صحيفة ألمانية: اليمن تحكمه زعامات القبائل وفيه ظروف شبيهة بالقرون الوسطى وتفاوت طبقي لايصدق

الأحد 23 مايو 2010 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - متابعة وترجمة خاصة- محمد الثور:
عدد القراءات 12324

قالت صحيفة ( Hessische Allgemeine Zeitung ) الألمانية، أن إنقاذ الفتاتين الألمانيتين من براثن الخاطفين باليمن، أتى بعد عام تقريبا من اختطافهما.فيما اعتبرت القناة العربية الغير الحكومية والتي نشرت الخبر المفرح، انه "بالنسبة للحكومة اليمنية، أمر محرج لأن السعوديين كان عليهم المساعدة" ، وأرجأ (شولراي) - الذي يعمل في مجال التنمية في العاصمة اليمنية صنعاء-سبب ذلك إلى قوله :"أن السياسيين اليمنيين وعدوا وزير الخارجية (غويدو فيسترفيله) أنه سيتم تحرير جميع الرهائن".

وأشار التقرير الذي نشرته الصحيفة الألمانية إلى أن السيد (شولراي) متواجد منذ نصف عام في اليمن، البلد الذي لا يحتاج مساعدة في تحرير الرهائن الأجانب. معتبراً أن اليمن بلد الفقراء العرب ، كون ثلث سكانه عاطلون عن العمل ، إلى جانب تصاعد العنف بسبب من وصفهم التقرير بـ" المتمردين الإسلاميين في الشمال والجيش".

مشيرا إلى أن الحكومة تواجه شبه عجز تجاه الصراعات المتزايدة التي شبهها تقرير الصحيفة بأنها مع "حركة طالبان محلية" وقال معد التقرير "في اليمن الوعر تقع السلطة الحقيقية بيد زعماء القبائل"، مضيفاً:" ومن أجل فرض مطالب سياسية، تتم عمليات اختطاف وبصورة رئيسية في شمال اليمن" والذي قال "أن معظم هذه العمليات تهدف إلى الحصول على فدية، وأحيانا لإطلاق سراح سجناء".

وقال (شولراي) في تصريحه للصحيفة "انه لا يقال لنا من هو وراء الاختطاف بالضبط ولكنه ومن الواضح أن الرهائن الأجانب وسيلة ضغط ناجحة".

تباينات اجتماعية هائلة بين سكان اليمن

حول مصير الألمان الثلاثة المفقودين لا يستطيع (فريتز شولراي) الذي يعمل لصالح مؤسسة التعاون التقني (جي تي زد) الألمانية سوى التكهن بمصيرهم.، فعلى الرغم من (شولراي) يعمل في اليمن، إلا أن خبر إطلاق سراح الطفلتين الألمانيتين لم يصله إلا كآخر من علموا بالنبأ، لأن وسائل الاعلام اليمنية الرسمية لم تتناول خبر تحرير الفتاتين على يد القوات الخاصة السعودية- حسب قوله.

وأشار في تصريحه للصحيفة إلى انه وأفراد أسرته لا ويجوز لهم مغادرة العاصمة صنعاء، التي وصفها التقرير بالمدينة الآمنة ، التي صُنفت منازلها ضمن التراث العالمي.

ويصف (شولراي) الهوة الاجتماعية في اليمن بقوله “ المسافة ما بين الفقر و محلات الهواتف الجوالة والأسواق الفاخرة تبدو فجأة بعيدة جدا.” مؤكدا أن "هناك طبقة عليا غنية بصورة لا تصدق، وأن الفوارق الاجتماعية في اليمن هائلة."-حسب تعبيره.

وأشار التقرير الذي أعدته الصحفية الألمانية (ساساكيا تروبينغ) إلى أن شولراي يحاول من خلال عمله تعليم اليمنيين تطوير الزراعة بطرق فعالة. حيث يرى أن هناك ظروف أشبه بظروف القرون الوسطى في اليمن، وأن السكان مشلولين بالمخدرات الشعبية (القات)، ومن بعد الساعة الواحدة ظهراً لا ترى سوى عدد قليل من الناس مِن مَن لا تملاء أوراق القات خدودهم.

معتبراً بالمناسبة ان إيجاد حكومة مستقرة من أهم ما تحاتجه اليمن، حيث يقول "اليمن بحاجة الى حكومة مستقرة ونمو اقتصادي ، كي يشعر الناس بجدوى الحياة" ، ويضيف "لكن حتى ذلك الحين ، لا يزال هناك طريق طويل".

وأشار (شولراي) في ختام التقرير أنه وعلى الرغم من الوضع المتوتر في اليمن التي وصفها بـ"الدولة العربية الهشة"، الا أنه معجب بها"، حيث وصف الغالبية العظمى من اليمنيين بأنهم في غاية الود، قائلاً " الغالبية العظمى من الناس هنا في غاية الود ويدينون العنف" ، ويضيف "هناك العديد من المشاكل ، ولكن اليمن ليست دولة في الهاوية".

الصورة للفتاتين تلهوان في ألمانيا بعد تحريرهما من مختطفيهم باليمن