اليمن يعتزم إطلاق سوق مشترك للأسهم مع الأردن رغم الفوضى

الجمعة 15 يناير-كانون الثاني 2010 الساعة 05 مساءً / مأرب برس-رويترز:
عدد القراءات 4306

تعتزم اليمن الدولة الأفقر بين الدول العربية إطلاق سوق للاسهم خلال عام في إطار إصلاحات اقتصادية تحتاجها بشدة، رغم أنه طريق طويل من وول ستريت إلى صنعاء عاصمة اليمن.

والبورصة هي مشروع مشترك مع الأردن لكن محللين أبدوا تشككهم ليس فقط بسبب استشراء الفساد في اليمن لكن أيضا بسبب حالة العنف المتصاعد في البلاد في حين تبدو الحكومة وأنها تفقد سيطرتها.

وتصدرت أخبار اليمن الانباء لشهور بسبب تمرد شيعي في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب وقتال ضد جناح تنظيم القاعدة الذي أعلن مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة كانت متجهة الى الولايات المتحدة في 25 ديسمبر كانون الاول.

ويقول محللون ان اليمن قد ينهار مع انتشار الفقر وتقلص سلطة الدولة في بعض أنحاء الدولة الوحيدة في شبه الجزيرة العربية التي لا تملك عائدات نفطية كبيرة.

لكن رغم النظرة المستقبلية القاتمة تعتزم الحكومة إنشاء بورصة لاجتذاب الاستثمارات ومحاولة إشراك سكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة في الاقتصاد.

وقال جلال عمر يعقوب نائب وزير المالية اليمني لرويترز "وقعنا لتونا مذكرة تفاهم مع بورصة عمان. الاردنيون ساعدوا دولا كثيرة في انشاء أسواق أسهم. سيأتون الى صنعاء في نهاية الشهر لاطلاق المشروع.

"لا نرى أن ذلك يخرج عن السياق. هذا مناسب جدا لحالتنا. سيتشكك الناس بالطبع اذا نظروا الى الامر على أنه مجرد انشاء سوق للاسهم ولكننا نراه في اطار خطة اصلاح. فلنبدأ فيها."

وتعهد اليمن - الذي يواجه زيادة سريعة في عدد السكان وأمية متفشية واعتمادا على احتياطيات نفطية اخذة في التقلص ونضوب احتياطيات المياه - لسنوات بالقيام باصلاحات اقتصادية لكنه لم يحقق الكثير.

وستعقد بريطانيا مؤتمرا يوم 27 يناير كانون الثاني لتنسيق مواجهة التطرف وارسال مساعدات لليمن لكن دبلوماسيين يقولون ان أحد أكبر المعوقات هو الفساد وغياب سيادة القانون.

وقالت الحكومة الامريكية في تقرير مناخ الاستثمار لعام 2009 "النظام القضائي اليمني يفتقد للكفاءة ويخضع لتأثير الرشى والعلاقات العائلية.

"بينما القوانين اليمنية المتعلقة بالاستثمار سليمة بشكل عام فان تنفيذها يمثل مشكلة في أفضل الاحوال."

وعدد قليل فقط من المستثمرين من خارج قطاع النفط والغاز هم الذين يأتون الى اليمن الذي لا تملك بنوكه سوى روابط ضئيلة بالعالم الخارجي ولا تتحكم حتى في الاقتصاد المحلي اذ أن أربعة بالمئة فقط من الشعب اليمني هم الذين لديهم حسابات مصرفية.

وبحسب البنك المركزي فان عددا من البنوك الاجنبية تعمل في اليمن منها كاليون وهو الذراع الاستثمارية لبنك كريدي أجريكول الفرنسي وبنك قطر الوطني.

وبينما تأمل صنعاء أن تجتذب البورصة الاستثمارات على المدى البعيد فانها تعتقد أنها ستساعد على جلب الاستقرار في بعض أنحاء اليمن.

وقال يعقوب "خذ مثلا مارب وشبوة كمنطقتين منتجتين للنفط. بعض الافكار قد تكون طرح أسهم في بعض المناطق النفطية ثم بيع بعض تلك الاسهم بسعر مخفض للمواطنين في مارب وشبوة" في اشارة لمنطقتين يقول دبلوماسيون ان سيطرة الحكومة عليهما ضعيفة.

وأضاف "سيكون لديهم حينئذ اهتمام باستقرار المنطقة. سيشاركون في المسؤولية."

ومن المقرر أن تبدأ البورصة بعشر أو 12 شركة حكومية وخاصة.

لكن المحلل اليمني عبد الغني الارياني قال ان المشروع يظهر أن الحكومة ليس لديها نظرة واقعية اذ أن الاقتصاد على حافة الانهيار والقوانين لا تنف وقال الارياني "قبل أن تبني دولة لا يمكنك أن تنشئ هيئة تنظيمية."

وقال دبلوماسيون أيضا أنهم يتوقعون أن يكون من الصعب تنفيذ المشروع في ظل مواجة اليمن للعديد من المشكلات الكبيرة