الصبري: تهديد أمن اليمن في مأزق السعودية

الجمعة 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس- هاتفه نشوان العثماني:
عدد القراءات 15262

اعتبر السياسي اليمني محمد الصبري أن الذي يجري منذ الثلاثاء الماضي وحتى اليوم على الحدود السعودية اليمنية يعد تحول خطير للغاية في مسيرة المواجهات التي مر عليها ما يقارب الأربعة أشهر, محذرا من أن السلطة والحوثيين يضعون اليمن أمام مآزق في غاية الخطورة في العلاقات الإستراتيجية مع المملكة.

وأكدا في حديث لـ"مأرب برس" أن هذا التحول يعرض اليمن لانكشاف أمني إلى أبعد الحدود ويعقد علاقتها بالعالم, مضيفا أن النزاع الدائر مع الحوثيين كان يحتاج إلى قراءة دولة, حسب تسميته, متأسفا على عدم تقدير أثر المواجهات على جنوب المملكة وحروبها وأمنها.

وفيما عد الوضع في غاية الصعوبة, حمّل الصبري الحكومة اليمنية الجزء الأكبر فيما يجري على أراضيها, كما حمل الحكومات الإقليمية جزءا من المسئولية, والذي أرجعها لحسابات خاطئة على الصعيد الإقليمي في تقدير الوضع في اليمن كبلد مأزوم وسلطة مهترئة.

وعما إذا كان يتوقع تدخلا إقليميا كنوع من التشابك في المصالح, لم يرد الصبري التبشير بهذا الموضوع, حسب وصفه, "لأنه من الممكن أن يكون تداعيا طبيعيا" في رأيه.

ونوّه إلى حاجة الجانب الإقليمي والدولي اليوم في إعادة النظر للتعامل مع اليمن, "ليس من باب صعدة فقط, ولكن من منظور الأزمة الوطنية بشكل عام", في الوقت الذي أكد فيه أن نشوب هذه المعضلة يأتي واليمن يشهد تحولات على المستوى الوطني, مستشهدا بما يجري في الجنوب الذي يشرف على خط الملاحة الدولي.

طريق الخروج مما يجري ليس سهلا, كما يجزم الصبري, بعد هدر كل الوسائل والإمكانات المتاحة, وأصبح الكل يحفر في ظل مبدأ ينصح بعدم الحفر إن كنت في حفرة, وفق ما يضيف, إذ اليمن بحاجة إلى جهود كل أبنائها, مقترحا وقف ما أسماها بالانهيارات بعمل إنقاذي يقود إلى الحوار الوطني, على حد تعبيره.

وقال الصبري إن أحد أبواب الصعوبات يكمن في السلطة التي وصفها بـ"المصابة بحالة من الجنون المخلوط بالعجز, الذي يقودها إلى المكابرة والابتزاز", إلا أنه أشار إلى أن حلول الأزمة الوطنية لا تقتصر على السلطة فقط, "فهناك قوى وطنية يجب أن تستمر في جهودها المبذولة, وهناك أصوات وطنية يجب أن ترتفع", منبها إلى أن التحول الذي يجري في المواجهات وانتقاله إلى الأراضي السعودية لن تقتصر تداعياته على خلق تعقيدات في العلاقة بين البلدين, وإنما ستأتي تداعيات أكثر خطورة وتأثيرا من قبل الأطراف الدولية الفاعلة في المنطقة, وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية, والاتحاد الأوروبي اللذان يخصصان نصف جهودهما الخارجية للاهتمام بأمن السعودية وما يجري فيها.