بحضورٍ لافت لعدد من الشخصيات الأكاديمية اليمنية منها والعربية والإسلامية،افتتح رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور اليوم في العاصمة صنعاء أعمال المؤتمر الدولي الأول للتعلم الطبي والاعتماد الأكاديمي لدول الشرق الأوسط"والذي تستضيفه وتنظمه جامعة العلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والهيئة العالمية للتعليم الطبي، على مدى ثلاثة أيام.

وفي حفل افتتاح المؤتمر أكد رئيس الوزراء الدكتور علي مجور راعي المؤتمر" على إيلاء اليمن اهتماما خاصاً بعملية التنمية البشرية باعتبارها حجر الزاوية في التنمية المستدامة وأساس النهضة والتطور الاقتصادي والاجتماعي والحضاري. معتبراً ان الاستثمار فـي رأس المال البشري وبالذات في التعليم العالي والبحث العلمي هو المحرك الرئيسي لوتائر النمو الاقتصادي وتوليد قاعدة عريضة للتنمية والإنتاج وتحسين الدخول ورفع مستوى معيشة أفراد المجتمع.

وأكد مجور على تشجيع حكومته لتوفير الدعم والإمكانيات الكافية لمؤسسات التعليم للقطاع الخاص للاستثمار في التعليم بمستوياته المختلفة بعد أن هيأت الظروف المناسبة التي تمكنه من المساهمة في عملية التنمية والمنافسة في هذا المجال.لافتاً الى أن التعليم الجامعي في اليمن شهدا نمواً ملحوظا، بلغ بموجبه عدد الملتحقين بالجامعات الحكومية والخاصة أكثر من مائتين وخمسين ألف طالب وطالبة.

وفي حين اشار الى أن القطاع الخاص أصبح شريكا فاعلا وأساسيا مع الحكومة، اشاد بذات الوقت بجامعة العلوم والتكنولوجيا والتي أصبحت تمثل احد نماذجه الحيوية والناجحة".

وشدد رئيس الوزراء على أهمية أن تولي الجامعات الحكومية والخاصة في اليمن اهتماماً خاصاً بموضوع الجودة والاعتماد الأكاديمي في برامجها ونشاطها الأكاديمي. مشيراً الى أن حكومته اتخذت في ذات السياق خطوة جادة تمثلت في تأسيس مجلس أعلى للجودة والاعتماد في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتم استكمال الترتيبات القانونية والمؤسسية اللازمة.متوقعاً ان يلعب المجلس الأعلى للجودة في الفترة القادمة دوراً محورياً لتشجيع ودعم الجامعات الحكومية والخاصة في تبني نظام الجودة والاعتماد.

تدشين إستراتيجية جامعة العلوم لـ5سنوات قادمة:

وفي كلمته أشاد رئيس الوزراء بجهود جامعة العلوم والتكنولوجيا التي تبذلها في تبنيها الاتجاهات الحديثة في التعليم الجامعي وتعزيز علاقاتها مع الجامعات في العالم العربي والإسلامي والدولي وإنجازها المتمثل في إعداد إستراتيجية شاملة للتطوير في جميع جوانب العملية التعليمية والأكاديمية والبحثية وخدمة المجتمع.

ودعا الدكتور مجور جميع الجامعات الحكومية والأهلية اليمنية إلى تعزيز أواصر التعاون والتفاعل مع الجامعات العربية والإسلامية والدولية بما يخدم عملية تطوير جودة تعليم مؤسساتنا التعليمية.

وفي نهاية كلمته قام رئيس الوزراء ومعه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح باصرة ورئيس مجلس إدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا-طارق سنان ابو لحوم بإزاحة الستار عن لوحة إيذاناً بتدشين الاستراتيجية التعليمية لجامعة العلوم والتكنولوجيا خلال الخمسة الأعوام القادمة بتكلفة مليار ريال.

وفي كلمة الجهة المنظمة للمؤتمر الدولي جامعة العلوم والتكنولوجيا اعتبر رئيس الجامعة ورئيس المؤتمر الدكتور حميد عقلان" انعقاد المؤتمر ترجمة للتفاعل الخلاق والدءوب للجامعات اليمنية والعربية سعياً منها لاستيعاب أنظمة الجودة والاعتماد الأكاديمي في العملية الأكاديمية.

