البلطجة السياسية
بقلم/ يحيى محمد الحاتمي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 10 أيام
الخميس 10 فبراير-شباط 2011 09:00 م

منذ اللحظات الاولى التي دعت فيها أحزاب المشترك لما سمي بخميس الغضب وتزامنا مع الاحداث في مصر وتداعيات اللحظة الاخيرة والشارع اليمني في توتر بالغ وخوف شديد من أن تصير الامور في اليمن الى ما آلت الية في مصر.خاصة بعد أن عمل الطابور الخامس على نشر الشائعات المرعبة التي أججت الشارع أكثر وتسارع الناس نحو محلات المواد الغذائية لإقتناء ما يلزم من المواد الاساسية .

من جهتها الاحزاب كلها تنافست على استمالت الشارع سواء مع أو ضد , مما حدى بالبعض المرور بالشوارع ليلا بكشوفات وتفنيد البيوت ومن بداخلها , على اسس حزبية من سيخرج مع ومن سيخرج ضد .

في ضل هذه الاجواء المشحونة كنت اراقب تصرفات الحكومة , ومدى استفادتها من الدرس المصري , والخطوات التي ستتخذها لصالح الشعب لسحب البساط من المعارضة . وأقول في نفسي معقول الدرس المصري مر بدون اي إعتبار, فإما أن الحكومة واثقة أن الشعب معها , أو أن الله أعمى أبصارهم.

بمجرد دعوة رئيس الجمهورية لمجلسي النواب والشورى للاجتماع أستبشرت خيرا وقلت هنا ستتجلى حكمة الرئيس فالرئيس معروف بحنكته وذكائه , ولا أظن انه سيتركنا ننزلق الى الهاوية .

فعلا جاءت تصريحات الرئيس مهدئة للمشاعر ومطمئنة بعض الشي لدى كثير من الناس ,برغم تأكيدات المشترك على سلمية الاعتصام .,وإعلان الاصلاح ترحيبة بتصريحات الرئيس , إلا أن الهواجس ظلت مخيمة على الاجواء.

غوغائية المؤتمر وضعف المشترك

ما إن بدأ المشترك بتنفيذ اعتصاماته حتى سارع المؤتمر بحشد أنصاره الى مهرجانات النصرة والتأييد .( بغض النظر عن النوعية والاسلوب ), وبدأ المؤتمر بالتصعيد سواءا في الخطاب او الاجراءات , وبدلا من ان تسارع الحكومة في بعض الاصلاحات ولو لذر الرماد في العيون , لجأ المؤتمر وحكومتة الى التصعيد وكأنهم يقولون أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم .وللالتفاف على مطلب التغيير الذي بدأ يظهر بقوة بعد الثورة المصرية ,رفع المؤتمر شعار ( نعم لأجراء الانتخابات في موعدها ,نعم للتعديلات الدستورية ) وكأن المشكلة في اليمن هي الانتخابات وانساق المشترك وراء هذا الشعار ورفع شعار ( لا للتعديلات , والعودة للحوار الوطني ) وكأنهم يستجدون الحوار من الاخر .أما حملات التشهيرالسخيفة التي شنتها قيادات في الحزب الحاكم والحكومة ضد رموز المشترك والتي تنم عن الافلاس السياسي , وخوف هؤلاء على مصالحهم وكراسيهم . في أحد مهرجانات المؤتمر وعلى شاشات التلفزيون الرسمي أحد المحافظين يريد النيل من حميد الاحمر فأخذ يسأل ( من أين له هذه الثروة ؟ ؟ انها من أموال الزكاة التي كان يأخذها والده ) ونسي ان والده هو الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر , وبدلا من ان ينال من حميد الاحمر نال من آل الاحمر كلهم وبهذا تحول صادق وحمير وحاشد وبقية اولاد الشيخ الى أعداء بعد أن كان أكثرهم موالين للنظام .أما المنشورات التي وزعت على المتظاهرين فحدث ولا حرج , شركات حميد الاحمر الامريكية والاسرائيلية . توكل كرمان الامريكية . عبدالوهاب الانسي وهيلاري كلنتون . الزميل صالح الصريمي ادرج سهوا فاصبح أمريكيا .شعارات الترهيب والتخوين , وأساليب الترغيب , واشاعات الطابور الخامس واستخدام الملف الامني , كلها اساليب استخدمها المؤتمر في الشارع إما لخروج الناس معه أو على الاقل جلوسهم في البيوت حتى لا ينظمو الى مهرجانات المشترك . ومع أني حضرت مهرجان محافظة صنعاء ومعي جمع غفير من أبناء قبيلتي لمناصرة الرئيس وحثة على الاصلاحات والتغيير , الا أن الاراء بين قيادة الدرجة الثانية والثالثة وقواعد المؤتمر متفقة على وجوب التغيير وازاحة رموز الفساد من الحكومة والمؤتمر والالتفات الى مصالح الشعب في ظل قيادة الرئيس صالح , على العكس سعت بعض القيادات الى تاجييج الوضع أكثر من خلال التصرفات اللامسئولة بعتقادهم أن التأجيج هو أنجع طريقة للحفاظ على نفوذهم ومصالحهم الشخصية , أما مصالح الوطن والمواطن فخلف الظهور .

طفت الى السطح بعض التسريبات فبعد أن قامت مجموعة محسوبة على المؤتمر باحتلال ميدان التحرير انتشرت الشائعات بانه تم تسليحهم بالهراوات , وكذلك ما تناقلته وسائل الاعلام من قيام الامن بتفريق المعتصمين أمام الجامعة بالقوة والاعتداء عليهم والزج ببعضهم في السجن كلها وسائل تأجيج وليست اساليب تهدئه ,بأعتقادي أن هولاء لم يعوا الدرس المصري, فأستخدام الشرطة للقوة ضد المتظاهرين في مصر هو من حول مسار التظاهرة من سلمية تطالب بالاصلاح الى عنفوية تطالب باجتثاث النظام بكامله , أما إستخدام البلطجية فهي القشة التي قصمت ظهر مبارك وعجلت برحيلة بعد أن كان الكثير قد أقتنع بخطابه الاخير وعادوا الى بيوتهم .

أحزاب المشترك من جهتها ورغم الحضور الجماهيري معها ولا أدري هل هو ضعف أم حكمة أم الاثنين معا , حضورجماهيري كبير في كل المحافظات , شعارات ضعيفة لم ترتقي الى تطلعات الجماهير المحتقنة , ترديد القيادات لاكثر من مرة أن هذا مهرجان وليس مظاهرة . اكتفائهم بارسال الرسايل الى الحاكم فقط , منعهم لكثير من الشباب البقاء والاعتصام في ميدان التغيير كما سموه .الموضوع بدى وكأنه مجرد استعراض للقوة كما يقول البعض , وآخرون أعتبروها حكمة في قيادات المشترك حتى لا يتطور الوضع ويخرج عن السيطرة لان الحزب الحاكم أصبح يتصرف بهستيرية ,واليمن غير مصر واذا اريقت الدماء فأن العواقب ستكون وخيمة .

أما أنا فأقول الاثنان معا ضعفا وحكمة فبعض رموز المشترك ما زالت تحتفظ بشعرة معاوية مع الرئيس خاصة . من جهة أخرى تدرك قيادات المشترك مدى الاحتقان الذي يعانية الكثير نتيجة الظلم والحرمان والافتقار الى الآدمية واذا انطلقت الشرارة فلن يستطيع أحد إخمادها , وإذا استطاعت أحزاب المشترك إطلاق صافرة البداية فلن تستطيع اطلاق صافرة النهاية .

وبينما الاحزاب كلا يغني على ليلاه يبقى الوضع على ماهو عليه ,فالشعب المطحون مازال يتجرع ويلات الفقروالجوع والمرض والبطالة متفشية في كل شارع والى الان لم يلح في الافق بوادر لاي انفراج , اننا كافرون بكل الاحزاب وما نؤمن به هو وجوب التغيير وسرعة الاصلاح الاقتصادي والسياسي فواقعنا مزري ولا بد له من تغيير ومانريده كشعوب هو مايمس حياتنا ويلامس إحتياجاتناوما نطمح الية هو العيش بكرامة في ظل مواطنة متساوية الجميع أمام القانون سواسية لافرق بين غني وفقير وشيخ وقبيلي ,انما نريده مسئولين في خدمة الشعب لا شعب خدم عند المسئول ,نريد شرطة وجيش في خدمة الوطن والمواطن لا عسكري يسلبنا حياتنا بدون ادنى سبب كما حدث في إب , عسكر يعتبرون المواطن غنيمة لهم وسلخ جلده محلل ,نريد أن ندخل قسم الشرطة بدون ان نسمع (أقطب حق العسكري )او مصلحة حكومية ولا نسمع (إدي حق القات )نريد قضاءا عادلا خالي من الفساد,نريد وظائف تعبت الرفوف من حمل شهادتنا الجامعية ,نريد حقنا في تدوير الوظيفة ولا تظل المناصب حكرا على المسئولين وأبنائهم وأصحاب الواسطة والنفوذ, منذ أن رأت عيناي النور والى اليوم وتلك الوجوه لم تتغير ومن تغير وضع ابنه بدلا عنه ,نريد أصحاب الكفاءة والشهادات لانريد أبناء المسئولين والوساطات .نريدتوزيعا عادلا للثروات اين البترول الذي شارف على الانتهاء واين مناجم الذهب والفضة لا نسمع عنها الا في القنوات الفضائية , نريد تنمية شاملة صحة وتعليم وخدمات ,مديريتي على بعد 85 كيلو من العاصمة والجمهورية لم تصل اليها الى اليوم بدون ماء أو كهرباءاو طرقات , هذا هو مايريده المواطن يريد العيش بكرامة دون ان يمد يده لاحد لقد بدأ أناس يتخلون عن أغلى ما لديهم ( الشرف)اناس يبيعون أعراضهم لتوفير لقمة العيش , أهانتنا دولتنا فهنا على الغير جواز اليمني ليس له أي احترام في الدول الشقيقة والصديقة .

لا ترقصوا على آهاتنا ففينا من الاحتقان ما يكفي لصنع قنابل نووية .

من المستفيد من تأجيج الوضع

العاشرة من مساء السبت نسمع محاولة اغتيال حميد الاحمر والحادية عشر والنصف نسمع اطلاق نار على منزل نعمان دويد والمتهم حميد الاحمر .

السؤال الكبير من الذي يلعب بالنار ؟ ومن المستفيد من تأجيج الوضع ؟ يبدو ان

فخامة الرئيس :

إننا نحبك لكننا نحب اليمن أكثر ونؤمن أن التغيير في عهدك أسرع من غيرك فبادر اليه بسرعة فوضعنا لم يعد يحتمل أكثر فالشباب بداخلهم بركان يوشك على الانفجار.

يافخامة الرئيس لا تصدق كل شي تمام يا فندم , وتخلص من حرف العين حولك فقد عفى عليهم الزمن , فخامة الرئيس التغيير أصبح ضرورة حتمية وملحة يتطلبها الواقع وتفرضها المعطيات ولا نريد أن يصير حالنا الى ما صار اليه أشقائنا , وأختم بكلمات رجب طيب اردوغان لحسني مبارك ( إننا فانون والاوطان باقية ).