خدعة حوثية ..«المصالحة» فخ حوثي لكسر قبيلة حجور

الجمعة 01 فبراير-شباط 2019 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 3545

  

أفشل استبسال قبائل حجور في محافظة حجة اليمنية، على مدار 9 أيام، مساعي الميليشيات الحوثية للسيطرة على مديرية «كشر» بالقوة، مما دفع بالجماعة إلى احتجاز عدد من زعماء القبائل في صنعاء بعد أن رفضوا عرضا تصالحيا يمنح الميليشيات حرية الحركة العسكرية عبر المديرية ذات الموقع الاستراتيجي.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر قبلية في صنعاء بأن رئيس مجلس حكم الانقلاب الحوثي مهدي المشاط استدعى زعماء قبائل حجور الموجودين في صنعاء تحت الإقامة الإجبارية، لكنهم رفضوا حضور اللقاء، باستثناء البعض منهم ممن كافأتهم الجماعة بمبالغ مالية.
وتسعى الجماعة - بحسب المصادر - عبر حيلة التفاوض مع زعماء قبيلة حجور إلى البحث عن حلول ناعمة تمكنها من السيطرة على مديرية «كشر» بعد أن فشلت في إخضاعها باستخدام القوة خلال 9 أيام من المواجهات، خصوصا بعد أن تدخل طيران تحالف دعم الشرعية لإسناد القبائل وتدمير الدبابات والتعزيزات الحوثية.
وفي هذا السياق، ندد الزعيم القبلي البارز في محافظة حجة والقيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» الشيخ فهد دهشوش بما وصفها بـ«الحرب الشعواء التي تشنها الجماعة الحوثية ضد قبائل حجور في مديرية كشر».
ودعا دهشوش في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أبناء القبائل في محافظة حجة وقيادات «المؤتمر الشعبي» وأعضاءه إلى «التنبه إلى المؤامرة التي تقودها عصابات الحوثي، وعدم مساعدتها أو السماح لها بظلم وإهانة اليمنيين، والوقوف مع إخوانهم المعتدى عليهم من أبناء حجور».


ورغم ضآلة إمكانات قبائل حجور على مستوى السلاح في مواجهة الجماعة التي تستخدم أسلحة الدولة المنهوبة ضدهم، يعتقد الشيخ دهشوش أن «قبائل حجور قادرة على المقاومة وصد هذه الهجمة الحوثية»؛ إذ يقول: «عندما يصل الأمر إلى مس الكرامة، فلا خيار غير المقاومة أمام أبناء حجور خصوصا، وقبائل حجة عموما».

وأضاف: «كنا متجنبين الحروب طيلة الفترة السابقة، وما زلنا نعشق السلام الذي يحافظ على كرامة الناس وسلامتهم، لكن حين تقتحم البيوت وتفجر القرى بالدبابات وتذل النساء، فلا خيار آخر إلا المواجهة».

وأدت المواجهات خلال الأيام الماضية إلى تكبيد الجماعة الحوثية العشرات من القتلى والجرحى أثناء محاولتها اقتحام منطقة العبيسة شرق مديرية «كشر» عبر مناطق «المندلة وآل الدريني» وسعيها إلى تفجير جبهات أخرى من جنوب المديرية وغربها.

ومع اشتداد القصف الحوثي بالمدفعية والصواريخ على قرى ومناطق قبائل حجور في منطقة العبيسة، كان طيران التحالف الداعم للشرعية وجه ضربات محكمة لتعزيزات الجماعة ومخازن أسلحتها في المنطقة ودباباتها وعرباتها المدرعة.

وتواردت أنباء أمس عن أن الجماعة الحوثية تستعد لشن هجوم جديد من شرق المديرية (كشر) يقوده القياديان في الجماعة أبو إسلام الشعوثي ونجيب صبرة، بعد أن كان رجال القبائل كسروا أكثر من محاولة شنتها الميليشيات على مناطق آل الحليسي وبيت النمشة، في عزلة «العبيسة».

وبحسب مصدر قبلي في صنعاء تحدث إلى «الشرق الأوسط»، فإن عددا من كبار زعماء القبائل في حجور رفضوا لقاء رئيس مجلس حكم الجماعة مهدي المشاط وفضلوا المكوث في الفندق الذي وضعتهم فيه الجماعة تحت الإقامة الإجبارية.

ويريد المشاط ومعه المحافظ الحوثي في حجة هلال الصوفي إرغام المشايخ على التوقيع على وثيقة تضمن للجماعة حرية التنقل والتحرك في مديرية كشر وعبرها وتنفيذ برامج «الحوثنة» المتعددة في أوساط سكان المديرية، إلى جانب تأمين مرور الإمدادات العسكرية الحوثية غربا عبر المديرية إلى جبهات حرض وحيران شمال غربي محافظة حجة.

وذكرت المصادر أن عددا من المشايخ المغمورين سارعوا إلى الاجتماع مع المشاط ومحافظه الصوفي، بعد أن قام بتوزيع مبالغ مالية عليهم ووعدهم بسيارات وأسلحة في حال ساعدوا على تسليم المديرية للجماعة.

وفي الوقت الذي ذكرت فيه مصادر قبلية أن اشتباكات عنيفة دارت بين مسلحي قبائل حجور وعناصر الميليشيات المتمركزين في منطقة «الحديتين»، ضربت مقاتلات التحالف مواقع للجماعة في منطقة القيم الواقعة بين منطقة السادة ومنطقة آل الدريني، إلى جانب استهدافها مواقع في منطقة العبيسة.

وبحسب تقديرات رسمية، كبد رجال القبائل الجماعة الحوثية أكثر من 40 قتيلا منذ بداية المواجهات، إلى جانب عشرات الجرحى، الذين نقلوا إلى مستشفيات عمران وصنعاء.

وعلى وقع عجز الميليشيات عن اقتحام مديرية «كشر» من الشرق، أكدت مصادر قبلية قيامها بمحاولة استحداث نقاط عسكرية من جهتي الجنوب والغرب لتشديد الحصار على المديرية، إلا إن رجال القبائل في مديرية «أفلح» المجاورة تدخلوا بقوة لإجبار العناصر الحوثية على إزالة نقطة تفتيش تم نصبها في منطقة «ذراع النيد» وأخرى في منطقة «وادي الزيلة».

وتتخذ الميليشيات الحوثية من مديرية «قفلة عذر» في محافظة عمران المجاورة، مركزا للعمليات العسكرية التي تشمل تجميع واستقبال عناصر الجماعة قبل إرسالهم لمهاجمة القبائل في مديرية «كشر».

ومع اندلاع المواجهات في الأيام الأولى كان رجال القبائل تداعوا من كل مناطق مديرية «كشر» إلى خطوط المواجهة الشرقية، بأسلحتهم الشخصية وإمكاناتهم المتاحة التي كسرت غرور الجماعة الحوثية حتى الآن.

ويبدو أن الجماعة الحوثية تخشى من تقدم الجيش اليمني في محافظة حجة حيث يرابط في مديرية حيران عبر مديرية مستبأ شرقا للالتحام بقبائل حجور، وهي مسافة لا تزيد على 25 كيلومترا عن أولى مناطق مديرية «كشر» من جهة الغرب حيث تقع منطقة «عاهم».

ويزيد سكان مديرية «كشر» على 100 ألف نسمة، ومنذ 2012 فشلت كل التحركات العسكرية الحوثية في اقتحام المديرية من جهة الغرب، مما دفع بالجماعة إلى تأجيل المعركة والاكتفاء بفرض الحصار على المديرية.

وأحدث انكسار الحوثيين في محافظة حجة على يد قبائل حجور صدى واسعا بين أطياف المجتمع اليمني؛ إذ إن مديرية «كشر» هي الوحيدة التي عجز الحوثي عن إخضاعها حتى الآن في مناطق شمال اليمن، وذلك بموازاة دعوات لمختلف القبائل اليمنية كي تنسج على منوال ما فعلته قبائل حجور.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن