الزنداني يتحدث عن شروط المصالحة اليمنية ويكشف عن مواقفه من التحشيد العسكري الأجنبي في البحر الأحمر

السبت 16 ديسمبر-كانون الأول 2023 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 3371
 

أكد عضو مجلس النواب اليمني ـ أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة صنعاء البرفسور الدكتور منصور الزنداني على أن صناعة السلام الوطني الدائم وفقا لثوابت الشعب اليمني الوطنية ، التي يؤمن بها عموم الشعب اليمني يجب أن يكون الشعب اليمني هو المستفيد الأول من مخرجاتها وليس تقاسم الغنائم .

وأوضح الدكتور الزنداني في مقال له نشرة موقع مأرب برس على ان الغاية من المصالحة هو تحقيق السلام وايقاف الحرب وعودة السيادة اليمنية على برها وبحرها وسمائها وتحت سقف الشريعة الاسلامية والوحدة اليمنية والنظام الجمهوري والشورى "الديمقراطية"

 


وتابع :غير أن ما يقلقنا جميعا هو ان التوجه نحو السلام الوطني هذه المرة قد جاء في وقت تعيش فيه اليمن مع الأمة العربية والاسلامية حالة حرب العدو الصهيوني على غزة وهي الحرب التي لا نريد أن تؤثر على مفاهيم المصالحة الوطنية اليمنية بحجة حرب غزة أو التحشيد العسكري الدولي في البحر الأحمر ؛ خاصة وأن الحرب على غزة قد استنكرتها شعوب العالم أجمع وكذلك 153 دولة أعضاء في الأمم المتحدة ، وفي مقدمة الجميع الجمهورية اليمنية .

 

واعتبر الزنداني بأن:" مسألة وقوف شعب اليمن مع أشقائه في غزة هي أيضاً مسألة مصيرية دينية ووطنية وقومية واسلامية وانسانية لا تقبل منا المساومة ، لأن الطرف الآخر الذي نختلف معه هو العدو الصهيوني المحتل لأرض عربية وهو نفسه العدو الحقيقي لليمن والأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء" .


وقال :إن مواجهة اليمن للكيان الصهيوني في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب هو عمل شرعي ، بل هو فريضة الوقت وواجب الساعة وضرورة المرحلة التي تمر فيها اليمن والمنطقة العربية بشكل عام وغزة بشكل خاص .


الزنداني أوضح ايضاً في مقاله بإن "موقف في اليمن تجاه الكيان الصهيوني وتجاه حربه الإجرامية العنصرية ، التي تبيد شعبا بأكمله من أبناء غزة ، يستند على قواعد القانون الدولي الواضحة جدا وايضا يستند الموقف اليمني الى معاهدة الدفاع العربي المشترك التي تم المصادقة عليها عام ١٩٥٠م والتي تعطي الحق للدول العربية ان تتدخل في أية حرب يشنها طرف خارجي ضد دولة عربية أخرى ، وفلسطين دولة عربية تتعرض اليوم الى أقذر حرب عرفها العالم مما يوجب على جميع الدول العربية أن تهب للدفاع عنها ، وهذا الأمر هو ما تقوم فيه اليمن اليوم في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب .

وأضاف: إننا في اليمن لن نستسلم لرغبة صهيونية أو غربية في تعسفهم حين يفسرون قواعد القوانين الدولية لتحمي مصالحهم ، وإن كانت امريكا على ثقة بقانونية ما تقوم به وتسعى الى تحقيق السلم والأمن الدوليين ـ بحسب زعمها فلماذا لا ترفع الأمر الى محكمة العدل الدولية في هذه القضية الهامة جدا ، أو تقدم مشروع قرار بذلك الى مجلس الامن باعتباره الجهة المنوطة بها وفقا لميثاق الأمم المتحدة في حفظ السلم والامن الدوليين وتلك هي الوسيلة الآمنة والملزمة لمعرفة ما يجري امام العالم كله ؟!

وأشار الى "إن وضع الملاحة البحرية سواء في المياه الإقليمية او الدولية ، وسواء كانت سفن حربية أو سفن تجارية للعدو المحارب ، وهو هنا الكيان الصهيوني ، قد صاغ القانون الدولي والقانون الدولي الانساني الاحكام التي تنظم العلاقة بين الأطراف المتحاربة ، واليمن هنا طرف مدافع عن اشقائه في غزة وليس طرفا معتديا .


ومضى قائلا : إنهم قتلة الأنبياء وهم أعداء الله المغضوب عليهم ، وهذا كله واضح لكل ذي عقل وبصيرة من قبل حكومات وشعوب الأمة الإسلامية ، وذلك يعني أن لا سلام ولا تصالح ولا اعتراف بهذا الكيان في أرض فلسطين العربية .

 


واوضح بإن : الشعب اليمني قد أختار أن يكون مع فلسطين ومع المقاومة الفلسطينية ، وهو يعلنها يوميا وبكل ثقة أنه ضد العدوان على غزة ، وضد الحرب البشعة التي يمارسها الكيان الصهيوني في غزة ، والشعوب العربية جميعا ضد تهجير أبناء غزة خارج أرضهم ، وهذا هو خيار الشعب اليمني وواجبه الإسلامي والقومي والانساني ، وما على الأطراف السياسية اليمنية الا أن تدرس خارطة اليمن جيدا خاصة تجاه ما يجري اليوم في غزة لتدرك تماما أن الحرب على غزة تُوجب على أحرار العالم الوقوف معها ، وقد قامت بعض الدول في أمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا وغيرهم كثير بواجبهم ، وبالنسبة لنا في اليمن نصرة غزة هي الهم الجمعي لعموم اليمنيين ...مؤكدًا بأن أي يمني أكان فردا أم فصيلا سياسيا يمد يده إلى يد العدو الصهيوني سيقع في خطأ استراتيجي لا يمكن تصحيحه مدى الحياة ؛ لأنه قد أختار أن يكون صهيونيا عربيا مشاركا في كل المحرمات الشرعية والعرفية والدولية التي يقوم بها المحتل ضد اشقائنا في فلسطين .

 


واختتم الزنداني مقالة بالقول :أخيرا بقي لنا كلمة نوجهها الى امريكا وحلفائها ونقول لهم :
هل هذا الذي يجري في غزة هو عصر الأمن والسلام والمساواة والاستقرار الذي بشرنا به ساسة أمريكا ورواد فكرها السياسي ؟!!
وهل يعقل أن ما يجري في غزة من قتل وتدمير وهمجية وعنصرية وكراهية هو النظام الدولي الجديد الذي بشرت فيه الحكومة الأمريكية العالم ؟!!
إلى أين ستقود امريكا العالم وهي تتصرف في علاقاتها الدولية كإمبراطورية عسكرية في الزمن الغابر تريد ان تحكم العالم مثلها مثل الامبراطورية الرومانية ؟!
وهل هذا هو القرن الأمريكي التي تفاخر به أمريكا أمم العالم وشعوبها ؟؟؟؟
وهل ما يجري في غزة من تدمير وقتل وسحق لكل أسباب الحياة وتشريد وتهجير ووأد للأطفال والنساء والمدنيين ولكل ما هو حي على وجه الارض وسمائها وتجويع ومنع ابناء غزة حتى من شربة ماء واذلالهم كما شاهدهم العالم في شاشات التلفزيون العالمية هي الحضارة الواعدة لغد اجمل للعلمانية الأمريكية التي تصدرها للعالم وتفاخر الأمم بها ؟!
أسئلة كثيرة يمكن وضعها ولن نجد لها إجابة عند الإمبراطورية الرومانية الأمريكية .!