خيوط العمالة.. يكشف لأول مرة اسرار ومعلومات عن «مأرب وصواريخ الحوثي» وينشر اعترافات «أخطر الجواسيس»

الإثنين 07 ديسمبر-كانون الأول 2020 الساعة 03 مساءً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 5723

كشفت نتائج تحقيق أجرته لجنة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع اليمنية، معلومات عن نوعية وتركيبة الصواريخ التي استهدفت أحياء سكنية في مدينة مأرب، شمال شرقي البلاد.

وأكدت النتائج أن تلك الصواريخ "إيرانية الصنع"، تم تهريبها إلى اليمن مجزأة، وتركيبها في صنعاء عن طريق خبراء صواريخ.

ونشر الموقع الرسمي لوزارة الدفاع اليمنية "سبتمبر نت"، الأحد، تقريرا افاد بأن إحدى اللجان العسكرية المكلفة بالتحقيق في جريمة أحد الصواريخ التي أطلقتها الميليشيات الحوثية على حي سكني بمأرب، وتسبب بمقتل وإصابة عدد من المدنيين؛ عثرت على أدلة تؤكد أن الصواريخ إيرانية الصنع.

وقالت لجنة التحقيق إنها اكتشفت أدلة تثبت تورط الميليشيات وداعمتها إيران، بالإمعان في استهداف المدنيين، وسقوط أكبر قدر من الضحايا، من خلال فحص بقايا الجسم الصاروخي الذي تم التحقيق فيه.

وأوضحت أنه تم العثور، في موقع سقوط الصاروخ، على شظايا عبارة عن مكعبات من الحديد الصلب، وضعت في مقدمة الصاروخ بغرض إصابة أكبر عدد ممكن من الأشخاص، مشيرة إلى أن تلك الشظايا وضعت بداخل جسم الصاروخ، لأن الجسم الخارجي للقسم المتفجر في الصاروخ غير متشظٍ.

وأضافت أنه تبين من خلال الفحص والتدقيق في جسم الصاروخ وجود حروف وأرقام مكتوبة باللغة الإنجليزية وبخط اليد، بواسطة حبر طلاء حراري على جسم الصاروخ، كما أنه تم العثور على مسامير بولتات (Boults) تستخدم للتثبيت بين الجسم الخلفي، التي ركبت عليه زعانف التوازن، مع جسم محرك الصاروخ، مكتوب عليه أحرف باللغة الانجليزية (H- D- W).

وذكرت لجنة التحقيق أن كل ذلك يشير إلى أنه تم تركيب الصاروخ في مناطق سيطرة الميليشيات بعد أن وصل إليها .

كما تم العثور على صدأ في بعض قطع بقايا الصاروخ، وخاصة مناطق الربط والاتصال، تكونت نتيجة عدم حفظها بصناديق خاصة للحفظ وبشكل مجزأ.

وأكدت اللجنة إنها توصلت إلى أن تصنيع أجزاء هذا النوع من الصواريخ، لا يتم إلاّ في معامل أو مصانع خارج اليمن متخصصة في صناعة الصواريخ والمعدات الحربية في أماكن مختلفة.

كما أن بعض القطع التي تم فحصها صنعت في مصانع غربية وأدخلت إلى اليمن مجزأة وعبر البحر وبوسائل حفظ غير مناسبة، ليتم إعادة تركيبها بواسطة خبراء متخصصين.

وأوضحت، أن الصاروخ "باليستي" من نوع أرض أرض، وذو مدى متوسط 110 الى 150كم، إلاّ أنه زود بنظام توجيه متقدم، ومن المرجح أن نظام التوجيه هو من نوع أنظمة الباحث الذكي (الكتروبصري) والتي لا تمتلكها إلا الدول المتقدمة، وعلى الأرجح أن المزود في إيران.

وأكدت أن الصاروخ تم إطلاقه بواسطة منصة ثابتة على الأرض وتحت إشراف خبراء أجانب، وتم إطلاقه من الجهة الغربية لمأرب.

ورجحت اللجنة، أنه من خلال القرائن والاستنتاجات، وبالرجوع إلى مواصفات وخصائص الصواريخ التي تمتلكها بعض الدول الإقليمية، فإن الصاروخ الذي أطلق على المنزل بحي الروضة هو من نوع "بدر- F" الذي تمتلكه ميليشيا الحوثي وأعلنت عنه في أبريل 2019، وتم تزويدها بمكونات تلك الصواريخ وتكنولوجيا توجيهها من إيران.

وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد عرضت قبل يومين،فيلما باسم خيوط العمالة تضمن اعترافات لخلية تجسس تعمل لصالح ميليشيات الحوثي، اعترفت بوجود خبراء من إيران وآخرون من جنسيات أخرى يديرون القوة الصاروخية للحوثيين والتي استهدفت المدنيين ومواقع عسكرية في مأرب من خلال رفع الإحداثيات من قبل خلية التجسس.

*التدخل السريع والقوة الصاروخية

كما اورد موقع الجيش تقريرا اخر عن التدخل السريع والقوة الصاروخية للحوثيين قال فيه أن المليشيا الحوثية الانقلابية، امعنت منذ انقلابها في تنفيذ جرائم إرهابها بحق المدنيين في محافظة مأرب، مستهدفة إياهم بالصواريخ الباليستية، وغيرها من الأسلحة الثقيلة، والتي أودت بحياة الآلاف من الضحايا، أغلبهم من الأطفال والنساء.

ويضيف ان الإجرام الحوثي أكدته اعترافات خلية ما يعرف بباسم الصامت وخالد الأمير، وكشفه (خيوط العمالة)، الفيلم، الذي أنتجته دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة، والتي أظهرت حرص المليشيا الحوثية، وقيادتها الإجرامية، في الاستهداف الممنهج والجبان على المدنيين في مأرب وغيرها من المحافظات المحررة، كما أظهر في الوقت نفسه مدى الأخطار التي يواجهها المدنيون في العاصمة صنعاء، والتي تتخذ منهم دروعاً بشرية، وتجعل مخازنها وأماكن تسليحها بالقرب من مساكنهم.

كل ذلك الإجرام، تقوم به المليشيا المدعومة من إيران من خلال ما تسميه بكتيبة التدخل السريع، وتشكيل آخر تطلق عليه مسمى (القوة الصاروخية)، التي يديرها خبراء إيرانيون، بحسب اعترافات الخلية، الذي أكد المجرم الأول فيها باسم الصامت ارتباطه من البداية بركن اتصالات كتيبة التدخل السريع التي أهلته فيما بعد ليكون في ارتباط مباشر مع المدعو أبو فارس، وهو المجرم عبدالحكيم الخيواني، والذي يدير الأمن القومي التابع للمليشيا، والذي بقي متصلاً به، ليرسل له إحداثيات الاستهداف للمدنيين وتحركات الجيش وقيادته،بحسب الموقع.

وكشف الفيلم مسؤولية المليشيا وخلاياها المباشرة عن قصف منازل المواطنين واستهداف المدنيين في المحافظات المحررة ومنها محافظة مأرب، وهو ما اعترف به المجرم المدعو باسم الصامت، بأنه التقط صورة لمنزل البرلماني حسين السوادي قبل استهدافه بصاروخ في يناير كانون الثاني من العام الحالي، أسفر عن استشهاد امرأة وطفلة وإصابة آخرين من أسرة السوادي أغلبهم أطفال.

وتعمد المليشيا الانقلابية، المدعومة من إيران على قتل الأطفال والنساء واستهدافهم بمختلف الأسلحة المحرمة، والتي راح ضحيتها الآلاف منذ انقلابها على الدولة، إضافة إلى أنها جعلت من استهدافهم ثاراً على أي إخفاق وهزيمة لعناصرها في الجبهات أمام أبطال الجيش والمقاومة.

تقارير سابقة وثقت استهداف مليشيات الحوثي للأحياء السكنية والأعيان المدنية بمدينة مأرب بـ 112 صاروخاً باليستياً، و131 صاروخاً من نوع كاتيوشا وبصاروخ واحد من نوع “أورجان”.

وهي الصواريخ، التي تم إطلاقها بموجب رفع إحداثيات من قبل خلاياها التجسسية، وبقصف عشوائي تشنه المليشيا المتمردة بين حين وآخر، كدليل على إرهابها وإجرامها، واتخاذها من المدنيين عدواً، تعمل على استهدافهم وقتلهم بدم بارد، وهو ما أظهرته اعترافات المدعوين الصامت وخالد الأمير.

*مأرب وصواريخ الحوثي

الصواريخ البالستية وصواريخ الكاتيوشا التي أطلقتها المليشيا المدعومة من إيران، مسؤولة عن استشهاد وإصابة ما لا يقل عن 689 مدنيا بينهم 92 طفلاً وامرأة منذ مطلع أبريل 2015 وحتى 14 يوليو 2020، بحسب الإحصائية التي وزعها مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب.

وبينت الإحصائية أن الصواريخ الحوثية التي استهدفت المدينة وحدها، قتلت 251 مدنيا بينهم 25 طفلاً و12 امرأة، في حين بلغ عدد الجرحى 438 مدنياً بينهم 47 طفلا و8 نساء ومسنين.

ليس ذلك فقط إذ توضح الإحصائية أن 85 صاروخاً باليستياً، تصدت له منظومة الباتريوت التابعة لتحالف دعم الشرعية بينما سقط 26 صاروخاً على أحياء سكنية متفرقة تسببت في مقتل 174 مدنياً، بينهم 3 أطفال وامرأتان، وجرح 231 مدنياً بينهم 16 طفلاً وامرأة واحدة واثنين من المُسنين.

وأوردت حصيلة صواريخ الكاتيوشا التي أودت بحياة 69 مدنياً بينهم 12 طفلاً و12 امرأة، ومتسببة في جرح 198 شخصاً آخرين بينهم 21 طفلاً و4 نساء و4 مُسنين.

كما تسبب صاروخ واحد من نوع “أورجان” أطلقته المليشيات ليلة عيد الفطر المبارك عام 2016 في استشهاد 8 مدنيين جميعهم أطفال، وإصابة 8 أطفال وامرأة.

*اعترافات

في السياق اعترف المدعو باسم الصامت، للاستخبارات العسكرية، استخدام قيادات المليشيا الأمنية والمختصة بالقوة الصاروخية لمقرات ومعسكرات استقبال وتدريب، داخل الأحياء المكتظة بالسكان، في إمعان منها لاستخدام المواطنين كدروع بشرية.

وقال إنه عنده تجنيده لاحظ أن الكتيبة الإرهابية، التي يطلق عليها “التدخل السريع” التابعة للمليشيا، والتي يعمل فيها من عمل على تجنيده، وهو المدعو زيد المؤيد كركن اتصالات فيها، بأنها تتمركز بأسلحتها وذخيرتها، في حي سكني مكتظ بالسكان، وهو حي الجراف شمال العاصمة.

وأكدت اعترافات الخلية الإرهابية التي ثبت ارتباطها بمليشيا الحوثي الانقلابية وإيران وتورطها في جرائم إرهابية واستهداف مباشر بالصورايخ الباليستية وصواريخ الكاتيوشا منازل المواطنين والأحياء المكتظة بالسكان في محافظة مأرب، شمالي شرق البلاد.

وكانت دائرة التوجيه المعنوي وزعت فيلم (خيوط العمالة) كشف جزءاً خطيراً من الأعمال التجسسية القذرة التي تديرها المليشيا الحوثية، إقلاقاً للأمن والسكينة ضمن حربها على المدنيين في المحافظات والمناطق التي تستهدفها بالصواريخ ومنها مأرب.

وأكدت اعترافات أحد عناصر الخلية والأدلة والوثائق المضبوطة أنه التقى بالقيادي المدرج ضمن قائمة القيادات الإرهابية المدعو عبدالحكيم الخيواني الذي يدير ما يسمى بجهاز الامن والمخابرات في أحد منازل العاصمة صنعاء، بحضور قيادات مسئولة على ما يسمى بالقوة الصاروخية التابعة للمليشيا.

ويؤكد عضو الخلية أن القيادي الحوثي المدعو زيد المؤيد وشقيقه المدعو علي المؤيد أخبره بأن من بين الحاضرين في تلك الجلسة اثنين ايرانيين وواحد عراقي مسئولين على الأعمال الصاروخية التابعة للمليشيا.

وفي ذلك اللقاء تلقى العميل (باسم الصامت) من الخبراء الإيرانيين تعليمات مفصلة في آلية العمل معهم وتم تزويده ببرامج وأجهزة وتقنيات ايرانية الصنع تتعلق بتقديم احداثيات وخرائط.

وأثبتت الاعترافات ضلوع قيادات كبيرة في المليشيا، في الاستهداف المباشر بالصواريخ عبر أجهزة يديرها خبراء إيرانيون وآخرون من جنسيات أخرى ترفع لها الإحداثيات من قبل الخلايا التجسسية، التي تستهدف إضافة إلى منازل المواطنين تستهدف المدارس والمساجد والأسواق، ورفع إحداثيات تحركات واجتماعات قيادات الجيش واحتفالات التخرج للدفع العسكرية والاحتفالات الوطنية.

وصعّدت المليشيا الحوثية من استهداف مأرب بالصواريخ والطائرات المفخخة والمسيرة التي تتلقاها من إيران، وأودت تلك الجرائم بحياة الآلاف من المدنيين خلال الأشهر الأخيرة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن