آخر الاخبار

أردوغان يعلن عن تحرك يهدف لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها على غزة اليمن.. طوفان بشري في مدينة تعز تضامنا مع غزة وحراك الجامعات الأمريكية 41 منظمة إقليمية ومحلية تطالب بوقف الانتهاكات ضد الصحفيين في اليمن .. تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة نقابة الصحفيين اليمنيين: تكشف عن اثار مروعة للصحافة في اليمن ...توقف 165 وسيلة إعلام وحجب 200 موقع الكتروني واستشهاد 45 صحافيا بعد أقل من 48 ساعه من تهديدات ايرانية وحوثية للملكة .. السعودية تكشف عن تحركات عسكرية أمريكية بدأت من الظهران لمواجهة تهديدات أسلحة التدمير الشامل تركيا تعلن دخولها الحرب العقابية ضد إسرائيل .. وتوجه بتحركات ضاربة لتل أبيب الحوثيون يدشنون المرحلة الرابعة لإفشال السلام في اليمن عبر عمليات البحر الأبيض المتوسط تركيا تعلن عن إجراءات قوية وحاسمة ضد إسرائيل الجيش الأمريكي يسقط ثلاث طائرات حوثية مسيرة تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة

حب المال والسلطة: سقوط مدو لرئيس الوزراء الماليزي السابق وزوجته

السبت 19 مايو 2018 الساعة 04 مساءً / مأرب برس- أ ف ب
عدد القراءات 3158

 

بعد الكشف الواسع عن الفضائح التي شوهت سمعة رئيس الوزراء الماليزي السابق وزوجته نجيب رزاق، تتجه الامور نحو تدوين اسميهما في كتب التاريخ بصفتهما مرادفين لفساد السلطة.

وقبل اسبوع فقط كانا مرتاحين على وضعهما على ما يبدو، وها هو الخناق يشتد اليوم على رزاق وزوجته روسمة منصور، إثر فوز حكومة جديدة بشكل غير متوقع في انتخابات الاسبوع الماضي وتسريعها اجراءات التحقيق في اتهامات للزوجين بالفساد، وبسلوك نمط حياة اتسم بالترف والاسراف المفرط.

وفسر بعض المحللين التطورات المتسارعة الاخيرة بانها بمثابة قصاص عادل لزوجين هيمنا على ماليزيا لعقد من الزمن، وأطاح بهما الجشع.

ونجيب (64 عاما) هو ابن أحد الاباء المؤسسين لماليزيا وقد اعده والده من صغره لتولي رئاسة الوزراء.

تسلم الحكم في 2009، ومنذ بداياته عرف عنه تأثره بشكل كبير بزوجته روسمة التي تكبره بسنتين.

وتزّعم نجيب ائتلافا حاكما كان في وقت من الاوقات اكبر من ان يهزم، وأمسك بالسلطة لستة عقود. لكن الزوجين لم يحظيا بقبول لدى اعداد كبيرة من عامة الناس.

تابع نجيب دراسته في المملكة المتحدة، واعتبره كثيرون متعاليا مع قليل من الفهم للمواطن العادي، وهي فكرة عززتها زلاته الكلامية وسياساته كفرض ضريبة مبيعات في 2015 لم تلق تجاوبا لدى الفقراء، وسيتم الغاؤها على ما يبدو.

أما روسمة فلطالما شكلت مادة دسمة للمنتقدين باسلوبها المتعجرف وتصفيفة شعرها المتقنة والتي اشتكت مرة بأنها تكلفها 1200 رينغيت (300 دولار) لكل زيارة يقوم بها المزين إلى منزلها. وكان معدل الاجور في ذلك الوقت يبلغ 900 رينغيت.

واثارت تصرفات الزوجة موجة من السخط في دولة متعددة الثقافات حيث معظم السكان من المسلمين الذين يعيشون حياة متواضعة.

- ولع بحقائب اليد -
وعمد بعض المعارضين إلى تتبع رحلاتها القصيرة للتسوق على متن طائرات حكومية إلى روما والولايات المتحدة واستراليا.

وحبها للماركات الفاخرة شمل بحسب تقارير عدة، شراء مجوهرات بقيمة عشرات ملايين الدولارات ومجموعة كبيرة من حقائب اليد من ماركات شهيرة، قورنت بمجموعة الاحذية التي كانت تقتنيها ايميلدا ماركوس زوجة دكتاتور الفيليبين السابق فرديناند ماركوس.

وتم تسليط الضوء على ولعها بحقائب اليد الجمعة، عندما أكد مسؤولون ضبط العشرات من تلك الحقائب من ماركتي "إيرمس" و"لوي فويتون" وأموال نقدية ومجوهرات في إطار تحقيقات في اتهامات لنجيب واسرته والمقربين منه بنهب أموال حكومية.

وقللت روسمة الشهر الماضي من أهمية الانتقادات وقالت "في السياسة، علينا ان نواجهها ونبتسم، وهذا افضل دواء لهم (المنتقدون)".

وكان رئيس الوزراء الجديد مهاتير محمد قد قال إن نجيب قال له في حديث خاص في 2015 "المال هو الملك" في الابقاء على الدعم السياسي في ماليزيا، وهي عبارة استخدمت ضده كرمز للفساد والاسراف.

وبدا المال والنفوذ يعملان مثل جدار حماية لنجيب خلال فضيحة تتعلق بشراء ماليزيا في 2002 غواصات فرنسية عندما كان وزيرا للدفاع، في صفقة توسط فيها أحد اعوانه المقربين.

وبرزت اتهامات لاحقا عن رشى طائلة دفعت لمسؤولين ماليزيين، وتقاطعت الفضيحة مع مقتل امرأة منغولية هي التنتويا شاريبو التي شاركت في المفاوضات.

ودين ضابطان في وحدة خاصة مكلفة حماية الوزراء بقتلها، لكن الشكوك بضلوع نجيب وزوجته في الصفقة ارخت بظلالها لسنوات، اضطر معها نجيب لنفي أن يكون أقام علاقة حميمة مع التنتويا.

- النقطة الاخيرة -
لكن النقطة الاخيرة التي طفح بها الكيل فكانت الصندوق السيادي "ا ام دي بي".

وتزايد السخط الشعبي إزاء تقارير بدأت بالظهور قبل أربع سنوات عن تفاصيل نهب الصندوق السيادي، وصولا إلى الفوز الانتخابي العارم لمهاتير الاسبوع الماضي وتصويب الشرطة الان على نجيب.

ويعتقد أن مليارات الدولارات فقدت في الفضيحة، فيما حوالى 700 مليون دولار اودعت في حساب نجيب وحده.

وتقول السلطات الاميركية إن حاشية نجيب استخدمت مئات ملايين الدولارات التي تم تحويلها من اموال الصندوق، لشراء عقارات فاخرة في بيفرلي هيلز ونيويورك ولندن، ولوحة لمونيه بمبلغ 35 مليون دولار ولوحة لفان غوخ ب5,5 مليون دولار وطائرة بومباردييه بمبلغ 35 مليون دولار ولتمويل الفيلم الهوليودي "ذئب وول ستريت" عام 2013.

ويورد تقرير صحافي استقصائي عام 2015 اجرته نيويورك تايمز، إن ملايين الدولارات استخدمت لشراء مجوهرات لروسمة.

ونفى نجيب بشكل قاطع اي مخالفة، وقام بالتضييق على متهميه وأغلق وسائل إعلام أوردت تقارير عن القضية.

وبعد ان خسرا الحصانة، يواجه نجيب وروسمة الان دعوات لسجنهما.

وكما لو كان يشعر بالخطر كتب نجيب على تويتر بعد الانتخابات "اعتذر عن أي عيوب او أخطاء قد تكون صدرت عني".

لكن سقوطهما يحرك مشاعر متناقضة لدى رسام الكاريكاتير السياسي ذو الكفلي انور الحق.

وهذا الرسام المعروف شعبيا باسم زونار، رسم الزوجين لسنوات، وخصوصا تسريحة شعر روسمة الكبيرة وعشقها للالماس، ما ادى الى ملاحقته قضائيا.

وقال "اود أن اراها معتقلة. اعتقد ان غالبية الماليزيين يشعرون مثلي".

لكنه وصف روسمة بأنها "ملهمته". واضاف "سوف افتقدها إذا القي القبض عليها، فلن يبقى لي مادة للرسم".