لافتاً الى إلى ان المؤتمر سيناقش موضوعات بالغة الأهمية في جوانب الجودة والاعتماد الطبي وتطوير أساليب التعليم والتعلم وتبادل الخبرات وتطوير آفاق التعاون العلمي والأكاديمي بين المؤسسات العلمية والأكاديمية .

واستعرض الدكتور عقلان ما شهدته جامعة العلوم والتكنولوجيا خلال السنوات الـ15 الماضية من تطورات في برامجها العلمية ومناهجها الأكاديمية وبيئتها التعليمية وفي مختلف الجوانب العمل الأكاديمي والإداري والمؤسسي مما مكنها من تبوء مكانة متميزة بين مؤسسات التعليم العالي محليا وإقليميا، أبرزها تأهيلها أكثر من 140 عضوا في درجة الماجستير والدكتوراه وإسهامها في البحث العلمي بنسبة 2 % من إيرادات الجامعة لتشجيع البحث العلمي وعقد ندوات ومؤتمرات علمية وإصدار المجلات العلمية المتخصصة، إضافة إلى الخدمات البحثية والاستشارية من خلال أكثر من 14 مركز تدريبي واستشاري على رأسها مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، وتقديم أكثر من 180 منحة دراسية مجانية للمتفوقين من الطلاب والطالبات في الشهادة الثانوية العامة ولحفاظ القرآن الكريم من خريجي الثانوية.

وأشار رئيس جامعة العلوم إلى توقيع الجامعة على هامش المؤتمر اتفاقية لإنشاء مركز دراسات عليا بالتعاون مع الجامعة الوطنية الماليزية وفتح برنامج مشترك مع جامعة أتاتورك التركية، مشيراً بذات الوقت الى قيام الجامعة بتوقيع عدد من الاتفاقيات مع نظيراتها من مؤسسات التعليم العالي على المستوى الإقليمي والدولي بلغ عددها 66 اتفاقية..

تكريم الدفعة الاولى من خريجي علوم صحة المجتمع:

فيما استعرضت كلمات امين عام اتحاد الجامعات العربية الدكتور صالح هاشم ونائب رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط عبد الله الصايدي ورئيس الفيدرالية العالمية للتعليم الطبي البرفيسور ستيفن لينجرن وممثل الفيدرالية العالمية للتعليم الطبي في شرق المتوسط البروفيسور إبراهيم بني هاني، ورئيس اللجنة العلمية لعمداء كليات الطب العرب عزمي محافظة ، اهمية انعقاد المؤتمر السابع للجمعية العلمية لكليات الطب العربية والمؤتمر الاول للفيدرالية العالمية للتعليم الطبي ومكتب شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية.. مؤكدين في كل ماتهم بان المؤتمر يتناول موضوعين في غاية الاهمية هما التعليم والاعتماد في المهن الصحية، الى جانب ورش العمل التي ستعقد على هامش المؤتمر والتي ستسهم في تطوير معارف ومهارات المشاركين وتنويرهم في مجالات التعليم والاعتماد في المهن الصحية .واستعرضوا الانشطة التي تنفذها اللجنة العليمة لكليات الطب العرب ومنظمة الصحة العالمية والفيدرالية العالمية للتعليم الطبي في مجال الاعتماد الاكاديمي وضمان الجودة في المهن الصحية .

وتطرقوا الى الاشكاليات الصحية التي تعاني منها الدول العربية بسبب قلة التمويل وعدم اعطاء الاولوية للصحة في جدول اعمال التنمية الوطنية .متمنين ان يخرج المؤتمر بنتائج يعمل على تحقيقها على ارض الواقع لبلوغ افضل مستوى صحي لشعوبنا العربية .

وعلى هامش افتتاح المؤتمر الذي حضره وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحي راصع ووزير التربية والتعليم الدكتور عبد السلام الجوفي وعدد من المسؤولين والوفود المشاركة، تكريم الدفعة الاولى من خريجي علوم صحة المجتمع ( ادارة المستشفيات ) والبالغ عددهم 15 من حملة الماجستير الدراسين في الجامعة الوطنية الماليزية من المنتسبين لجامعة العلوم والتكنولوجيا.

هذا وتستضيف الجامعة على هامش المؤتمر الاجتماع السابع للجمعية العلمية لكليات الطب في اتحاد الجامعة العربية واجتماع المجلس التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية.