شحاته.. هرم مصري لا يعرف الفشل

الجمعة 05 فبراير-شباط 2010 الساعة 03 مساءً / مأرب برس-الوطن(السعودية)
عدد القراءات 7799

إذا كان التاريخ قد وثق أن الأهرامات بمصر بنيت وعددها 138 هرماً على خط واحد يمتد من أبو رواش بالجيزة حتى هوارة على مشارف الفيوم، وهي بنايات ملكية بناها قدماء المصريين في الفترة من سنة 2630 ق.م. وحتى سنة 1530 ق.م فإنه قد نسي هرماً كبيراً لكنه ليس من جماد بل من لحم ودم!

إنه الرياضي المصري الأشهر حالياً حسن شحاتة, أو (المعلم) وهو اللقب الذي يشتهر به بين محبيه وعشاقه، والذي ولج الميادين الخضراء حاصداً البطولات والمكتسبات الفردية والجماعية محلياً وخارجياً وفي قارتين في حالة نادرة الحدوث.

وشحاتة مر بكثير من المراحل، فكان اللاعب المتميز، والمدرب المتألق الذي تمكن من أن يقبض بيد من حديد على الفرق المختلفة لينتزعها من دوري الدرجة الثانية ويصعد بها إلى دوري النخبة، كما انضم إلى المنتخب المصري مساهماً في تحقيق انتصارات في المباريات الدولية وجلب البطولات والإنجازات، ليكمل مع المنتخب المصري سجله الكروي المشرف بمزيد من الإنجازات الذهبية والتقدير قبل كل شيء. ولد شحاتة في الـ19 من يونيو 1947، وكانت بدايته الكروية من نادي كفر الدوار (أحد نوادي الدرجة الثانية)، وجاءت مرحلة الانطلاق في حياته على يد المهندس محمد حسن حلمي مدير المنتخب المصري، الذي سعى لضمه إلى صفوف الزمالك، وذلك بعد إحدى المباريات التجريبية التي شارك بها شحاتة لمنتخب "بحري" أمام "المنتخب المصري".

وظهر تفوق شحاتة منذ البداية، ففي نوفمبر 1966 كانت أولى مبارياته كأحد لاعبي القلعة البيضاء، وتمكن فيها من إحراز ثلاثة أهداف.

وتوقف استمرار نجومية شحاتة في مصر لاندلاع حرب يونيو 1967، الأمر الذي أوقف النشاط الكروي في مصر حينها، فانتقل إلى نادي كاظمة الكويتي مستمراً في إنجازاته الكروية، وحينها حصل على لقب أحسن لاعب في آسيا 1970، وتم تجنيده بالقوات المسلحة الكويتية وشارك مع المنتخب الكويتي في بطولة العالم العسكرية في بانكوك في تايلاند، كما شارك مع المنتخب الكويتي في البطولة الآسيوية.

انضم شحاتة إلى المنتخب المصري عام 1969 حيث خاض 70 مباراة دولية، وشارك في 4 دورات إفريقية أعوام 1974 بمصر وحقق فيها لقب أحسن لاعب بالبطولة الإفريقية، ثم البطولة الإفريقية بإثيوبيا 1976، وغانا 1978، ونيجيريا 1980، إلا أن مصر لم تحصل على اللقب في هذه البطولات الأربع وكأن القدر أراد لشحاتة أن يحصل على لقب البطولة الإفريقية كمدرب وليس كلاعب.

واستمر شحاتة يحصد الإنجازات الرياضية في مصر كلاعب بنادي الزمالك إلى أن جاء قراره بالاعتزال عام 1983 لينهي مشواره لاعباً ويبدأ مشواراً جديداً كمدرب.

وخلال وجوده كلاعب في الزمالك حصل على الدوري المصري مع الزمالك مرة واحدة موسم 1977 – 1978، وكأس مصر 3 مرات 74/75 ـ 76/77 - 78/79، تمكن من تسجيل 77 هدفاً في الدوري المصري، و5 أهداف في كأس مصر، و6 أهداف لنادي الزمالك في بطولات إفريقيا.

اتجه شحاتة بعد الاعتزال إلى صفوف المدربين فعمل مدرباً لفريق الناشئين في الزمالك وقاده للفوز ببطولتي الجمهورية للناشئين لعامي 1984، 1985، وفي عام 1986 وقع عليه الاختيار ليكون مدرباً مساعداً للفريق الأول بنادي الزمالك، ثم اتجه بعد ذلك إلى الإمارات للعمل مدرباً لنادي الوصل، قبل أن يعود من جديد إلى مصر فعمل مدرباً لنادي الاتحاد الإسكندري.

وخلال مسيرته كمدرب عمل (المعلم) على الارتقاء بعدد من الأندية ونقلها من دوري الدرجة الثانية لتنافس وبقوة في دوري الدرجة الأولى، ومن الأندية التي تولى تدريبها محققاً معها الإنجازات المنيا، الشرقية، السويس، الشمس، المقاولون. وفي المقاولون تمكن من المنافسة بقوة في كأس مصر وحصل على لقب المسابقة على حساب الأهلي موسم 2003- 2004، وبهذا الفوز أصبح المقاولون بقيادة شحاتة أول ناد يحصد كأس مصر من الدرجة الثانية، ثم ينتقل لنصر آخر ويحصل على السوبر المصري من الزمالك.

كما تولى شحاتة مهمة تدريب المنتخب المصري للشباب حاصداً به كأس الأمم الإفريقية، وذلك عام 2003.

وتولى شحاتة مهمة تدريب المنتخب الأول فحصل معه على دورة إل.جي 2005، ثم ظهر تألق المنتخب بقيادته في بطولة الأمم الإفريقية 2006 في مصر، تلا ذلك حصوله على ذهبية الدورة العربية الـ11 في القاهرة 2007.

وجاء عام 2008 بكثير من الفرحة على جماهير الكرة المصرية حيث تمكن شحاتة من تحقيق الفوز للمرة الثانية على التوالي ببطولة الأمم الإفريقية الـ26 بغانا، منتزعاً الفوز بجدارة مع فريقه من بين أنياب الأسود الكاميرونية، ومتوجاً مصر على رأس البطولة الإفريقية للمرة السادسة، قبل أن يقود المنتخب للاحتفاظ بالكأس لمرة ثالثة على التوالي في أنجولا 2010.