حميد الأحمر: تواصلنا وسنتواصل مع البيض وناصر والعطاس.. ونحن أكثر إصرارا على استعادة الوحدة الحقيقية التي اُستبدلت بوحدة 1994

الأربعاء 02 يونيو-حزيران 2010 الساعة 07 مساءً / صنعاء- مأرب برس- خاص- تصوير/ جبر صبر:
عدد القراءات 12717

كشف المعارض الإصلاحي حميد بن عبد الله الأحمر عن أن قيادة اللجنة التحضيرية للحوار الوطني سبق لها وأن التقت بكل من علي سالم البيض, وعلي ناصر محمد, وحيدر أبو بكر العطاس, ومحمد علي أحمد, وعبد الله الأصنج في سبيل التواصل مع فرقاء اليمن, وخصوصا مع المعارضة في الخارج, مؤكدا أنها ستلتقي بهم مرة أخرى في الأيام القادمة. فيما قال الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد إن مشاكل اليمن وأزماته مرهونة بحلها حلاً جذرياً لا يقبل لغة التسويف والترحيل والمسكنات الآنية، وفي مقدمتها الاعتراف بالقضية الجنوبية وحلها, مشيرا إلى أن الشعب ينظر بأمل كبير إلى كل خطوة وطنية في اتجاه حلحلة أزمة الوطن وإنقاذه من مصير مجهول يعرب الجميع عن خشيتهم منه.

وقال الأحمر: تواصلنا معهم من أجل اليمن وليس للتآمر عليه كما يزعم البعض. لافتا إلى أن تحضيرية الحوار الوطني ستبذل "جهودا من أجل السير مع السلطة في حوار جاد لإخراج البلد من أزماته المركبة وسنقترب من أجل حل مشاكل اليمن وليس مشاكل السلطة, وسنلين وسنبدي مرونة مع الاحتفاظ بثوابتنا ومبادئنا الأساسية وهي استعادة روح الثورة والجمهورية والوحدة وأن نحقق الشراكة والمواطنة المتساوية".

وكان الأحمر, وعلي ناصر محمد, الذي ألقى الكلمة نيابة عنه الدكتور عيدروس النقيب, يتحدثان في افتتاح أعمال الدورة غير الاعتيادية للجنة التحضيرية للحوار الوطني, صباح اليوم الأربعاء في العاصمة صنعاء.

وقد رحبت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بقرار رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح والقاضي بإطلاق سراح كافة المعتقلين على ذمة الأحداث في المحافظات الجنوبية, وحروب صعدة.

وقال محمد سالم باسندوة- رئيس اللجنة "نرحب بقرار الرئيس صالح في إطلاق سراح كافة المعتقلين والسجناء من قادة ونشطاء الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية, وجماعة الحوثي, والصحفيين والوطنيين دون استثناء".

كما رحب باسندوة, في الكلمة التي ألقاها اليوم, بدعوة صالح لـ"حوار وطني شامل غير مشروط" متمنيا عليه "مواصلة هذا النهج بصدق وجدية باستكمال الإفراج عن من بقي المعتقلين والسجناء حتى يزيل كل العوائق والصعوبات التي تعترض الطريق المفضي إلى الخروج من براثن الأزمة المركبة والمشكلات الكبيرة التي تلقي بأثقالها على كاهل الشعب اليمني, وتهيئة الأجواء المناسبة للتوافق على الحلول الجذرية, والمعالجات الناجعة لمختلف الملفات والقضايا الهامة, وفي مقدمتها القضية الجنوبية".

وقال باسندوة "لا أرى ما يمنع من مشاركة غيرنا لنا في كل جهد مخلص يبذل لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بأسرع ما يمكن من أجل الحفاظ على أمن واستقرار اليمن, وبقائه كيانا واحدا بالصيغة التي يتم التوافق عليه", مؤكدا على الالتزام بالعمل على تحقيق كل ما فيه مصلحة وخير الشعب اليمني.

سنفدي الوحدة بحدقات أعيننا

وقال النائب البرلماني عن حزب الإصلاح المعارض حميد الأحمر "نحن اليوم أكثر إصرارا على استعادة مضامين الوحدة الحقيقية التي تم القفز عليها واستبدالها بوحدة عام 94م، ومصرون على تطوير نظامنا السياسي وإعادة روح المؤسسية للدولة".

وشدد في كلمته "نحن جمهوريون حتى العظم ووحدويون حتى النخاع وسنفدي الوحدة بحدقات أعيننا، كما أننا وطنيون بكل ما أوتينا من قوة حتى لو تناولتنا افتتاحيات الصحف الرسمية بالعمالة والخيانة" في إشارة منه إلى افتتاحيات صحيفة "الثورة" اليومية الصادرة من العاصمة صنعاء.

وقال "نحن لا نسعى لانتزاع حقوق أحد وإنما نسعى لاسترداد حقوقنا, ويجب أن نحمي الوحدة الوطنية من أي كان وذلك بمزيد من التلاحم والتعاون والمصداقية وإحداث التغيير الإيجابي المنشود".

وكان الأحمر يلقي كلمته التقريرية عن نشاط اللجنة التحضيرية للحوار الوطني خلال عام من تأسيسها في مايو 2009.

قتامة المشهد اليمني لم تعد تخطئه العيون

وعلى ذات الصعيد, قال الرئيس الأسبق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية علي ناصر محمد (1980- 1986) إن "المشهد اليمني اليوم قاتم أكثر من أي وقت مضى, وأمر لم تعد تخطئه العيون ليس في اليمن فحسب بل إنه أمر تتطرق إليه وتقوم بتوصيفه أقلام كتاب عرب وأجانب بعد أن باتت أزمة بلادنا تتصدر العناوين والمانشيتات في مختلف وسائل الإعلام حول العالم", مؤكد أن لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك.

وأضاف في الكلمة التي ألقاها بدلا عنه البرلماني الاشتراكي الدكتور عيدروس النقيب, والتي حدد فيها مشاكل اليمن بالقضية الجنوبية, وحروب صعدة, والقاعدة, والمشكلة الاقتصادية, أن الوحدة اليمنية لا يمكن ترسيخها بشعار "الوحدة أو الموت" أو بعسكرة الحياة المدنية وخنق ما كان يسمى بالهامش الديمقراطي, لافتا إلى أن ما يرسخ الوحدة هو طمأنة جميع المواطنين وإشعارهم بأن كرامتهم مصانة, كما بين أن تجفيف منابع الإرهاب لن يتحقق إلا بتجفيف منابع الفقر والفساد والبطالة وتحقيق العدل والمواطنة المتساوية وترسيخ الوعي الثقافي ودعم التعليم, حد تعبيره.

ودعا ناصر إلى "ضرورة إجراء تحقيق في الأسباب التي أدت إلى حروب صعدة حتى لا نكون على موعد مع حرب سابعة لا يستفيد منها سوى تجار الحروب وصناع الأزمات", مبديا أسفه للنهج الذي تعاملت به السلطة مع الحراك السلمي، حيث اعتمدت على الترغيب والترهيب واستخدام العنف وإطلاق الرصاص على المتظاهرين والمحتجين، واعتقال وملاحقة بينهم الصحفيين وأصحاب الرأي، بدلاً من حل المسألة جذرياً، وهو النهج الذي أفضى إلى المطالبة بفك الارتباط والعودة إلى ما قبل عام 1990م.

وفيما يتعلق بتنظيم القاعدة في اليمن, حمّل الرئيس الجنوبي الأسبق السلطة مسئولية ملاحقة المهتمين بأعمال إرهابية معادية تضر بالمصالح الوطنية.

وأشار ناصر إلى أنه "على السلطة ملاحقتهم واحتجازهم ومحاكمتهم وفقاً للقانون وليس باستخدام الطائرات لضربهم والتي راح ضحيتها الأبرياء من النساء والأطفال كما حصل في المعجلة وغيرها من المناطق وآخرها استشهاد وكيل محافظة مأرب وأمين عام مجلسها المحلي جابر الشبواني بينما نجا من هذه الغارات وهذه الحملات العسكرية المتهمون بالإرهاب".

وكان من الملاحظ خلو الكلمات التي ألقيت من قبل قيادة اللجنة التحضيرية للحوار الوطني من التطرق لحادثة مقتل جابر بن علي الشبواني- نائب محافظ محافظة مأرب, والأمين العام للمجلس المحلي, والذي لقي مصرعه, وآخرون, في غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار في محافظة مأرب نهاية مايو المنصرم. في حين أدان الرئيس علي ناصر محمد الحادثة, معيبا على السلطات الأمنية السماح باستخدام الطائرات لضرب عناصر من القاعدة فيما كان عليها أن تلاحقهم وفقاً للقانون.

وكان الشبواني قد سقط عن طريق الخطأ, في حين كانت الغارة الجوية تستهدف عناصر من القاعدة, طبقا لما أوردته معلومات عن مصادر محلية ورسيمة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن