نصر طه:الفقر في الشمال أكثر من الجنوب والحوثيون نتاجاً للفوضى الإيرانية الخلاقة

السبت 26 ديسمبر-كانون الأول 2009 الساعة 09 مساءً / صنعاء- مأرب برس:
عدد القراءات 7283

قال رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن مايحصل في صعده يأتي في إطار الأحلام الإيرانية لتحويل الحرب إلى صراع إقليمي يقوم على خلق فوضى خلاقة بالمنطقة على الطريقة الإيرانية.

وأوضح مصطفى في حوار تلفزيوني- أعادة نشره وكالة سبأ- أن قصة الحوثيين قصة ‏مختلفة عن القاعدة والتيارات الإنفصالية القائمة في اليمن و أنها :" جاءت في إطار نشر الفوضى الخلاقة على الطريقة ‏الإيرانية التي تعمل بها إيران في المنطقة و في ‏العراق وفي أكثر من منطقة ومن خلال محاولتهم استثارة الطائفية والمذهبية والعصبية في المنطقة بشكل ‏عام، ولاعتقادهم أن الحوثيين عندما يهاجمون ‏المملكة سيستدرون عطف فئات كثيرة من الشعب اليمني معهم ‏لكنهم – حسب قوله-فوجئوا أن الشعب اليمني أوعى بكثير من انه يقع في هذا ‏الفخ".

وأشار رئيس التحرير لوكالة الأنباء اليمنية سبأ في حوار له مع قناة النيل الإخبارية: "إن هناك توافق في المصالح بين القاعدة والحوثيين هدفه زعزعة استقرار المنطقة، وان الجيش لم يعجز في التعامل مع المتمردين الحوثيين فيها رغم صعوبة ‏التضاريس أولا، ‏وتعامل الجيش معهم هذه المرة بتكتيكات جديدة تعتمد على أساليب للتضييق ‏على التمرد وإنهاك قواهم و قدراتهم العسكرية.

وقال:" ليس هناك ‏عجز حقيقة أنتم تعرفون أن هناك كثيرا من الدول عانت من ‏حركات تمرد لسنوات طويلة جدا يعني هذه مسألة أؤكد لكم أنها ‏ستحسم خلال شهور هم يستفيدون من التضاريس الصعبة ‏لمحافظة صعدة". وأضاف:" أن الحكومة لا تتعامل بعنف مع المتمردين الحوثيين وإنما تتعامل ‏بمسؤولية لأنهم يتمترسون بكثير من المواطنين بالقرى ‏وبالتالي العمليات العسكرية تجري ببطء وبحذر حتى نتجنب ‏أكبر قدر من الضحايا".‏

وعن مدى تحول الحرب الجارية في صعدة إلى نزاع إقليمي قال إن ذلك:" أحلام إيرانية" وإنه يعتقد أنها لم تنجح في تحقيق ‏أغراضها".

وعن القاعدة ومايحصل في المحافظات الجنوبية أكد في حواره المتلفز أن الفقر في الجنوب اكثر من الشمال بحكم طبيعة السكان، وأن القاعدة كالبدو الرحل لامكان لهم ولاستقرارهم في جنوب اليمن ولا في شماله، ولفت مصطفي إلى ان تنظيم القاعدة يقع ‏على يمين المتمردين الحوثيين، و يعتمد في عمله ‏كما أشبه بالبدو الرحل و ليس ‏لديهم منطقة جغرافية واحدة يتمترسون فيها كما هو حال ‏الحوثيين.

منوها إلى أن القاعدة وجدت الآن في بعض التيارات الانفصالية ‏الموجودة في اليمن ذات الجذور القاعدية والجهادية التي ‏كانت على علاقة بأسامة بن لادن، وأن الحركات المتمردة في اليمن لا يوجد لها ‏جذور شعبية وهم مرفوضون شعبيا وجماهيريا.. مأرب برس يعيد نشر نص الحوار ..

* لنبدأ مع تاريخ الاشتباكات بين الحوثيين والتسلسل التاريخي ‏لهذه المعركة التي نشهدها الآن؟

نصر طه مصطفى: كما تتابعون المعارك والمواجهات من عام ‏‏2004 بسبب رفض مؤسس هذا التمرد حسين الحوثي تسليم ‏نفسه للسلطات اليمنية عندما طلبت منه الحضور إلى العاصمة ‏للتفاهم حول أسباب ترديدهم لشعارات مستوردة من خارج البيئة ‏اليمنية شعارات معروف أنه الشعار الذي تردده الثورة ‏الإيرانية، هو رفض وقال إنه لن يأتي إلى صنعاء.‏

القناة: هل تم استدعاؤه للتحقيق أولا؟

نصر طه مصطفى: أولا للتفاهم السياسي، ثم عندما رفض تم ‏طلبه عبر النيابة، وتحصن في أحد جبال صعدة، فحاولت القوى ‏الأمنية القبض عليه بقوة وبدأت منذ ذلك الحين المواجهات ‏وانتهت في سبتمبر 2004 بمقتل قائد التمرد وسلم الكثير من ‏العناصر أنفسهم، لكن فوجئنا في أوائل 2005 بأن والد قائد ‏التمرد تحرك وعاد إلى صعدة ليقود التمرد ثم سلم القيادة لعبد ‏الملك شقيق حسين الحوثي، ومنذ ذلك الحين تواصلت وكانت ‏الدولة تسعى دائما باستمرار لجلبهم إلى مسار التفاهم السياسي ‏بعيدا عن استخدام العنف، لكنهم كانوا دائما يستفيدون من الوقت ‏لإعادة ترتيب أوضاعهم من جديد ومعاودة العنف من جديد.‏

القناة: لماذا برأيك الوضع أصبح بارزا بشدة على الساحة الآن؟ ‏الأمر يعود كما ذكرت منذ ست سنوات لكنه لم يكن العنوان ‏الرئيسي في نشرات الأخبار، لماذا تفجر الأمر بهذا الشكل؟‏

نصر طه مصطفى: تفجر الأمر بهذا الشكل بعد أن فشلت ‏الوساطة التي تقدمت بها دولة قطر الشقيقة بسبب تعنت ‏الحوثيين ورفضهم التسليم بالبنود التي وردت في هذه الوساطة، ‏قررت الدولة في الشهرين الماضيين بعد أن عاودوا الاعتداءات ‏على المواطنين وعلى المقرات الحكومية وعلى مختلف الجهات ‏والأجهزة التي تمثل الدولة قررت الحكومة حسم الموضوع ‏بشكل نهائي، فهم بالتأكيد عندما شعروا أن الدولة اتجهت هذه ‏المرة نحو الحسم النهائي حركوا آلياتهم الخارجية المعنوية ‏للإعلام الإيراني المناصر لهم بوضوح، هذا الزخم الإعلامي ‏هو الذي أعطى المعركة هذا البعد فظهرت وكأنها أصبحت ذات ‏أبعاد إقليمية ثم عندما فاجؤوا العالم بأن هجماتهم على الأراضي ‏السعودية توسعت المسألة وأخذت الأبعاد التي تعرفونها انتم.‏

القناة: في مرحلة ما أعقبت الوساطة القطرية عرض الرئيس ‏علي عبد الله صالح مبادرة ربما للتفاهم من ست نقاط ورفضت ‏وفندت من قبل الحوثيين، ما هي البدائل التي كانت مطروحة ‏من قبلهم؟

