الحوثي يستحضر الإرث البائس لأسلافه ضد انتفاضة حجور

الجمعة 08 مارس - آذار 2019 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 4222

 

رغم انقضاء شهرين على بدء حرب ميليشيا الحوثي الإيرانية على قبائل حجور في مديرية كشر بمحافظة حجة إلا أن هذه القبائل تمكنت من الصمود ومرغت عنجهية الميليشيا بالأرض وحالت دون تحقيقها أي تقدم داخل أراضيها رغم استخدامها كل أنواع الأسلحة.
حشدت الميليشيا المئات من المقاتلين واستبدلت قادة بآخرين حتى اضطرت في نهاية المطاف إلى إرسال مسؤول جناحها العسكري أبو علي الحاكم والذي روجت دائماً أنه لا يهزم لكن قبائل حجور كان لها رأي آخر فرغم الحصار والقصف الذي استهدف القرى والمزارع وتشريد أكثر من عشرة آلاف شخص، إلا أن هذه القبائل صدت الهجوم الأول والثاني والثالث واستعادت زمام المبادرة.
استنجاد الحوثي
قبل أيام، خرج زعيم الميليشيا الحوثية صارخاً مستنجداً باتباعه لقمع انتفاضة قبائل حجور حتى لا ينفرط عقد زواج المصلحة بينه وبعض شيوخ القبائل الذين رأوا في حكم الميليشيا فرصة للانتقام من خصومهم أو تحقيق مكاسب شخصية، وطالب بتطبيق فوري لما أسماه «ميثاق الشرف» في مواجهة القبائل الرافضة للمشروع الإيراني في اليمن.
قبل أربعة أعوام استدعى عبد الملك الحوثي حلفاءه من شيوخ القبائل لتبني ما أسماه ميثاق الشرف القبلي والذي بموجبه أباح لحلفائه مصادرة أراضي وممتلكات القبائل الثائرة عليه كما يدعو لعزل كل شيخ أو زعيم قبلي يرفض الخضوع للمشروع الطائفي للميليشيا التي تسعى لإعادة استعباد اليمنيين بعد أكثر من نصف قرن من الإطاحة بنموذج هذا الحكم.
ولأن الميليشيا فشلت حينها في تفعيل هذا الميثاق الذي وقف إلى جانبه بعض الشيوخ المنتفعين من الانقلاب فإن زعيم الميليشيا عاد للمطالبة بإحياء هذا النهج الاحتلالي إثر الانتفاضة القبلية التي تتزعمها قبائل حجور.
وبما أن المشروع الإمامي اعتمد طوال تاريخ وجوده في شمال اليمن على استخدم قبيلة لضرب أخرى فإن الميليشيا عادت واستخدمت هذه الوسيلة عند اجتياحها شمال العاصمة، حيث اعتمدت على مجموعة القبائل المنتفعة منها وداعميها والمتطلعين للزعامة على حساب الزعماء القبليين الموالين للحكم حينها في صنعاء وغيرها وهو ما يشدد عليه الكاتب محمد انعم رئيس تحرير صحيفة الميثاق الناطقة بلسان حزب المؤتمر الشعبي، ويقول إن الحوثي يسعى لإشعال ثارات تأكل الأخضر واليابس بين قبائل اليمن تبدأ بتوريط قبائل بالاعتداء على أبناء حجور، عبر ما أسماه وثيقة الشرف، لينفرد هو وسلالاته بحكم اليمن.
إرث بائس
زعيم الميليشيا الذي يتجرع مرارة الهزيمة في حجور عاد لاستحضار إرث أسلافه كآخر سلاح له للانقضاض على انتفاضة قبائل حجور لأنه يدرك معنى انتقال عدوى الانتفاضة إلى المناطق المجاورة في محافظتي حجة وعمران التي تتركز عليها الميليشيا في تنفيذ وبقاء الانقلاب، وهذا ما يوضحه المحلل السياسي اليمني د. محمد جميح، الذي يرى أن نبرة الغضب في خطاب الحوثي المتلفز، والذي ألقاه على مسامع «شيوخ العار» في صنعاء، توحي بمدى الألم من حجور، إذ يخشى عبدالملك الحوثي من أن تلقف عصا حجور سحره، ومن انتشار المقاومة في عمران. ‏وأضاف: من هنا تأتي أهمية معركة حجور للشرعية والتحالف لأن صمودها يعني هزيمة الحوثي في عمران والمحافظات الواقعة جنوبها.
ومع محدودية الخيارات أمام الميليشيا التي تلاحقها قوات الشرعية المسنودة بقوات التحالف في شرق وغرب محافظة صعدة، وفي وسط مدينة الحديدة وفي البيضاء وأطراف الضالع وتعز فإن اللجوء لتأسيس ما أسمته مجلس الحكماء للتصدي للقبائل الرافضة للانقلاب والمشروع الإيراني في اليمن هو آخر محاولة بائسة للميليشيا لإطفاء نار انتفاضة القبائل اليمنية في وجهها، لكن الوقائع تؤكد أن الميليشيا لن تفلح في مسعاها.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن