تحذيرات دولية ومحلية من مخاطر اتساع فيروس كورونا في صنعاء ...والموتى بالمئات

الإثنين 15 يونيو-حزيران 2020 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 3028
 

   

رغم التحذيرات الدولية والمحلية من مخاطر اتساع رقعة انتشار فيروس «كورونا» في اليمن، فإن المليشات الحوثية عملت على تحويله إلى «جائحة منسية» في ظل تجاهلها تصاعد الإصابات ووفاة المئات، وهي ترجيحات مصادر في صنعاء ومناطق سيطرة المليشات، إلى جانب إعلانات تعازٍ غمرت وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة في الهواتف الذكية.

وفي وقت كرست فيه الجماعة أسلوبها التمييزي في التعامل مع الوباء لمصلحة عناصرها وقادتها على حساب ملايين اليمنيين، أكد عاملون في القطاع الصحي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تفشي الفيروس في المدينة أصبح مثل «الماء والهواء»؛ على حد تعبيرهم.

وأفاد العاملون بأن أسراً بكاملها فقدت ما بين 3 أشخاص وشخصين من أفرادها جراء الإصابة بالفيروس، بينما لا يزال قادة مليشات الحوثي يتكتمون على الأرقام الحقيقية الخاصة بأعداد الضحايا.

ويؤكد سكان في العاصمة اليمنية المحتلة من قبل الميليشيات الحوثية منذ سبتمبر (أيلول) 2014 أن أحياء المدينة باتت في أغلبها بؤراً لتفشي الفيروس المستجدّ وسط حالة من انعدام الخدمات الصحية ووسائل الحماية المختلفة التي حولها قادة الجماعة إلى «السوق السوداء».

وفي سياق التعسف المستمر ضد المراكز الصحية العاملة، أفادت وثيقة تداولها ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن الأطباء وطاقم التمريض بقسم العزل في «مستشفى العلوم والتكنولوجيا» أعلنوا إضرابهم عن العمل بسبب اعتداءات مسلحة حوثية عليهم.

وجاء في الوثيقة التي أكدت إضراب الطاقم عن العمل أن مسلحين اعتدوا عليهم مرتين خلال 48 ساعة دون أن تحرك الجماعة الحوثية أي ساكن بخصوص معاقبتهم.

إلى ذلك؛ أكد ناشطون في صنعاء أن أغلب المستشفيات العاملة في صنعاء حولت الجائحة إلى باب واسع للإثراء؛ إذ تشترط هذه المستشفيات الخاصة دفع مبالغ مقدماً تتراوح بين 3 آلاف و5 آلاف دولار من ذوي الحالات المشتبه بإصابتها بالمرض، مما يجعل من أغلب السكان غير قادرين على دفع التكاليف.

وتحدث سكان في المدينة عن خيبة أملهم جراء ما وصفوه بـ«الاستهتار الحوثي» الذي جعل الناس يعتمدون على قدراتهم الذاتية في مواجهة الجائحة من خلال عزل المرضى من ذويهم في المنازل، خصوصاً بعدما ترددت إشاعات تفيد بقيام الحوثيين بتصفية المرضى الذين يصلون إلى المستشفيات الحكومية الخاضعة للجماعة.

وكان تفشي المرض في صنعاء منذ أسابيع تسبب في وفاة الآلاف؛ بحسب تقديرات محلية، من بينهم العشرات من الوجهاء السياسيين والقضاة وأساتذة الجامعات، وصولاً إلى قيادات موالية للجماعة الحوثية.

وعلى صعيد متصل؛ جدد حقوقيون وناشطون يمنيون في صنعاء مطالبة الجماعة الحوثية بإطلاق سراح جميع السجناء في معتقلات الجماعة بعد أن أصبحوا عرضة للإصابة بالفيروس المستجد.

وأكد الحقوقيون أن أحدث تفشٍّ للوباء في سجون الجماعة كان من نصيب «سجن الثورة الاحتياطي» في صنعاء؛ حيث أصيب كثير من نزلائه بالفيروس دون أن تحرك الجماعة الانقلابية ساكناً بخصوصهم.