طارق العيني: بدون الاعتراف بحق جميع اليمنيين في المساهمة ببناء وطنهم ومستقبله فلا معنى للثورة والجمهورية والوحدة

الثلاثاء 07 سبتمبر-أيلول 2010 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس- خاص:
عدد القراءات 14635


صدر كتاب "حكم جديد..اقتراح متواضع", لـ"طارق محسن العيني", يتطرق لـ"التعريف المبسط للتاريخ المعاصر بطريقه مختصرة ", طبقا لما ورد في التمهيد للكتاب الصادر عن دار الكتب بوزارة الثقافة اليمنية بإيداع رقم 672, مايو المنصرم.

وتطرق العيني في كتابه لـ"بعض الأطروحات لمنطقتنا عامةً وبعض المقترحات لليمن خاصةً", لافتا إلى الكتاب يحوي "نموذج لاستخدام المنطق والفكر لتفهّم التحديات والوصول لحلول".

وقال في مقدمة الكتاب إن "أمر الصومال مجهول، العراق وأفغانستان معرضتان للمزيد من المذابح والفتن والباكستان والسودان مهددتان بالتمزق؛ أوضاعنا سيئة وسائرة للأسوأ، والكل ينتظر الحلول من المحتل. المقدس يكاد ينهار من الحفريات الإسرائيلية وغزة تحت حصار يزداد ظلماً ويجتمع في لندن من يناقش حل "مشكلة" اليمن والهدف هو إغراقنا في المزيد من الديون وتحريضنا على المزيد من الظلم والعدوان، ومن ثم ابتزاز قيادتنا للتبعية الكاملة أو التمزيق أو ما هو أسوأ".

وأضاف "يتم الحوار كأننا نحن المعتدون والدول الكبرى أبرياء!! فهم فقط يريدون حل مشكلتنا ومساعدة الدولة الفقيرة المغلوبة على أمرها، ناسين أن أول عملية إرهابية حقيقية في اليمن دبرت عام ١٩٩٨ من المملكة المتحدة عندما أرسل أبو حمزة عشرة رجال بريطانيين من ضمنهم ابنه إلى اليمن للقيام بعمليات إرهابية وصلت لذروتها بخطف ١٦ سائحاً غربياً. وهذه العملية الأولى من نوعها في الوحشية أدت لمقتل أربعة سياح، ولأول مرة يقتل ضيوف في اليمن", مشيرا إلى أنه "منذ ذلك الحدث المحزن، طلبت الحكومة اليمنية من بريطانيا بتسليم أو حجز أو توقيف أو حتى التحقيق مع أبو حمزة لتشجيعه المعلن وتمويله للإرهاب في اليمن، ولكن على ما يبدو انه كان يتمتع بعلاقة خاصة وغامضة مع من لهم القدرة على حمايته من أي تساؤل أو اعتقال، فكما أفصح لصحيفة الشرق الأوسط أنه يتوقع أن يتكرر الطلب اليمني، ويتكرر معه الرفض البريطاني وأضاف “إنني أشفق على الجانب اليمني من كثرة الرفض، لأن في ذلك إساءة للبلد...” وبدلاً من التعاون الأمني ضغطت بريطانيا لإخراج نجله من السجن في اليمن وفعلاً تم الإفراج عنه بعد ثلاث سنوات فقط... ويتباهى أبو حمزة بقوله "لم أطلب مساعدة البريطانيين للإفراج عن ابني في اليمن لكي لا يُستخدم الأمر في الضغط عليّ "(صحيفة الشرق الأوسط، ٢٧ يناير ٢٠٠٢)".

وفيما يخص تنظيم القاعدة, تسائل المؤلف العيني في كتابه: "هل اليمن تتحمل مسئولية استقطاب وتدريب ونقل وتسليح هذا التنظيم أم مخابرات الدول الكبرى التي أوجدته واستمرت بالإشراف على أعماله حتى اليوم، كما يفسر البعض أو على الأقل حتى ١١ سبتمبر ٢٠٠١ حسب ما تعترف به أمريكا نفسها؟", مضيفا "اليوم يُبرر الحديث عن التدخل الأجنبي وحتى القصف في اليمن للقضاء على “الإرهابيين” ومعظمهم من خريجي جوانتانامو الذين أفرج عنهم بطرق غريبة ليشكلوا الجيل الجديد لتنظيم القاعدة عكس سواقي التكاسي الذين ما زالوا محتجزين في جوانتانيمو. والأمر يزداد غرابةً، فعلى سبيل المثال قضية الشيخ أنور العولقي، الذي ولد وعاش في الولايات المتحدة حتى عام ٢٠٠٢، ومن ثم انتقل إلى المملكة المتحدة حتى عام ٢٠٠٤ وهو يمارس نشاطه بكل حرية وحصانة... فلم يصبح إرهابيا إلا بعد وصوله لليمن في ٢٠٠٤ وأصبح الإهمال كله يمني واليمن منبع الإرهاب".

وشدد العيني على أن "وضع اليمن صعب", مشيرا إلى أنه من أجل مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها, فإن "على اليمنيين جميعاً التخلي عن منطق اللوم الكامل لطرف معين والتبرئة الكاملة لطرف آخر. فتحميل القيادة كل اللوم أو نسب كل الفتن للمعارضة أو تحميل المسئولية كاملاً على الدول الأجنبية ما هو إلا هروب من المسئولية ولا يغنينا بشيء بل يدل على فشلنا جميعاً في تثبيت مفهوم الوحدة وتخلينا جميعاً عن مبادئ الثورة والجلاء والجمهورية", متسائلا: "هل كان من الممكن تحقيق أيا منهما بتفرد قبلي أو أسري أو حزبي؟, فما حققه الأبطال ما كان ليتحقق إلا بالتضامن الوطني الواسع الذي أتاح لكل اليمنيين حق التعبير والمساهمة ولم تلغى أي فئة من الوجود".

وقال إنه "بدون الاعتراف بالحق الإلهي لجميع اليمنيين في المساهمة والحوار والجدال في وطنهم وعن وطنهم ومستقبله وأسلوب إدارته فلا معنى ولا مكسب من الثورة ولا من الجمهورية ولا من الجلاء ولا من الوحدة والدفاع عن هذا الحق المطلق هو العمل الوطني الصحيح وضمان هذا الحق هو عمل كل يمني شريف يعتز بالثورة والجلاء والجمهورية والوحدة. وكل من يريد فعلا مساندة اليمن عليه أن يعرف أن اليمنيين جميعاً أولى بهذا الحق من أي سفير أو قنصل أو مستشار ومعهم كل من يجتمع في لندن أو غيرها".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن