طائرات يمنية أمريكية بدون طيار
بقلم/ عبد الرزاق الجمل
نشر منذ: 14 سنة و أسبوع
الثلاثاء 16 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 07:45 م

كنت قبل أيام قد تطرقت لتناقضات التصريحات التي يدلي بها بعض المسئولين اليمنيين لوسائل الإعلام، كتصريح الدكتور أبو بكر القربي لصحيفة الحياة اللندنية وتصريح يحيى محمد عبد الله صالح لمحطة سي إن إن الأمريكية بخصوص مشاركة الطيران الأمريكي في الغارات التي استهدفت القاعدة في بعض المحافظات اليمنية..

الاثنان صرحا بأن الطيران الأمريكي شارك في الغارات الجوية، والاثنان عادا لينفيا ذلك في نفس الأسبوع. توضيح كلام الدكتور القربي جاء عبر مسئول في وزارة الخارجية، وكان هزيلا للغاية، أما يحيى الذي قال "يجب أن نكون أكثر انفتاحا وأن لا نتحرج من الأمر" فقد عاد ليكذب الخبر جملة وتفصيلا رغم أن مصدره محطة "سي إن إن" الأمريكية وليست "صحيفة الدستور" اليمنية..

الصحف الأمريكية لا تهتم بالحرج الذي قد يقع فيه النظام اليمني عندما تتحدث عن الغارات الأمريكية في اليمن، وليس بمقدور حكومة أوباما أن تقنعها بممارسة العمل الصحفي على النحو الذي تمارسه صحيفة الجيش والثورة والجمهورية على سبيل المثال، وقل مثل هذا في محطات وشبكات التلفزة الأمريكية..

قبل أيام ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية نشرت في اليمن منذ أشهر طائرات "بريديتور" بدون طيار لاستهداف عناصر تنظيم القاعدة هناك، ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين تأكيدهم أن الطائرات تحوم في سماء اليمن منذ أشهر بحثا عن قياديي القاعدة، لكن المسئولين قالوا إن الطائرات لم تطلق صواريخها حتى الآن لقلة المعلومات حول رصد أماكن المسلحين..

كما "أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسئولين اليمنيين متحفظون جدا بشان هذه الأسلحة وأنهم يعتبرون أنها قد تأتي بنتائج عكسية".. أي كما ذكر ذلك الدكتور القربي في الحوار الذي أجرته معه صحيفة الحياة اللندنية..

التحفظ اليمني جاء على شكل تصريحات تنفي صحة الأخبار التي تحدثت عن مشاركة الطيران الأمريكي في الغارات أو عن اختراق الطائرات الأمريكية بدون طيار للأجواء اليمنية، إلا أن الأخبار الأخيرة التي نشرتها وسائل إعلام أمريكية والتي تحدثت عن نشر الولايات المتحدة الأمريكية لطائرات بدون طيار في اليمن، كانت واضحة إلى الحد الذي لا يتيح للمسئولين اليمنيين النفي..

والحقيقة أنه ليس بمقدورنا منع الطائرات الأمريكية من اختراق الأجواء اليمنية لتعقب القاعدة، كما أنه ليس بمقدورنا نفي ذلك، فكان اللجوء إلى الحيلة التالية هو الحل:

قال وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، لـ CNN إن بلاده تمتلك طائرات أمريكية من دون طيار، وأن الاستخبارات الأمريكية تساعد في التوصل لأماكن تواجد العناصر القيادية في تنظيم القاعدة في اليمن..

وقال رداً على سؤال لـ CNN حول ما إذا كان سلاح الجو اليمني يمتلك طائرات استطلاع من دون طيار، أي طائرات موجهة ذات قدرات قتالية، قال القربي: "نعم"، مؤكداً أنها طائرات أمريكية..

ثم قال القربي إن الهجمات بالطائرات الموجهة التي تمت ضد أهداف يشتبه بأنها تتبع تنظيم القاعدة، نفذها سلاح الجو اليمني، وبواسطة "معلومات استخبارية حول أماكن تواجدهم تم تبادلها مع الأمريكيين"، وذلك في سؤال لـ CNN عما إذا كانت تلك الهجمات قد تمت بالتعاون مع الحكومة اليمنية.

عموما.. حتى لو امتلكت الحكومة اليمنية طائرات أمريكية بدون طيار فلن تكون أكثر من غطاء لاختراق الطيران الأمريكي للأجواء اليمنية.

*صحيفة الناس