نصر طه مصطفى: لا توجد بدائل، هؤلاء متمردون على الدولة ‏وعلى الشرعية الدستورية على نظام قائم معترف به من العالم ‏كله كيف يمكن لدولة أن تتعامل مع متمردين على النظام ‏يستخدمون السلاح والعنف في مواجهتهم؟ هي وضعت لهم ‏شروطا، إن سلموا بها وقاموا بتنفيذها فهم على الرحب والسعة ‏هم مواطنون يمنيون، وإن لم ينفذوا هذه الشروط فهم مواطنون ‏عاقون ويجب أن تتعامل معهم الدولة وفق ذلك.‏

القناة: الشروط هل رفضت بمجملها أم أن هناك بعض النقاط ‏هي التي رفضت؟

نصر طه مصطفى: نعم، رفضوها حتى الآن الشروط طرحت ‏في شهر أغسطس الماضي عند بداية الحرب لكنهم حتى الآن ‏يرفضون التجاوب معها وهي شروط عادية جدا منها التسليم ‏والنزول من الجبال التي يتمترسون فيها، تسليم المعدات الثقيلة ‏وتسليم السلاح، هي شروط يجب أن تطبق على أي مواطن ‏يفكر في رفع السلاح ضد الدولة.‏

القناة: بما أنك تحدثت عن الإعلام الإيراني ودوره الذي لعبه ‏بشكل أو بآخر بأن يظهر الأمر على أنه حرب إقليمية هناك ‏بعض التصريحات من مسؤولين إيرانيين تحديدا رئيس الأركان ‏الإيراني يتحدث عن أن ما يحدث مع الحوثيين هو اضطهاد من ‏النظام اليمني للشيعة وتحويل الأمر إلى خلاف مذهبي ديني، ‏كيف ترون هذه الرؤية على وجه التحديد؟‏

نصر طه مصطفى: المكر السياسي الذي يتعامل به هؤلاء مع ‏اليمن ليس هناك في اليمن شيعة، أولا هؤلاء هم ينتمون للمذهب ‏الزيدي الذي هو جزء من التكوين الاجتماعي والسياسي ‏والمذهبي في اليمن لا توجد هناك خلافات مذهبية داخل اليمن، ‏كل اليمنيين تعودوا على العيش كإخوة لا توجد بينهم أية تفرقة ‏هي ليست جزءا من الشيعة كما بالمفهوم الإيراني المفهوم ‏أصبح المفهوم من بعد الثورة الإيرانية أن الشيعة هم الشيعة ‏الإمامية أو الشيعة الجعفرية هؤلاء هم أقرب المذاهب التي فيها ‏نفس شيعي إلى السنة هو في مجمل المذهب من الناحية الفقهية ‏هو مذهب أقرب إلى السنة أقرب إلى المذهب الحنفي يعني هو ‏والمذهب الحنفي مذهب سني، لكن هؤلاء المجموعة المتمردة ‏هم أصلا تلقوا جزءا بعضهم تلقوا نوعا من التعليم في إيران ‏وبالتالي معجبون بالثورة الإيرانية معجبون بتجربة حزب الله ‏في لبنان وبالتالي أرادوا أن يصبغوا ما هم يعتقدونه بالنفس ‏الإيراني الثوري وبالتالي توجهوا نحو العنف ونحو حمل ‏السلاح ونحو تنديد الشعارات الإيرانية التي هي أصلا غريبة ‏عن المجتمع اليمني.‏

القناة: ولكن عجز الجيش اليمني حتى الآن في احتواء هذا ‏الموقف والقضاء من ثم على الحوثيين هل يرجع إلى الطبيعة ‏الجغرافية للمحافظات التي يتحصنون بها مثلا؟‏

نصر طه مصطفى: لا، محافظة صعدة هي محافظة صعبة ‏التضاريس أولا، ثانيا: ليس هناك عجز الحقيقة أن الجيش ‏يتعامل هذه المرة بتكتيكات جديدة تعتمد على أساليب للتضييق ‏على التمرد وإنهاك قواهم وإنهاك قدراتهم العسكرية، ليس هناك ‏عجز حقيقة أنتم تعرفون أن هناك كثيرا من الدول عانت من ‏حركات تمرد لسنوات طويلة جدا يعني هذه مسألة أؤكد لكم أنها ‏ستحسم خلال شهور هم يستفيدون من التضاريس الصعبة ‏لمحافظة صعدة وبالتالي الحكومة لا تتعامل بعنف تتعامل ‏بمسؤولية لأنهم يتمترسون بكثير من المواطنين يتمترسون بقرى ‏فبالتالي العمليات العسكرية تجري ببطء وبحذر حتى نتجنب ‏أكبر قدر من الضحايا.‏

القناة: نعم، ولكن هل المناخ الاجتماعي في الجنوب...؟

نصر طه مصطفى: الجنوب شيء آخر، صعدة هي في الشمال.‏

القناة: نعم، نتحدث الآن عن الجنوب، المناخ الاجتماعي في ‏الجنوب هل يؤهل لهكذا جماعات ربما متمردة لأنه بالأمس فقط ‏ظهر تنظيم القاعدة أو أعلنت جماعة أنها تنتمي إلى تنظيم ‏القاعدة وأنها تبغي فقط أن تناهض السياسات الأميركية ولا ‏تستهدف في المقام الأول اليمنيين؟

نصر طه مصطفى: تنظيم القاعدة هو موضوع آخر هو يقع ‏على يمين المتمردين الحوثيين، تنظيم القاعدة يعتمد في عمله ‏كما أشبه بالبدو الرحل الذين يتنقلون من مكان إلى آخر ليس ‏لديهم منطقة جغرافية واحدة يتمترسون فيها كما هو حال ‏الحوثيين، القاعدة الآن وجدت في بعض التيارات الانفصالية ‏الموجودة في اليمن ذات الجذور القاعدية والجذور الجهادية التي ‏كانت على علاقة بأسامة بن لادن وجدت فيها مظلة للانضواء ‏تحتهم وبالذات في محافظة أبين فتتمترس القاعدة الآن جزء ‏كبير من أعضاء القاعدة في هذه المحافظة حيث يستظلون ‏بالتيارات الانفصالية الموجودة في هذه المحافظة بغرض خلق ‏نوع من الفوضى في اليمن تؤدي إلى أنهم يجدون الجو والمناخ ‏المناسب لإنشاء إمارة ينطلقون منها في نشاطاتهم نشاطات ‏العنف. ‏

القناة: لكن ما شعورهم الآن سيد نصر لأن البعض يصور ‏الأمر وكأن القاعدة تسيطر أو تكاد تسيطر تماما على الجنوب ‏حجم انتشارهم تقريبا في الواقع فعلا؟

نصر طه مصطفى: لا لا، هذا تصوير مبالغ فيه كما أكدت لكم ‏المسألة لا تعدو أن يكونوا أكثر من يتنقلون من منطقة إلى ‏أخرى كما البدو الرحل هم لا يستطيعون السيطرة هم ‏مرفوضون في معظم المحافظات اليمنية وبالذات المحافظات ‏الجنوبية الجنوب مساحته شاسعة جدا هم يتمترسون في أماكن ‏مساحات محدودة أقل مما تتصورون يعني.‏

القناة: هم يرفضون إذا كانت مصالحهم تلاقت كما ذكرت مع ‏بعض الحركات الأخرى الانفصالية الموجودة في الجنوب...؟

نصر طه مصطفى: هذه الحركات المتمردة كلها لا يوجد لها ‏جذور شعبية هم مرفوضون شعبيا وجماهيريا أنتم في مصر ‏عانيتم من العنف هل كانت الجماعات التي مارست العنف لها ‏جذور شعبية لا أظن القاعدة مارست العنف في العديد من الدول ‏لكن لا يوجد لها قواعد شعبية وجماهيرية أبدا لو كان لها قاعدة ‏لتمترست في الجماهير المواطنين لكن في الحقيقة هي تعمل كما ‏قلت تتنقل من هنا إلى هنا لكن عمليات الرصد الأمني تتابعهم ‏باستمرار.‏

القناة: لكن من الصعوبة أن تنضم هذه الجماعات والتيارات ‏المختلفة إلى الحوثيين؟

نصر طه مصطفى: أنا بتصوري كقارئ سياسي لا يوجد بينهم ‏وبين الحوثيين توافق عقائدي قد يحدث توافق مصالح يؤدي إلى ‏تنسيق تكتيكات متقاربة في فترات محددة لكن كتحالف ‏استراتيجي من الصعب جدا لكن الجميع يعملون على زعزعة ‏النظام وزعزعة استقرار اليمن هذه هي الأهداف المشتركة التي ‏يمكن أن يلتقوا عليها لكن كجانب عقائدي وجانب سياسي أعتقد ‏من الصعب.‏

القناة: هل الأسباب لتحديد هذا التوقيت بالضبط للخروج بهكذا ‏حركات تمردية سواء على مستوى الحوثيين أو على مستوى ‏التنظيمات الأخرى؟

نصر طه مصطفى: قصة الحوثيين كما شرحت لكم هي قصة ‏مختلفة وجاءت في إطار نشر الفوضى الخلاقة على الطريقة ‏الإيرانية التي تعمل بها إيران في المنطقة كما تعلمون في ‏العراق وفي أكثر من منطقة هناك تيار عقائدي يحكم إيران ‏ويتصور أن نشر الفوضى في المنطقة العربية سيساعد على ‏تقريب ظهور ما يعتقدون أنه المهدي المنتظر وغير ذلك هذه ‏الفوضى يريدون أن تمتد من العراق إلى لبنان إلى دول الخليج ‏إلى اليمن إلى أكثر من منطقة هم يحاولون حتى التغلغل في ‏أفريقيا وأنتم تعلمون ذلك هذه التصورات توافقت مع إعادة ‏القاعدة لصياغة نشاطها في اليمن هذه كلها تواترت لخلق نوع ‏من المصادفة أكثر منها وهم يجدون في الفقر والبطالة ‏والضعف الاقتصادي الموجود في اليمن مناخ جيد بالنسبة لهم ‏للعمل ولنشر الفوضى وزعزعة الأوضاع.‏

القناة: هذه الأوضاع البعض يرى أن الأوضاع الخاصة للجزء ‏الجنوبي بالذات من اليمن والدعوى التي تنطلق من انه أكثر ‏فقرا ومهضوم من الوظائف الرسمية وخلافه من الآراء التي يتم ‏تناقلها هذا يمكن أن يستغل أو يكون ورقة في أيدي القاعدة ‏وأيدي غيره من الحركات لإضعاف النظام.‏

نصر طه مصطفى: الفقر لا يفرق بين منطقة وأخرى عندما ‏نتحدث عن نسبة الفقر في اليمن فهي موجودة في الشمال أكثر ‏من الجنوب نسبة إلى عدد السكان إذا كانت المسألة من الناحية ‏الجغرافية فالفقر منتشر في المحافظات الشمالية أكثر من ‏المحافظات الجنوبية وكما انه إذا كان بالنسبة للوظائف ‏الحكومية فعدد الموظفين الحكوميين من أبناء المحافظات ‏الجنوبية يوازي عدد الموظفين من أبناء المحافظات الشمالية ‏وهذه إحصائيات معروفة والمناصب الكبرى أبناء المحافظات ‏الجنوبية يشغلون أهم المناصب من منصب نائب رئيس ‏الجمهورية إلى منصب رئيس الوزراء إلى منصب أعضاء ‏الحكومة إلى معظم قيادات المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ‏أيضا القطاع الخاص كثير من أبناء المحافظات الجنوبية الآن ‏يمارسون أنشطة ويستثمرون من الذين هاجروا واغتربوا في ‏دول الخليج والمملكة العربية السعودية والشمال هم اليوم ‏يمارسون أنشطتهم التجارية والاستثمارية الكبيرة في المحافظات ‏الجنوبية والشمالية على السواء فالصورة يعني ليست كما ‏يصور لكن هناك البطالة الموجودة المنتشرة في المحافظات ‏الشمالية والجنوبية على السواء لكن وجدت في العناصر التي ‏قادت العملية الانفصالية في عام 1994 هذه العناصر تجد انه ‏هذا المناخ هو أفضل مناخ تستثمره لاستثارة الشارع وتصوير ‏أبناء المحافظات الجنوبية وكأنهم مستهدفون بينما هذا غير ‏حقيقي وغير صحيح على الإطلاق.‏

القناة: طيب على ذكر حضرتك للمملكة العربية السعودية لها ‏شأن خاص جدا فيما يتعلق بأزمة الحوثيين مبدئيا هذه هي المرة ‏الأولى التي تتدخل فيها المملكة في هذا الصراع الدائر ما بين ‏الطرفين، وهل كانت نقطة تحول فعلية من وجهة نظرك في هذا ‏الصراع؟

نصر طه مصطفى: أولا المملكة لم تتدخل بين الطرفين المملكة ‏تحترم سيادة اليمن ولكنها فوجئت بعدوان على أراضيها من ‏الحوثيين من المتمردين الحوثيين هي كان من حقها أن تدافع ‏عن أرضها وهذا شيء طبيعي حق مشروع لأي دولة تواجه ‏عدوانا على أرضها أن تدافع عنه والمسألة لا تعدو عن هذا ‏الأمر يعني ليس هناك تدخل سعودي في الشأن اليمني هذا يجب ‏أن يكون أولا واضحا. الشيء الثاني: المملكة العربية السعودية ‏تعمل بحقها المشروع في الدفاع عن عدوان على أراضيها. ‏الشيء الثالث هذا العدوان بالتأكيد أوجد نوعا قدرا أكبر من ‏التنسيق اليمني السعودي لمواجهة هذا العدوان ولدراسة هذه ‏الظاهرة التي تقود تمرد على دولة وعدوان على دولة أخرى.‏

القناة: طيب ولكن دعم إيران بهذه الصورة للحوثيين هل يمكن ‏أو هل كان هذا المتوقع أو المخطط له أن تتحول اليمن إلى ‏ساحة نزاع إقليمي على سبيل المثال؟

نصر طه مصطفى: اليمن لم تتحول إلى ساحة نزاع.‏

القناة: كما حصل في دول كانت كثيرة...؟

نصر طه مصطفى: نعم عارف لكن اليمن لم تتحول إلى ساحة ‏نزاع إقليمي هذه أحلام إيرانية أعتقد لم تنجح في تحقيق ‏أغراضها يعني هم يحاولون خلق فوضى في المنطقة يعني ‏يحاولون استثارة الطائفية والمذهبية والعصبية في المنطقة بشكل ‏عام هم كانوا يعتقدون حتى انه الحوثيين عندما يهاجمون ‏المملكة سيستدرون عطف فئات كثيرة من الشعب اليمني معهم ‏لكنهم فوجئوا أن الشعب اليمني أوعى بكثير من انه يقع في هذا ‏الفخ هم أدرك وبالذات أبناء محافظة صعدة عانوا معاناة شديدة ‏جدا من التمرد على مدى خمس سنوات هم يريدون اليوم أن ‏يقفلوا هذا الملف.‏

القناة: لماذا صعدة؟ لماذا تحصنوا في صعدة؟‏

نصر طه مصطفى: صعدة هي كانت دائما موطنهم الأساسي ‏عبر التاريخ وكانت دائما منطلق لعودة الإمامة للحكم في اليمن ‏هم يريدون يعتقدون انه اليوم في القرن العشرين والقرن الواحد ‏والعشرين أنهم قادرون على إعادة نماذج كانت يعني يقيمونها ‏في القرون السابقة اليوم العصر تغير الناس أصبحوا واعين ‏أصبحوا يدركون أن النظام الجمهوري حقق للناس المساواة ‏والعدل والتنمية هم يريدون الناس ارتبطت في أذهانهم الإمامة ‏في اليمن بالتخلف بالجهل بالمرض بالفقر بكل الصور التي انتم ‏تعرفون مصر هي التي وقفت مع اليمن وانتشلتها بدعم ثورة ‏سبتمبر من انتشلتها من كنا نعيش في القرن الرابع عشر أو ‏الخامس عشر قبل ثورة سبتمبر يعني في اليمن لم يكن في ‏اليمن طريق مرصوف واحد لم يكن في اليمن مدرسة حديثة لم ‏يكن في اليمن مستشفى لم يكن فيها شيء حتى عام 1962 هذا ‏النظام ارتبط في أذهان الناس ولهذا هم يقفون ضده في كل ‏اليمن بمذهبهم الزيدي والشافعي.‏

القناة: لكن هل التأييد أو الدعم الإيراني بدأ منذ اللحظة الأولى ‏للتحرك الحوثي أم تزامن مع هذا التفجر الرهيب في الفترة ‏الأخيرة منذ أغسطس؟

نصر طه مصطفى: لا لا، هو اتضح لنا مؤخرا انه كان الدعم ‏موجودا حسين الحوثي مؤسس التمرد ووالده جلسوا في إيران ‏في التسعينيات لعدة سنوات هذه الصورة لم تكن واضحة من ‏البداية هي الخيوط بدأت تجمع شيئا فشيئا فشيئا يعني مع مرور ‏الوقت لم نكن نتوقع أن إيران فعلا ممكن أن تتورط يعني بهذا ‏الشكل والتورط بدا واضحا منذ وصول احمدي نجاد إلى ‏السلطة عندما كان الرئيس خاتمي في السلطة كان رجلا معتدلا ‏كما يعرف الجميع كان حريصا على انه لا تتورط إيران في ‏هذا لكن نظام الآيات والنظام المتعصب مع مجيء هذا الرئيس ‏المتعصب أيضا في حد ذاته خلق هذا التعاطف الواسع والكبير ‏في داخل إيران مع هذا التمرد يعني.‏

القناة: نعم، طيب سؤال أخير إذا كنت حضرتك شايف أن ‏المشكلة في طريقها إلى الحل وان القضاء على الحوثيين سيتم ‏في القريب العاجل ما هي الصورة بخصوص تنظيم القاعدة إذا؟

نصر طه مصطفى: أولا أود أن أوضح أن الدولة معنية ‏باستعادة الأرض التي يسيطر عليها المتمردون هذا شأن أي ‏دولة في الدنيا تحترم نفسها وتحترم سيادتها لا يمكن أن تقبل أن ‏يتسيد متمرد على شبر من أراضيها هذا أولا، وبالتالي المسألة ‏هي قيد الحسم طالت أم قصرت موضوع القاعدة هو موضوع ‏يتم معالجته في أطر أمنية مدروسة بعناية الدولة اليمنية أصبح ‏عندها خبرة جيدة في التعامل مع القاعدة هي عالجت المشكلة ‏بأساليب ووسائل مختلفة منها بالحوار منها بالاستيعاب منها ‏بالمعالجات الاجتماعية هناك عناصر سابقة من القاعدة صلحت ‏وأصبحت جزءا من المجتمع الصالح يعني لكن العناصر التي ‏مازالت تصر على التمرد ورفع السلاح ضد الدولة هذه تجري ‏معها معالجات أمنية ومعالجات مختلفة كان منها العملية الأخيرة ‏التي تمت يوم الخميس الماضي.‏

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن