منظمة دولية تكشف عن أسباب زيادة وفيات واصابات كورونا باليمن وتتحدث عن أمر صادم في صنعاء

الخميس 11 يونيو-حزيران 2020 الساعة 05 مساءً / مأرب برس-صنعاء
عدد القراءات 12057

قالت منظمة أطباء بلا حدود ،الخميس، أن فيروس كورونا المستجد ينتشر على نطاق في جميع أنحاء اليمن حيث امتلأت وحدة العناية المركزة في صنعاء والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية 15 سريرًا وشهد الفريق معدل وفيات مرتفعا معظم الوقت طوال الأسابيع الأربعة الماضية.

وقالت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن كلير هادونغ، "شهدنا هنا مزيجا غريبا من الإنكار لتفشي الفيروس والخوف منه، حيث لا يرغب تقبّل إمكانية وصوله إلى بلادهم، ومن أنه وصل بالفعل وبدأ بالانتشار. وبمجرد أن واجهوا حالة إصابة واحدة حتى تسبّب ذلك في إثارة الذعر بينهم، غير أنّ هذا الخوف مبرر نظرًا لافتقار اليمن بشكل كامل تقريبًا إلى وسائل الاستجابة لهذا التفشي".

كما تعزي تزايد الإصابات إلى الخوف، وقال "يبدو للأسف أن ما يحصل هو نتيجة الخوف من الفيروس، يؤجّل اليمنيون مجيئهم إلى المستشفى وأحيانًا يأتون بعد فوات الأوان، مما يجعل إنقاذهم مهمةً صعبةً للغاية".

بدوره يرى د.نزار جهلان، مدير الأنشطة الطبية في أطباء بلا حدود في صنعاء أن المرضى يصلون إلى غرفة الطوارئ ويسعهم السير على أقدامهم ولكنهم في الوقت نفسه يعانون من نقص شديد من الأكسجين من دون أن يدركوا ذلك، ثم يموتون في غضون فترة زمنية قصيرة للغاية. الأمر صادم بالفعل".

كما يضيف "عملتُ في وحدات العناية المركزة لأكثر من 14 عامًا، إلا أن الطريقة المأساوية التي يفارق الناس بها حياتهم هنا غير مألوفة بتاتًا بالنسبة لي".

وتعليقًا على الوضع الراهن في اليمن، تُردف هادونغ قائلة، "تسبّبت خمس سنوات من القتال في اليمن، في انهيار نظام الرعاية الصحية اليمني بدرجة كبيرة ليظهر مرض كوفيد-19 فيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فانهار النظام بالكامل وأغلقت العديد من المستشفيات أبوابها خوفًا من الفيروس أو بسبب النقص في الموظفين ومعدات الوقاية الشخصية. سيموت الكثير من الناس بسبب هذا الفيروس، ولكننا نخشى أن يموت العديد من الأشخاص الآخرين من أمراض يمكن الوقاية منها وعلاجها، وذلك لأن الرعاية الصحية ليست متاحة بكل بساطة".

وتقول أطباء بلا حدود انها تبذل كل ما في وسعها للاستمرار في الاضطلاع بأنشطة برامج الرعاية الصحية المنتظمة من جهة والاستجابة لتفشي مرض كوفيد-19 في البلد من جهة أخرى، ولكن لا يزال من الصعب إحضار الموظفين والإمدادات إلى البلاد، في حين يتخطى حجم الاحتياجات قدرة منظمة واحدة على الاستجابة لها.

وعالجت الفرق الطبية للمنظمة الدولية، مئات المرضى الذين يعانون من أعراض تنفسية في كل من مراكز علاج كوفيد 19 التابعة للمنظّمة في صنعاء وعدن.

 واستقبلت مراكز أخرى تديرها أطباء بلا حدود أو تدعمها في شمال اليمن المرضى أيضًا، إنما بأعداد أقل، من بينها مراكز في حجة وخمر وإب وحيدان والحديدة.

وتقول هادونغ "لا يمكننا مواجهة هذه الأزمة بمفردنا. على الأمم المتحدة والدول المانحة الأخرى إيجاد طرق عاجلة لتعزيز الاستجابة بما في ذلك من خلال التدخلات المباشرة التي تقوم بها الوكالات الإنسانية الطبية والدعم المالي لمساندة النظام الصحي اليمني في دفع رواتب موظفي الرعاية الصحية وتسديد تكاليف المعدات لحماية هؤلاء الموظفين ومكثفات الأكسجين لمساعدة المرضى على التنفس... أمّا السلطات المحلية فلا بدّ أن تُيسّر عمل المنظمات الدولية مثل منظّمة أطباء بلا حدود التي تتعاون معها للتصدي للفيروس وضمان دخول الإمدادات الطبية والموظفين الدوليين لتعزيز عمل الفرق على الأرض".

يذكر أن الأمم المتحدة، أعلنت الاثنين أن معدل الوفيات بفيروس كورونا المستجد في اليمن، مرتفع بشكل مثير للقلق.

وذكر بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن، أن معدل الوفيات ارتفع إلى 24.77 بالمائة، وأن أكثر من 75 بالمائة من الإصابات المؤكدة سجلت في أوساط الرجال، والأشخاص في الفئة العمرية 45 - 59 الذين لديهم أعلى معدل وفاة.

وحتى امس الاربعاء وإجمالي الحالات المسجلة منذ العاشر من إبريل/نيسان الفائت، إلى 560إصابات، بينها 129وفاة، و23 حالة تعاف.

ولا يشمل ذلك مناطق سيطرة الحوثيين الذين أعلنوا حتى 18 مايو/أيار الجاري تسجيل 4 إصابات بكورونا بينها حالة وفاة، وسط اتهامات رسمية وشعبية للجماعة بالتكتم عن العدد الحقيقي للضحايا.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن