كشفت رئيسة تحرير صحيفة نبأ نيوز الإخبارية على شبكة الانترنت أنها تعرضت لمساءلة وضغوطات كبيرة من قبل شخصيات قيادية في المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" بشأن ما نشرته من تصريحات لدبلوماسي أوروبي يحذر من دور المعهد الديمقراطي الأمريكي في اليمن، وقالت أن مساءلة الحزب الحاكم في اليمن لها جاءت على خلفية اتصالات مكثفة أجرتها مديرة المعهد الديمقراطي الأمريكي "روبن مدريد" مع عدة قيادات في الحزب الحاكم اشتكت فيها مما تم نشره من انتقادات لأداء المعهد.وقالت الزميلة آلاء الصفار – أول امرأة ترأس موقع إخباري في اليمن- في لقاء مع "مأرب برس" أن مديرة المعهد الديمقراطي الذي ترأسه وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت أجرت اتصالات مع العديد من قيادات الحزب الحاكم، وشكت لهم من الخبر، وطلبت منهم التدخل لمنع نشر أي خبر ينتقد معهدها (NDI) الأمر الذي أخذتبعض الشخصيات تتصل وتحذر وتتعامل بغضب، "كما لو أننا موظفين لديهم" حد تعبيرها.وأعربت الزميلة آلاء الصفار – أول امرأة ترأس موقع إخباري في اليمن- عن استغرابها وامتعاضها من أن يقوم المعهد الديمقراطي الأمريكي بالتحريض على صحيفتها لمجرد رأي نشرته لأحد الدبلوماسيين في الوقت الذي يدعي المعهد أنه جاء إلي اليمن من أجل تعزيز الديمقراطية وتوسيع حريات الصحافة والرأي والتعبير، مشيرة الى أن هناك تناقض كبير بين ما دعت إليه دبريانسكي – مساعد وزير الخارجية الأمريكية- خلال زيارتها لليمن العام الماضي من أهمية رفع القيود عن الصحافة، أو كذلك ما تضمنه تقرير الخارجية الأمريكية حول حريات الصحافة، وبين ما هو واقع من قيام منظمة أمريكية بتشجيع الحكومة على كتم أفواه الصحافيين ممن ينتقدوها بينما عندما يقوم صحافي بالتطاول على الرموز السيادية لليمن يعتبرونه أحد أبطال حريات الرأي ويؤازرونه بكل قوة- "وهذا هو ما طرحه الدبلوماسي الأوروبي وثبت عملياً بما حصل معنا".وأكدت رئيسة تحرير "نبأ نيوز" أنها ليست ضد المعهد الديمقراطي الأمريكي وتؤمن بما تنادي إليه الولايات المتحدة من ضرورة نشر الديمقراطية في المنطقة العربية وتحريرها من عزلتها وبعض معتقداتها البالية لكن الذي حدث أن إحدى الصحافيات أجرت حواراً مع دبلوماسي أوروبي التقته في صنعاء، فرأينا أن نقتطف الخبر الخاص بالمعهد الديمقراطي الأمريكي(NDI) وننشره قبل نشر الحوار، ولكن بعد أقل من أربع وعشرين ساعة وجدنا أن الدنيا انقلبت على الصحيفة والكل يسأل بغضب ، وتوقعنا أن الجماعة في المعهد الأمريكي سيتصلون ويردون ويدافعون عن أنفسهم لكن هذا لم يحدث ، فلقد فضلوا الاستعانة بالسلطات الحكومية علينا – وهذا الإجراء غير سليم في مثل هذه المواقف، فهناك رأي ورأي آخر في الصحافة حتى في أمريكا نفسها.. لذلك اضطرت الصحيفة آسفة الى إلغاء نشر الحوار الذي كان سيكشف عن هوية الشخصية الدبلوماسية، خشية أن نتسبب له بمشكلة.. ولقد تفهم هو الموقف، وشكرنا عليه. وأكدت الصفار أنها تواجه صعوبات كبيرة في العمل الصحافي، وأنها كانت تريد أن تعمل بمهنية وتثير كل القضايا بموضوعية – سواء ما يتعلق منها بالحزب الحاكم أم المعارضة- لكنها فوجئت أن الجميع يتحالفون ضدها، حتى الحزب الحاكم قام بعزل زوجها "نزار العبادي" من إدارة تحرير موقعه الالكتروني بعد أسبوع واحد فقط من افتتاح نبأ نيوز ، الأمر الذي تسبب بفقدان أهم مورد مالي داعم لها، كما أن المؤسسات الحكومية يرفضون تقديم إعلانات لموقعها لأنهم يعتبرون الموقع ضد الحكومة، أما المؤسسات التابعة لبعض أحزاب المعارضة فهي أيضاً ترفض التعامل معها بإعلانات لمجرد أن زوجها كان قطب مهم في إعلام الحزب الحاكم، وتستغرب من تعمد الربط بينها وبين زوجها رغم اختلافهما بأسلوب العمل ووجهات النظر.