المتوكل ينتقد ويشيد بالمصارف الإسلامية.. والسماوي يكشف عن أول إصدار للصكوك الإسلامية في اليمن

السبت 20 مارس - آذار 2010 الساعة 09 مساءً / مأرب برس -خاص- صنعاء- جبر صبر:
عدد القراءات 5996

انتقد وزير الصناعة والتجارة- الدكتور / يحي المتوكل الدور التنموي والاستثماري والاجتماعي للمصارف الإسلامية في اليمن والذي ما يزال حسب قوله" محدودا أو على الأقل دون المأمول".

كما انتقد في كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح ( مؤتمر المصارف الإسلامية اليمنية) الذي ينظمه نادي رجال الأعمال اليمنيين بصنعاء" المصارف الإسلامية اليمنية لقيامها بتمويل التجارة وخاصة التجارة الخارجية واستحواذ ذلك على الجزء الأكبر من القروض والتمويلات في نهاية ديسمبر 2009م بنسبة 66.6% في مقابل 18% للصناعة و5.1% للبناء والتشييد،أما الزراعة وصيد الأسماك فخصص لها 17% ". مشيراً الى ان إجمالي أرصدة الودائع لدى البنوك والمصارف الإسلامية ارتفعت من 1.2 تريليون ريال في نهاية ديسمبر 2008م الى أكثر من 1.3 تريليون في نهاية ديسمبر 2009م مقابل تراجع أرصدة القروض والسلفيات والتمويلات المقدمة للقطاعات الاقتصادية المختلفة من 418 مليار ريال الى 411 مليار ريال خلال ذات الفترة".

وقبل ان ينتقد المتوكل في كلمته المصارف الإسلامية اليمنية كان قد أشاد بالتطورات الإيجابية لها ومشيداً بدورها الكبير في جانب الاستقرار النقدي وتعزيز الدور التنموي والاستثماري والاجتماعي نظرا لتميزها كمؤسسات استثمارية تنمية ذات أهداف اجتماعية".حسب قوله.

وقال: وزير الصناعة "أن نصيب المصارف الإسلامية اليمنية ارتفع في إجمالي أرصدة القروض والسلفيات لدى البنوك من 9ر39 بالمائة في عام 2008 م إلى 5ر44 بالمائة في عام 2009م .

المتوكل يهاجم البنوك التجارية:

وهاجم وزير الصناعة بنفس الوقت البنوك التجارية والتي تحولت استثماراتها الى الاستثمار أذون الخزانة.مؤكداً" ان إجمالي أرصدة الاستثمار في أذون الخزانة للبنوك التجارية ارتفع من 250 مليار ريال في ديسمبر 2008م الى حوالي 512 مليار ريال في ديسمبر2009م".

 وحث المتوكل مؤتمر المصارف على تناول السياسات والإجراءات العملية التي تساهم في تفعيل وتطوير الأداء الاستثماري والتنموي والاجتماعي للمصارف الإسلامية.

وقال: ان المؤتمر يأتي في وقت تعيش فيه اليمن ظروفا غير مؤتية متأثرا بالانعكاسات السلبية والواسعة للأزمة المالية العالمية، ليؤكد أن الأمر يتطلب منا جميعا حكومة وقطاع خاص أن نتحمل المسؤولية والتعاون في إطار الشراكة من أجل التخفيف من حدة تلك الانعكاسات . ".

ودعا المصارف الإسلامية الى ابتكار منتجات وأدوات استثمارية وتمويلية تساهم في توسيع دور المصارف الاسلامية في الاستثمارات الانتاجية الصناعية والزراعية والسمكية.وكذا تعزيز دور المصارف الإسلامية في تمويل المشاريع الصغيرة والاصغر بما يمكن القادرين من الشباب على العمل وكذا اصحاب المهن والحرف وحديثي التخرج وصغار التجار والمستثمرين وغيرهم. بإلاضافة الى دراسة إصدار صكوك اسلامية لتمويل المشاريع الاستثمارية والإنتاجية.

كما دعا الى تدريس الصيرفة الإسلامية في الجامعات والكليات والمعاهد اليمنية لتأهيل وتطوير الكوادر اليمنية العاملة في ذات المجال.

وفي نفس الوقت دعا وزير الصناعة والتجارة الجهات الحكومية ذات العلاقة الى ان تتحمل مسؤولية توفير الأطر التشريعية والتنظيمية والاجرائية المناسبة التي تساهم في توفير المناخات الملائمة للمصارف الإسلامية والبنوك التجارية بما يعزز ادوارها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

محافظ البنك:اليمن ستشهد أول إصدار للصكوك الإسلامية

وفي حفل افتتاح المؤتمر الذي يقام لمدة يومين تحت شعار( المصارف الإسلامية اليمنية:الواقع ..وآفاق المستقبل) كشف محافظ البنك المركزي اليمني- احمد عبد الرحمن السماوي" ان العام الحالي سيشهد أول إصدار للصكوك الإسلامية في اليمن نظراً لما تتمتع بها البنوك الإسلامية اليمنية من فوائض في السيولة. مؤكداً ان الحكومة شكلت لجنة (متابعة إصدار الصكوك الإسلامية) وقد قام البنك المركزي بتشكيل فريق للإعداد تمهيداً لإنشاء هيئة الصكوك.

وأكد السماوي " أن أصول البنوك الإسلامية في اليمن تحوز على حوالي 33 بالمائة من إجمالي الأصول للقطاع المصرفي اليمني وتسهم بحوالي 5ر44 بالمائة من إجمالي القروض والتسهيلات المقدمة من القطاع المصرفي ككل ولديها حوالي 30 بالمائة من إجمالي حقوق الملكية (رأس المال + الاحتياطيات ).

ولفت الى أهمية المؤتمر في تقديم مناقشة عميقة للعمل المصرفي الإسلامي وتعميق مفاهيمه وتوسيع دوره لاسيما وأن اليمن كانت من الدول السباقة في إصدار القانون رقم (21) لسنة 1996م بشأن المصارف الإسلامية والتعديلات التي أدخلت عليه ومنها السماح للبنوك التقليدية بفتح فروع لها لتعمل وفق الشريعة الإسلامية .

وأشار محافظ البنك المركزي إلى إن الكثير من الدول الأوروبية تهيئ نفسها لتكون عاصمة للعمل المصرفي الإسلامي ,موضحا أن مركز أبحاث الكونجرس الأمريكي أعد بحثا عن الأعمال المصرفية الإسلامي وصف فيه نظام التمويل الإسلامي بطوق النجاة من الأزمة المالية وأنه أكثر صلابة في مواجهة التراجع الاقتصادي العالمي .

بازرعه:الازمة العالمية أظهرت صلابة الصيرفة الإسلامية

من جهته استعرض رئيس مجلس إدارة نادي رجال الأعمال اليمنيين – أحمد بازرعه في كلمة افتتاحية المؤتمر " محاور المؤتمر وما ستتناوله من تقييم تجربة المصارف الإسلامية اليمنية وتحقيق توعية شاملة بالصيرفة الإسلامية وصيغ التمويل الإسلامي وتطوير المنتجات . لافتاً" إلى ان فكرة انعقاد المؤتمر كانت قبل سنتين ولكن لأسباب كثيرة تم تأجيله .

واشار" إلى ان الظروف العالمية الحالية والأزمة التي عصفت بالاقتصاديات في جميع أنحاء العالم أظهرت صلابة الأسس التي تقوم عليها الصيرفة الإسلامية وباتت محل اهتمام متزايد في شتى أنحاء العالم وأعطت دفعة وشحنة ايجابية للقائمين عليها في كل مكان".

ودعا بازرعه المصارف الإسلامية اليمنية الى تعزيز التعاون في ما بينها من خلال بعض الانشطة والمشاريع المشتركة لتعزيز القدرة التنافسية لها،وكذا التعاون والانفتاح على بقية القطاع المصرفي والمالي بصورة اوسع داخل البلد والاستفادة من الخبرة والتراكمات في المحيط الإقليمي.

متمنياً ان يخرج المؤتمر بقرارات وتوصيات تعكس الحاجة لتوفير بيئة قانونية وتشريعية افضل لاداء المصارف الإسلامية وتشجع التعاون والتكامل بين جميع الأطراف واصطحاب المصالح المختلفة التي تصب في تسريع عجلة التنمية في اليمن.

وفي حفل الافتتاح قدم مؤتمر المصاريف درعا تذكاريا لمؤسس المصاريف الإسلامية المرحوم محمد عبد الوهاب جباري وكذا درعاً تذكارياً لوزير الصناعة والتجارة ومحافظ البنك المركزي.

هذا ويواصل المؤتمر أعماله غداً الأحد بالعاصمة صنعاء بمشاركة واسعة لرؤساء وأعضاء مجالس الإدارات والمدراء التنفيذيون للبنوك والمصارف وخبراء الصيرفة الإسلامية والتأمين الإسلاميين من الدول الشقيقة ورجال الأعمال والقيادات العليا للشركات اليمنية وأساتذة الاقتصاد والمراقبين الشرعيين للمصارف والمهتمين بقطاع البنوك والمصارف الإسلامية .