لكن المشكلة لاتوجد طاولة إجتماعات.

  
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن