26 ألف قيادة مجتمعية سيتم التواصل معها خلال المرحلة الثانية من التشاور الوطني الشامل

الجمعة 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 الساعة 12 مساءً / مأرب برس/خاص:
عدد القراءات 5772

دشن اللقاء المشترك صباح اليوم المرحلة الثانية من التشاور الوطني على طريق الإعداد لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقال سلطان العتواني – رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك- بان التشاور الوطني سيفتح بابا لمشاركة الفعالة لجميع فئات المجتمع كمرحلة جديدة من مراحل العمل السياسي الوطني.

وفي حفل الافتتاح الذي عقد في مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ألقى الدكتور عبد الوهاب محمود كلمة اللقاء المشترك التي أكد فيها بأن الحوار الوطني الجاد هو الآلية الحضارية لحل جميع ألازمات الراهنة بدلا من ثقافة العنف والقوة والصراعات المسلحة، وخصوصا بعد أن وصل الحوار مع الحزب الحاكم إلى طريق شبه مسدود.

وأوضح محمود بأن الممارسة الديمقراطية كخيار استراتيجي لا رجعة عنه يتطلب مراعاة لشروط الديمقراطية، مشيرا إلى أن الاستحقاق الديمقراطي يسير في الاتجاه المعاكس، بدلا من أن يمثل بوابه للتغيير، بعد أن أفرغت السلطة المحتوى الديمقراطي والسياسي التعددي وانفردت بالانتخابات، وقال بأن ما تمارسه السلطة سيؤدي إلى اختلال التوازنات السياسية سواء شارك المشترك في الانتخابات القادمة أم لم يشارك.

وأشار محمود إلى أن تدشين اللقاء المشترك للمرحلة الثانية من التشاور الوطني يأتي في سياق البحث عن حلول للازمات الوطنية المتفاقمة، وذلك كآلية لتحديد المخاطر من استمرار هذه الأزمات والبحث عن حلول لها.

وألقى المناضل محمد سالم باسندوة كلمة أكد فيها بأن اللقاء المشترك في تراحمه وتواده كالجسد الواحد إذا أصيب منه عضو تداعى له سائر الجسد، مؤكدا بأن المرحلة الوطنية الراهنة جد خطيرة وتتطلب التحلي بالحكمة والمسؤولية، وقال بان الكرة في ملعب السلطة أكثر من كونها في ملعب المعارضة لمواجهة الأزمات الوطنية الراهنة.

وأجهش باسندوة بالبكاء وهو يعبر عن حزنه لما وصل إليه حال الوطن، وقال كم أنا حزين وأنا أرى وطني قد وصل إلى ما وصل إليه اليوم، وقال بأن الانتخابات النيابية القادمة التي استبعد ان تتم يجب أن تكون وسيلة للانتقال بالوطن إلى الأفضل وليس إلى الأسوأ.

وأكد الشيخ حميد الأحمر – رئيس لجنة التشاور الوطني – بأن الغرض من الحوار الوطني الشامل الذي يعد له المشترك هوالخروج من مرحلة الأنين الفردي إلى مرحلة العمل الجماعي لخروج الوطن مما هو فيه من ازمات وتحقيق مبدأ المواطنة المتساوية. وقال بأن الهدف من التشاور الوطني هو إشراك جميع أبناء الشعب في الهم الوطني.

واستعرض الاحمر ما أنجزته لجان التشاور الوطني خلال المرحلة الماضية، وقال أنه قد تم الانتهاء من مسح ميداني شامل للقيادات المجتمعية في اليمن وقادة الرأي الذين يمكن ان يكونوا شركاء في النضال من اجل الوطن.

وأوضح بأنه تم توزيع القيادات المجتمعية إلى سبع فئات لغرض تسهيل عملية الحصر، حيث تم خلال الاشهر الماضية جمع قاعدة بيانات لأكثر من 26 ألف شخصية اجتماعية من مختلف الاتجاهات يمثلون القيادات المجتمعية التي سيتم العمل والتواصل معها لمناقشة الهم الوطني خلال المرحلة الثانية من التشاور الوطني التي يدشنها اللقاء المشترك اليوم بدورة تدريبية للجان الميدانية للحوار والتواصل من مختلف المحافظات.

وأشار الاحمر إلى انه لم يتم استثناء أي احد من الراغبين في تحمل الهم الوطني، داعيا جميع قيادات المشترك واعضائه الى الالتحام بالجماهير خلال المرحلة الثانية من التشاور الوطني على طريق الاعداد لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقال بأن انضمام حزب البعث العربي الاشتراكي الى اللقاء المشترك يعتبر دليلا على ان المشترك يسير في الاتجاه الصحيح لانه لا يملك أي مكاسب سوى اضطلاعه بالهم الوطني المشترك.

ونوه الاحمر إلى ان المرحلة القادمة من التشاور الوطني ستكون على مستوى المركز في امانة العاصمة وعلى مستوى المحافظات، وسيتم فيها التشاور الثنائي مع القيادات المجتمعية من جميع التوجهات، لمناقشة الهم الوطني ووضع الحلول والاراء حول افضل السبل لمواجهة الازمات الراهنة، كما سيتم تنظيم فعاليات جماهيرية في المحافظات للالتحام بالجماهير ورفع الوعي الشعبي ورفع مستوى المشاركة في اتخاذ القرارات، وستختتم هذه المرحلة بعقد اللقاء التشاوري في يناير القادم وذلك بهدف الخروج بلجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني الشامل الذي سيمثل تعبيرا عن ارادة الشعب وآرائه للخروج بقرارات اجماع وطني بخصوص الازمة الوطنية الراهنة.

وفيما أكد الاحمر بأن لجان التشاور الوطني قد لمست تجاوبا مبشرا خلال المرحلة الماضية، دعا الجميع إلى المشاركة الفاعلة في تحمل الهم الوطني، و قال لقد حان الوقت للخروج من مرحلة الأنين الفردي على مرحلة النضال الجماعي.

وفي حفل تدشين المرحلة الثانية ألقت الدكتورة شفيقة سعيد كلمة باسم القطاع النسائي والمرأة في اللقاء المشترك، وقالت بأن ما يدور من حديث عن حقوق المرأة لا يساوي ثمن الحبر الذي يكتب به، معبرة عن خيبة املها في تحول المرأة إلى وسيلة للمزايدة بين القوى السياسية، مؤكدة بأن المشكلة الوطنية الكبرى تكمن في السلطة الاستعلائية التي تنتمي الى عصور الظلام.

وأضافت بأن المشكلة تكمن في غياب المواطنة المتساوية والتخلف الاقتصادي والسياسي والثقافي، كما تكمن مشكلة المرأة في عدم تمكينها من القيام بدورها وحصولها على حقوقها.

يشار إلى ان الدورة التدريبية لأعضاء لجان التشاور الوطني في المرحلة الثانية ستبدأ اليوم بمقر الحزب الاشتراكي اليمني بمشاركة لجان من مختلف محافظات الجمهورية، وسيتلقى المتدربون خلال الدورة معلومات حول الية التشاور والتواصل مع القيادات المجتمعية في جميع المحافظات تمهيدا لعقد مؤتمر التشاور الوطني.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن