محاضرة للدكتور الحديثي بمركز سبأ للدراسات الإستراتيجية

الإثنين 04 أغسطس-آب 2008 الساعة 07 مساءً / مارب برس -خاص
عدد القراءات 3700
في المحاضرة الأسبوعية بمركز سبأ للدراسات الإستراتيجية بعنوان : منهجية مقترحة في دراسة الفكر الاقتصادي في الإسلام " عرض الأستاذ الدكتور نزار عبد اللطيف الحديثي مقاربة منهجية لدراسة الفكر الاقتصادي في الإسلام حاول فيها تحديد ملامح الإطار النظري العام الذي يؤطر هذا الفكر، ثم عرض تاريخي حدثي لآلية تطبيق الأسس الرئيسة للفكر الاقتصادي في الإسلام كما حددته مصادره .  وانطلق الحديثي في مقاربته من تحديد المصادر التي يستند عليها لتحديد ملامح هذا الفكر موضحا أن أولى تلك المصادر في دراسة الفكر الاقتصادي في الإسلام القرآن الكريم بما هو كتاب عقيدة الإسلام القائمة على التوحيد، تضمّن الأسس العامة للعقيدة، وتصورا للحياة في ظلها، ونوع الاشتراطات المتبادلة بين العقيدة وتناقضات الحياة اليومية والعامة. غير أن الذي يفترض بنا إدراكه إن القران ليس كتابا في أي من صنوف المعرفة، إنما هو كتاب في العقيدة، وبالتالي فهو في تطرقه لأي من الأفكار نظرية أو إجرائية إنما يتطرق لها من زاوية اشتراطات العقيدة. فالمصطلحات والأفكار والتطبيقات هي مؤشرات بنت زمانها ومكانها، فهي عرضة للتطور بغض النظر عن حجم التطور. فالقران مصدر للتشريع وليس شريعة، وقدسية النص فيه تفترض مرونته لمواكبة الزمن واستيعابه.  ثم تأتي السنة النبوية بما لايتعارض والنص القرآني، استنادا إلى مقولة الرسول الكريم" خذوا مالا يتعارض مع القران". الكتب الفقهية، التي سعت إلى استخلاص الأحكام من القران والسنة لتنظيم حياة الناس كتب التاريخ على اختلاف صنوف ومجالات الكتابة التاريخية، التي سعت إلى إعطاء البعد الحدثي في نمو الإسلام بدء من مرحلة الوحي إلى مرحلة الدولة، ومواكبة تطور حركية الإسلام وهذه الخيرة يقول عنها الأستاذ المحاضر أنها مصادر لم تعر أهمية كبيرة لمنهجية المحدثين فهي أكثر التصاقا بالحدث منها بالنص. والبعد الاجتماعي فيها هو الغالب، لابمعنى منهجية كتابة التاريخ فحسب إنما بمعنى صنع التاريخ . المصدر الخامس كتب البلدان والجغرافية وأخيرا ، الكتب ذات الصلة بالحياة الاقتصادية للمجتمع وفي هذا السياق لاحظ الدكتور الحديثي أن الشائع هو اعتقاد البعض أن التراث العربي الإسلامي يخلوا من إنتاج معرفي اقتصادي لأن هؤلاء ينطلقون من مصطلح "الاقتصاد " نفسه متذرعين بأنه لم يرد في المؤلفات الإسلامية القديمة كتابا بهذا الاسم مع أن مصطلح الاقتصاد كما يقول ليس إلا نتاج معرفي حديث النشأة وذهب إلى تبيان الطريقة التي تعامل بها المفكر العربي مع الحياة الاقتصادية موضحا ان المفكر العربي المسلم انطلق من الفلسفة العامة "للمادة" لابالمعنى الفيزيائي إنما معناها المقابل لمفرد" الروح"، ولان النمط الحضاري لسكان الوطن العربي، ومنطق الخطاب ألقراني يريان في الروح ضابط أخلاقي لعملية التقدم التاريخي فقد فرضا على المادة تبعية تراتيبية في موقعها من البناء الفكري في الإسلام، فهي منقادة لاقائدة. وفي الكم التراثي المعرفي المكتوب استعرض الدكتور الحديثي مكامن هذا الفكر. 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن