انفقت الملايين لمهرجاناتها الطائفية.. ضغوطات ووعيد حوثية على المواطنين لحضور الفعاليات

الأربعاء 27 مارس - آذار 2019 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 2016

 

ذكرت مصادر محلية في مناطق سيطرة الحوثيين أن الجماعة مارست ضغوطاً كبيرة على المواطنين، وعلى قواعد وأعضاء أحزاب «الإصلاح» و«الاشتراكي» و«الناصري» و«المؤتمر الشعبي» من أجل المشاركة في المهرجان. 

ونقلت صحيفة الشرقالأوسط عن سكان تحدثوا القول إن مسلحي الحوثي وعدوا بتحمل تكاليف ونفقات السفر والإقامة، مما يعني إنفاق ملايين الريالات من موارد الدولة، في ظل استمرار نهب مرتبات الموظفين. وقال مصدر محلي بصنعاء إن الميليشيات فرضت على موظفي القطاع العام بالأمانة حضور الفعالية، وطالبوا مديري العموم بإحضار موظفيهم، ليتم نقلهم الثلاثاء للسبعين للاحتفال بفعالية الحوثيين.

وتوعدت الجماعة الموظفين بإجراءات عقابية للمتخلفين، عبر فصلهم من وظائفهم، واتهامهم بـأنهم «طابور خامس»، وبالارتزاق والعمل مع الحكومة الشرعية، والتحالف الداعم للشرعية.

وواجهت جماعة الحوثيين رفضاً مجتمعياً كبيراً في عموم المناطق الخاضعة لسيطرتها نتيجة الفرق الواسع بين معتقدات الحوثيين وثقافة المجتمع اليمني الذي يميل إلى السلم والسلام واحترام قوانين الدولة. وامتنع مواطنون بالعاصمة صنعاء، وكل من إب وذمار وحجة والمحويت وعمران، وغيرها من المحافظات، عن حضور مهرجان الحوثي، واصفين إياه بـ«المهرجان الطائفي الذي ظاهره الرحمة، وباطنه العذاب»، واعتبروا أنه يأتي في إطار مساعي الميليشيات لاستقطاب مقاتلين جدد لصفوفها.

وقال فؤاد، وهو عضو بحزب المؤتمر بمحافظة عمران: «بالنسبة لي، لم أشارك بفعالية الحوثيين»، وأضاف: «هذه الفعالية حوثية بامتياز، وليس لحزب المؤتمر، أو أي مواطن يمني، علاقة بها على الإطلاق»، ودعا رفاقه في الحزب، وكل اليمنيين واليمنيات، إلى عدم المشاركة في أي فعالية للحوثيين، كونها فعاليات طائفية تخدم مصالح الحوثي الشخصية، وليس المصلحة الوطنية.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، نفذت الميليشيات مهرجانات فرعية، تحت اسم «ذكرى الصمود»، بعدة أحياء بالعاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، موجهه من خلالها خطابات تحريضية تشدد على ضرورة القتال بصفوف الجماعة، واعتناق أفكارها، والهدف منها - حسب مراقبين - تجييش واستقطاب مقاتلين جدد، ضمن حملات التجنيد المتواصلة للجماعة، التي عادة ما تستهدف صغار السن وطلبة المدارس.

ورغم معرفة حقيقتهم، وحقيقة ما يسعون إليه، من خلال ممارساتهم وسلوكياتهم الواسعة، وفرض سيطرتهم على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، ونهبهم لكل الموارد، فإن الحوثيين ما زالوا مستمرين برفع شعاراتهم التي تهتف بالموت لأميركا، والموت لإسرائيل، وهي الشعارات التي ظلت على مدى فترة طويلة تحمل غموضاً من جهة، ومحط سخرية شعبية وسياسية واسعة.

وتزداد السخرية في شوارع صنعاء وأحيائها ومناطقها، بل ربما في عموم المناطق الخاضعة لسيطرتهم، إزاء استمرار الحوثي في طبع شعاراته، وإلصاقها على الجدران والمباني، وإغراق صنعاء برمتها بتلك الشعارات التي اقتطع قيمتها من قوت المواطنين، والتي صار الجميع يمقتها ويسخر منها.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء وذمار وإب وحجة والمحويت أن الميليشيات أقدمت تحت تهديد السلاح على إجبار التجار وأصحاب المؤسسات والمحال التجارية الصغيرة وبائعي القات على دفع مبالغ مالية، مهددة في الوقت ذاته كل من يمتنع عن التسديد بالاعتقال والسجن والتعذيب والعقاب.

ووفقاً للمصادر، تتفاوت المبالغ المالية التي تفرضها ميليشيات الحوثي على التجار، كل بحسب حجم استثماراته، غير أن اللافت في الجبايات هذا العام أنها لم تقتصر على التجار الكبار فقط، بل شملت حتى الباعة الصغار وكل فئات المجتمع، مما يتوقع معه أن تحصل الميليشيات على مبالغ ضخمة. وأوكلت الجماعة مهمة الإشراف على المهرجان إلى القيادي البارز حمود عباد المعين من قبلها أميناً للعاصمة صنعاء، بعد أن خصصت ملايين الريالات، من إيرادات العاصمة والمحافظات الأخرى، ومن تجارها، للإنفاق على الاحتفالية.

وتصرف ميليشيات الحوثي ملايين الريالات من إيرادات المؤسسات الحكومية، بالعاصمة والمحافظات، لصالح مهرجاناتها، من خلال الملصقات ورفع الشعارات واللافتات التي تعج جدران وشوارع وأزقة صنعاء والمحافظات بها، في الوقت الذي لم يجد فيه المواطنون قوت يومهم.

أحد ملاك المحال التجارية بصنعاء، فضل عدم ذكر اسمه، قال إن ميليشيات الحوثي فرضت عليه مبلغ 3 آلاف ريال يمني، مشاركة منه في فعالية الثلاثاء.

، وقال إن الحوثيين يفرضون عليه مبالغ أخرى بين الحين والآخر، تحت تسميات عدة (المولد النبوي، وأسبوع الشهيد، ويوم الولاية، وغيرها)، وكل هذا يتم تحت الوعيد والتهديد، إما بالسجن أو إغلاق المحل التجاري. وبحسب معلومات رسمية، فقد خصصت ميليشيات الحوثي، العام الماضي، أكثر من 65 مليار ريال يمني لإقامة أكثر من 750 فعالية مذهبية على مستوى المدن والمديريات والقرى والعزل اليمنية.

وخلال الأسبوعين الماضيين، وجهت ميليشيات الحوثي المؤسسات كافة بإقامة فعاليات بما سموه «ذكرى الصمود»، كما أرسلت توجيهات إلى المدارس والجامعات والمساجد وغيرها بالحث على المشاركة بالفعالية، وإقامة فعاليات مصغرة للاحتفال بالذكرى، بالإضافة لإرسال قيادات حوثية للإشراف على تنفيذ الفعاليات، وإلقاء كلمات ومداخلات للحاضرين. وقالت أمة الرحمن، وهي معلمة في إحدى المدارس بصنعاء: «إن الحوثيين أجبروا إدارة المدرسة على إقامة فعاليات (الصمود)، والتوعية بخطر الحكومة الشرعية، والموالين لها، والتحالف الداعم للشرعية»، وأضافت أن قيادات حوثية زارت المدرسة، وألقت كلمات أثارت استياء الطلاب والمدرسات على حد سواء، بسبب التحريض الطائفي والكلمات النابية التي يطلقها الحوثيون ضد خصومهم.

وأكد عاملون بالحقل التربوي أن الميليشيات حشدت الطلاب بعدد من مدارس العاصمة صنعاء خارج الفصول الدراسية، ليشهدوا مهرجانات وخطابات طائفية، بحجة الاحتفاء بذكرى صمودها المزعوم. وشملت الفعاليات مدارس التعليم الأهلي بعدد من المديريات، في صنعاء وعواصم المحافظات، حيث أقيمت مهرجانات خطابية مختلفة لعدد من قيادات الحوثيين، ركزت على دعوة الطلبة للقتال بصفوف الجماعة «كونه عملاً جهادياً»، حسب مزاعمهم.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن