الاعلان عن حادث بحري قبالة سواحل المخا الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني
الذين يركزون على مزايا علي عبدالله صالح ، يرحمه الله ، سيجدون منها الكثير ، والذين يبحثون في مساوئ حكمه سيجدون منها الكثير أيضا .. كانت شعبية صالح تصعد إلى السماء أحيانا ، وأحيانا تتدنى إلى الحضيض … وتارةً تحاول الجماهير حمله مع سيارته، مثلما حدث في عدن عشية تحقيق الوحدة ، ومرة تخرج الجماهير ، للشارع تقول : ( لا سنحاني بعد اليوم ! ) مع الإحترام لأهلنا الكرام في سنحان ..
ولو خرج صالح من السلطة في 2006 مثلما بادر وأعلن في البداية ، لدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، في ظل وجود رؤساء عرب متشبثون بالحكم حتى الموت وحتى خراب الديار ، لكنه تراجع للأسف ، وقلت في مقابلة لصحيفة الأهالي في 2007 إن تراجع صالح عن قراره في عدم الترشيح في 2006 كان خطأً تاريخيا .. ولقد كان الأمر كذلك بالفعل ، وللأسف.. وكان ذلك قدره السيء وقدرنا أيضاً معه ..
عندما تراكمت الأخطاء الكبرى وبرزت الإختلالات الفادحة ، ونزل الحراك الجنوبي إلى الشارع يطالب بالإنفصال ، وكان الحوثي يعد للحرب السابعة ، وقد سيطر على الكثير من صعدة ، وبعض عمران والجوف ، وتحدثت المؤسسات الدولية كثيراً عن مآلات الدولة الفاشلة في اليمن ، كان كل ذلك إيذانا بحتمية التغيير .. ومع بزوغ الربيع العربي كانت اليمن هي الأكثر حاجة للتغيير من بين كل الأقطار العربيةً بشهادة المتابعين لأحوالها .. وكنا ندرك أن وضع اليمن حينها هو الأكثر هشاشة من بين كل الدول العربية ، وكتبت عشية سقوط مبارك مقالا بعنوان (اليمن وتونس ومصر تشابه واختلاف) تضمن الإشارة إلى المخاطر والهشاشة في وضع اليمن ، مع أهمية وضرورة الحاجة الى التغيير ..
كان الأمل أن يتم التغيير سلمياً وبأقل التكاليف ، ويكون عندنا رئيس سابق معزز مكرم مثلما هو حال الأمم المحترمة.. وأذكر أنني ختمت كلمتي في 6 مارس 2011 في ساحة التغيير بهذه العبارة(رئيس سابق معزز مكرم ).. وانتهت الأمور إلى أن يكون محصناً أيضاً .. لكن الرياح جرت بعد ذلك بما لا تشتهي السفن .. وبقية التفاصيل معروفة ..
لعل مصير صالح واستشهاده على أيدي الحوثيين ساء أكثر اليمنيين.. وترحم عليه حتى خصومه ..
وفِي الوقت الذي يجب تفهم دوافع قوى التغيير في العالم العربي ومنها اليمن ، بل خصوصا اليمن ، وهي دوافع مبررة ومشروعة رغم ما تسببت فيه الثورة المضادة من محن عظمى وكوارث كبرى وإجرام ، تقاسيها الأمة الآن في كثير من أقطارها وخصوصا في اليمن ، فلعل من المهم الان هو تحاشي الجدل حول صالح ، بماله وما عليه ، وترك ذلك للتاريخ ، والعمل على إعادة لحمة القوى الوطنية وتوحيدها لمواجهة مشروع الحوثي الظلامي ومشروع تفتيت اليمن التآمري ..
وقد يحسن هنا تذكر أن صالح كان لبعض الوقت شريك الاشتراكيين في تحقيق الوحدة والإستفتاء على دستورها ، وحليف الإصلاحيين في أكثر من مناسبة ومحطة ، ورئيس المؤتمريين متعددي التطلعات والرؤى والإهتمامات ، ورئيس اليمن لأكثر من ثلاثة عقود ، وخاض حروب وصراعات ، ومن الطبيعي أن يكون لمثله أنصار وخصوم ، وأن يكون الموقف منه جدليا بالنسبة لمعاصريه خصوصا بعد 2011 ..
ولكن من غير الحكمة والجدوى الإستغراق في الجدل والخلاف حول صالح الان ، ولا بد من التفرغ لما هو أهم وأعظم ، وهو تحرير اليمن من الكهنوت ، والذود عن كيانها الواحد .. ولا يكون ذلك إلا بتجاوز الخلافات والخصومات ، واستئناف العمل معاً من أجل اليمن.
وعلى الرغم من أخطائه الكبيرة والكثيرة ، فقد كان صالح ممن يستطيع تجاوز الخلافات وتكوين التحالفات بمرونة استثنائية حتى مع من كانوا خصوماً له ، لكن خانه ذكاؤه ومهارته وحدسه عندما تحالف مع الحوثي..
رحم الله الرئيس صالح وجميع ضحايا الفاشية الحوثية ، ووفقنا إلى تجاوز الخلافات والعداوات بما يخدم قضية شعبنا وتحرير أرضه والحفاظ على كيانه الواحد الذي يتعرض للتآمر والمخاطر ..