كل الفرص التي منحت للحكومة اليمنية من قبل واشنطن وحلفائها من العرب وفي مقدمتهم دول الخليج في استئصال النفوذ الحوثي والقضاء علية كلها باءت بالفشل , خاصة بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر من الحرب الدامية لم يستطع الجيش فيها الوصول إلى مرحلة الحسم العسكري .

وكما عبر وزير الدفاع اليمني أن الطبيعة الجغرافية والدعم الخارجي مثل دعما قويا في استمرار قوة ونفوذ الحوثي وبقائهم طيلة الفترة الماضية , فقد شهدت ألأيام الأخيرة من الحرب فرارا العشرات من أبناء القوات المسلحة من ساحات القتال , بعد اكتشافهم ضراوة المقاومة التي يبديها أنصار الحوثي في ساحات القتال خاصة وهم يعتقدون أنهم يخوضون حرب " جهاد مقدس " ضد اليهود والنصارى " القوات المسلحة والأمن وكل من ساندهم فيها " .

كما شهدت الحرب الدائرة حرب أخرى في الصراع بين أطراف النظام ومحاولة تلك الأطراف " تحقيق أهداف خاصة "خصوصا في ما يتعلق باللواء الركن على محسن الأحمر , وبث أكثر من جهة تسريبات توحي بخيانات وقصور في أدائه , في حين تؤكد التقارير الميدانية أن الرجل يمثل الصخرة الثابتة في ميدان المعركة ويحضى بولاء عسكري كبير وثبات منقطع النظير في ميدان المعركة ابتداء في تواجده في ساحات المعركة من أول طلقة حتى اللحظة , وفي مقدمة المقاتلين حتى في شهر رمضان وأيام العيد .

كما شهدت الحرب إقالة أربعة من قيادات ألألوية المشاركة في صعدة دون أن يعلن رسميا عن تلك الإقالات أو التعيينات الجديدة التي أوكلت إلى قيادات عسكرية تابعة للعقيد أحمد علي عبد الله صالح .

خيانات في ميدان المعركه

السجن الحربي في العاصمة صنعاء أحد الشواهد الحية على العديد من ألاختراقات والخيانات التي حدثت في الحرب كان اللواء 105 وسقوطة احد المشاهد الدرامية فها .

إضافة حالات تلبس " وتعاون مع الحوثيين " عبر اتصالات هاتفية بالثريا أو غيرها من وسائل الاتصال .

كما مثلت محاولة اغتيال قائد سرب السوخوي وميج 29 " في العاصمة صنعاء في منطقة الروضة منتصف شهر رمضان المنصرم دليل على مدى تغلغل العناصر الحوثية في أماكن خطيرة من صناعة القرار في العاصمة صنعاء , كما كان الرصد في بدايات الحرب لعدد من الطيارين اليمنيين وغياب الدقة في أدائهم في كان سببا في استبعاد عدد منهم واستبدالهم بطيارين عرقيين خوفا من عمليات اختراق للأهداف المعدة سلفه, خاصة بعد فضيحة القاعدة الجويةفي الحرب الثالثة .

إن التداعيات الخطرة التي كشفتها الحرب والتي تمثلت في قوة وعنفوان المقاومة الحوثية على ألأرض , وتلاشي القوة العسكرية حيث بدات شعبية الجيش تنحشر تدريجيا في الشارع اليمني بعد أن طال أمد الحرب وعدم تمكن قوات المسلحة وصقور الجو الشجعان كما أسماهم الرئيس في التعجيل بتحقيق أهداف وزارة الدافاع التي يراها المراقبون قد فشلت بشكل فاضح .

في حين يستعد الحوثيون ساعة إيقاف الحرب في أي ساعة ليعلنوا للعالم انتصارهم في هذه الحرب رغم تكبيدهم خسائر فادحة في العدد والعدة , لن يستطيعوا العودة إلى مستواهم قبيل الحرب سوى بعد سنوات .

تدخلات خارجية تصنع قرار الحرب

إن المراقب للحرب الدائرة وتداعياتها خاصة في ظل دخول أكثر من طرف دولي في سياقها - السعودية ومصر " والدور الذي تلعبه " جامعة الدول العربية - كفيل بأن تقف الحرب في لحظة لا تدري الحكومة اليمنية توقيتها تحديدا وفي طليعتها الرئيس شخصيا .

أن التساهل الرسمي تجاه جماعة الحوثي طيلة السنوات الماضية , وتبدد الحلم الذي دعمت من أجلة - ضرب الحركة الإسلامية في اليمن " التجمع اليمني للإصلاح " - خطأ تاريخي في إدارة هذا الحكومة للأزمات وصناعات الصراعات المحلية .

كما كشفت هذه الحرب الكثير العديد من الأوراق التي كان يعتمد النظام عليها في الاستمرار في بقائه , ومنحة أكثر من نفس وأكثر من فرصة للعيش في ظل التناقضات على المستوى المحلي والخارجي .

أنه من غير المستبعد ان يتم أيقاف هذه الحرب بصورة ستكون مفاجئة لكل ألأطراف خاصة القيادات العسكرية في ميادين القتال وكذلك الشارع اليمني .

أن مفاجأة إيقاف الحرب ستكون تحت ضغط عربي تحديدا , إضافة إلى رغبة غربية وأمريكية قريبة جدا , لن يستطيع النظام في اليمن مقاومة ذلك التدخل ,خاصة والجبة الداخلية تتهاوي يوميا على كل ألأصعدة " سياسيا واقتصاديا " .

واستنادا إلى قراءات ما خلف الصدور من مبادرات وزيارات شهدتها الساحة اليمنية , يكشف أن هناك غٌرفا يجري فيها وضع مشروع خاص لانتشال اليمن من " نفقة المظلم " الذي تنبأ بة الشيخ الراحل عبدالله بن حسين ألأحمر " رحمة الله " .

وسيكون المشروع خاضعا للشرط الوحيد الذي أشترطه الرئيس وهو أن يكون قائما تحت سقف الوحدة والجمهورية , مما يعني أن لا نستبعد عودة على سالم البيض ليجلس جوار الرئيس وبجواره عبد الملك الحوثي وغيرهم من رجال المعارضة في الداخل والخارج .

حينها تبقى ورقة أخيرة تكشف صدق توجه الوعود التي قطعها الرئيس " لتلك الدول " إما أن يصدق في ألاستمرار في الحوار للخروج باليمن من نفقة بعيدا عن أي حسابات حزبية ضيقة , إن وضعت في طريق تلك الخطوة سينتظر كل أبناء اليمن صومال أكثر دموية وطائفية من صومال أفريقيا .