أفكار جول : أغرب حالات الإقالة للمدربين

الخميس 04 سبتمبر-أيلول 2014 الساعة 09 مساءً / مارب برس - متابعات
عدد القراءات 3083

لطالما كان مدربو كرة القدم الحلقة الأضعف في أروقة أندية اللعبة الشعبية الأولى حول العالم، إذ قلما يتلقون الإشادة وعلامات الإطراء عند تحقيق النجاح بينما تتوجه أصابع الاتهام إليهم بشكل فوري ومباشر عند خسارة المباريات أو الإخفاق في حصد الألقاب أو حتى عند تراجع مستوى لاعبي الفريق وإضاعة ركلات الجزاء! هذا السيناريو المؤلم جعلهم عرضة بشكل دوري لسهام انتقادات وسائل الإعلام التي لاترحم، بالإضافة إلى تحمل عبء ضغوطات الجماهير والتي لم تعد ترضى في هذا الزمن سوى بالإنتصارات الساحقة والعروض الجميلة في كل مباراة، لتصبح الخسارة في عالم الساحرة المستديرة خطاً أحمر وجريمة كبرى يدفع ثمنها المدرب وحده.

هذه الظروف الصعبة جعلت من مهنة المدير الفني لنادي ما أو منتخب معين مهمة معقدة جداً وبل باتت أكثر المهن خطورة من ناحية الأمان والإستمرار الوظيفي، ويكفي القول أن معدل حفاظ المدرب على وظيفته في مهد كرة القدم إنكلترا قد انخفض بشكل ملحوظ من حوالي ستة وأربعين شهرًا في ثمانينات القرن الماضي إلى أحد عشر شهرًا فقط في العام 2013 وقد ينخفض هذا المعدل كثيراً ليصل الى عدة أسابيع أو أيام فقط في بعض البلدان الأفريقية والآسيوية.في هذا التقرير الحصري يسلط موقع جول الضوء على الواقع المرير لمدربي كرة القدم ويستعرض أغرب حالات إقالة تعرض لها المدربين في القارة العجوز منذ تسعينيات القرن الماضي.

فسنتي ديل بوسكي - ريال مدريد الإسباني

عندما ما يتعلق الأمر بناد كبير كريال مدريد فإن سقف طموحات الفريق دائما ما يكون مرتفعا مع بداية كل موسم كروي، حيث تطمع جماهير الميرينغي بأن يحصد فريقها الألقاب بشكل دائم في كل مسابقة يشارك فيها النادي محلية كانت أو قارية، وقد كان لهم ذلك تحت إدارة المدرب الحالي لمنتخب اسبانيا فيسنتي ديل بوسكي والذي قاد النادي الملكي إلى حصد لقب بطولة الليغا ودوري أبطال أوروبا في مناسبتين خلال أربعة أعوام فقط قضاها في أسوار ملعب السانتياغو برنابيو.

إلا أن هذه الانجازات لم تكن كافية لبقاء المدرب الإسباني على رأس الإدارة الفنية للميرينغي إذ قرر رئيس النادي آنذاك فلورنتينو بيريز وبشكل مفاجئ إقالة ديل بوسكي في صيف العام 2003 رغم تحقيقه في العام ذاته للقب بطولة الدوري والوصول الى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث كانت ذريعة الإقالة ضعف شخصية المدرب وحاجة النادي لمدير فني ذو سياسة وفلسفة جديدة تعيد النادي الملكي إلى منصات التتويج من جديد.

النتيجة: عانى ريال مدريد الأمرين منذ رحيل ديل بوسكي عن قيادة الفريق في العام ألفين وثلاثة و فشل في تحقيق أكثر من ثلاث بطولات ليغا حتى يومنا هذا ولم ينكسر نحس دوري أبطال أوروبا إلا بعد أحد عشر عاماً مع قدوم المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي والذي قاد الميرينغي لتحقيق اللقب العاشر في تاريخه. أما على الطرف الآخر فقد واصل ديل بوسكي مسيرته الناجحة في عالم التدريب وقاد منتخب إسبانيا لتحقيق إنجاز تاريخي بالفوز ببطولتي كأس العالم في 2010 وكأس الأمم الأوروبية عام 2012.

مارتن يول - توتنهام الإنكليزي

قاد المدرب الهولندي مارتن يول نادي توتنهام في العام ألفين وسبعة إلى تحقيق واحدة من أفضل نتائجه على الصعيد المحلي منذ العام 1990 حيث كان سببا مباشراً في حصول النادي على المركز الخامس في البريميرليغ وترشحه للمشاركة في البطولات الأوروبية بعد غياب دام سنوات طويلة.

 مشاكل النادي اللندني مع المدرب الهولندي بدأت تحديداً في موسم 2008-2009 حيث عانى الفريق من تذبذب مستوى نخبة من أبرز لاعبيه ومن ضمنهم مهاجمي الفريق آنذاك البلغاري ديمتار برباتوف والإنكليزي جيرمين ديفو مما أدى إلى تراجع مستوى الفريق ككل وتحقيق نتائج سلبية في أول عشر مباريات من بطولة الدوري.

صبر إدارة النادي اللندني على مارتن يول لم يكون طويلا ً، وفيما كان نادي توتنهام يخوض إحدى مبارياته في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي أمام خيتافي الإسباني تلقى المدرب الهولندي رسالة نصية من ابن اخيه بين شوطي المباراة يستفسر فيها عن حقيقة الأخبار التي نشرت منذ قليل عن إقالته رسميا من نادي توتنهام مما أثار فضول المدرب الهولندي الذي قام بالإتصال بمسؤولي النادي في لندن ليتأكد من خبر إقالته والذي جاء كالصدمة، ولينتهي مشواره التدريبي مع نادي توتنهام مع صافرة نهاية مباراة توتنهام وخيتافي.

النتيجة: بعد رحيل مارتن يول عن تدريب توتنهام قام النادي اللندني بتعيين مدرب نادي إشبيلية السابق خواندي راموس كمدرب للفريق وبالرغم من نجاحه في قيادة الفريق لإحراز لقب كأس الأندية المحترفة في موسمه الأول إلا أن الفريق عانى الأمرين مع المدرب الإسباني في بطولة الدوري مما عجل بإقالته بعد أقل من عام واحد على تعيينه كمدير فني للفريق.

ليفايلو بيتيف - ليفسكي صوفيا البلغاري

في إحدى أيام شهر أكتوبر الباردة من العام 2013 قام نادي ليفسكي صوفيا بدعوة عدد كبير من وسائل الإعلام والصحفيين لحضور تقديم المدرب الجديد للنادي ليفايلو بيتيف وبينما كانت الأمور تسير على ما يرام تفاجئ المدرب الشاب بإقتحام عدد كبير من مشجعي النادي الغاضبين لقاعة المؤتمر وقاموا بمحاولة الاعتداء عليه وشده من قميصه والتلفط بكلمات مسيئة بحقه بحجة أنه مشجع لنادي سيسكا صوفيا والذي يعتبر الغريم التقليدي لناديهم.

المدرب بيتيف شعر بالإهانة الكبيرة أمام إدارة ناديه الجديد والصحفيين متعجباً من الطريقة القاسية التي عومل بها من قبل بعض من رابطة مشجعي نادي ليفسكي صوفيا ليقرر تقديم استقالته من تدريب النادي البلغاري بعد يوم واحد من هذه الحادثة.

جوس بويت - برايتون اند هوف الإنكليزي

تفاجئ المدرب الحالي لنادي سندرلاند جوس بويت بصدور قرار إقالته من ناديه السابق برايتون اند هوف على الهواء مباشرة بينما كان يقوم بتحليل إحدى مباريات بطولة كأس القارات بين منتخب بلاده الأوروغواي وهايتي لصالح قناة البي بي سي البريطانية.

 فقبيل انطلاق المباراة بدقائق قليلة تسلم مقدم البرنامج خبرا عاجلاً من فريق العمل يؤكد فيه إعلان نادي برايتون عن إنهاء عقد بويت وإقالته من منصبه بشكل نهائي وسط صدمة من بويت نفسه والذي ظهر بموقف لايحسد عليه أمام المشاهدين وفريق عمل البرنامج .

النتيجة: إقالة بويت كانت مفاجأة للغاية خاصة أنه تمكن من قيادة نادي برايتون إلى خوض ملحق التاهل الى البريميرليغ لأول مرة منذ أوائل القرن الماضي إلا أن مسيرة المدرب الاورغوياني في عالم التدريب لم تتوقف هنا بل تسلم بعدها بستة أشهر قيادة دفة نادي سندرلاند ونجح بإنتشال النادي من منطقة الهبوط وساهم ببقاءه في الدوري الإنكليزي الممتاز بطريقة شبه إعجازية ليتلقى إشادة النقاد والمحللين في بريطانيا.

ليروي روزنيور - توركي يونايتد الإنكليزي

لم يكن المدرب ليروي روزنيور يدرك أن تعيينه كمدير فني لنادي توركي يونايتد المنتمي إلى دوري الدرجة الخامسة في إنكلترا سيجعله يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، إذ لم يفصل بين قرار تعينه كمدرب وقرار إقالته من نفس المنصب سوى عشر دقائق فقط! .

المهزلة بدأت تحديداً في يوم السابع عشر من شهر مايو العام 2007 عندما قام رئيس النادي آنذاك مايك بيستون بجلب روزنيور لتدريب الفريق آملاً بأن ينجح المدرب السيراليوني الأصل بقيادة الفريق لتحقيق الإنجازات خلال الموسم القادم لكن المفاجأة كانت بصدور قرار بيع النادي بعد تعيين المدرب الجديد بدقائق قليلة ليقوم المالك الجديد كولين لي بعملية خلط للأوراق في أروقة النادي الإنكليزي ويقرر إقالة المدرب مباشرة من منصبه وتعيين الإنكليزي بول بيكل كمدير فني جديد للفريق ليدخل ليروي روزنيور التاريخ بكونه صاحب أقصر فترة تدريب لفريق كرة قدم في تاريخ كرة القدم الإنكليزية