إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
جَاءت الأحداثُ التي شهدها جنوب اليمن مؤخرًا لتجدد أحاديث الانفصال مرة أخرى، ولكن هذه المرة ربما تكون بكهة مختلفة، حيث دخول القاعدة على الخطّ ومحاولتها استغلال المشاكل المستمرَّة في الجنوب لكسب أرض جديدة تعطيها المزيد من الملاذات الآمنة في مواجهة هجمات السلطات اليمنية المتلاحقة عليها بمساعدة أمريكا، خاصةً بعدما وضعتْ حرب الشمال مع الحوثيين أوزارها وبات على القاعدة أن تجدَ ملاذات جديدة لها.
ولكن -وفي المقابل- يحاول دعاة الانفصال في الجنوب استغلال ورقة القاعدة للضغط على الحكومة اليمنية فيما يشبه الصفقة مع القاعدة بأن يمنحوها ملاذاتٍ آمنةً مقابل استنزاف القاعدة للحكومة اليمنية بما يعد دعمًا غير مباشر للحراك الجنوبي الذي يحاول استغلال اللحظة المناسبة لإعلان الانفصال بالجنوب وإنهاء سلطة الشمال، وهذا لن يتأتى إلا بضعف سلطة الشمال وإنهاكها، وهو ما يمكن أن تحققه لهم القاعدة، ومما يؤكد هذا التوجه هو ما نقل عن مصادر يمنية قولها: "إن شيوخ القبائل في الجنوب يعتقدون أن القاعدة لا تتورع عن استغلال الخلاف بين نظام الرئيس علي عبد الله صالح والحراك الجنوبي" الأمر الذي دفع بشيوخ هذه القبائل بالجنوب لتشكيل لجنة لاحتواء أعمال العنف الدائرة في الجنوب؛ في محاولة لتهدئة الأوضاع وخوفًا من أن تؤدي المواجهة بين القاعدة والجيش اليمني من جهة والحراك الجنوبي من جهة أخرى إلى التعجيل بانفصال الجنوب عن الشمال.
ولعلَّ العملية التي قامت بها القاعدة في الأسبوع الماضي تصبُّ في هذا الاتجاه عندما قامت باستهداف مبنى للمخابرات العامة اليمنية بجنوب اليمن وأسفرت عن مقتل 11 شرطيًّا وإصابة عدد آخر منهم، وأفادت مصادر أن هذه العملية جاءت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، مما يعكس مزيدًا من القلق والخوف من جانب الحكومة اليمنية من إمكانية اختراق القاعدة لهذه الأماكن الحساسة أو بداية تدشين مرحلة من التعاون بينها وبين عناصر الجنوب التي لا زالت تشغل بعض المناصب الحكومية الهامة، وربما ما جاء في اعترافات غودل صالح ناجي -أحد عناصر القاعدة والذي أُلقي القبض عليه عقب هذه العملية- يؤكد ذلك بوضوح؛ حيث كشف من اعترافاته عن معلومات مهمة، رغم أنها مكنت قوات الأمن اليمنية من إلقاء القبض على عدد من عناصر القاعدة وضبط بعض الأدوات المختلفة التي كان يتم استخدامها في تنفيذ الهجمات إلا أن هذا اعتبر مؤشرًا خطيرًا كون وصول هذه المعلومات وهذه الأدوات إلى القاعدة.
وعبَّر عدد من المحلِّلين السياسيين باليمن عن قلقهم من تصاعد الأحداث بجنوب اليمن بشكل خطير والخشية من "أن تستغل القاعدة هذه الثغرة في الجنوب وتنفيذ العمليات الخطيرة مثلما حدث في العملية" كما قال ناصر الربيعي المحلِّل السياسي باليمن، مشيرًا إلى استغلال المسلحين بالجنوب -سواء القاعدة أو غيرها- حالة التردي الأمني وإنهاك القوات الحكومية في حربها الطويلة ضد المتمردين الحوثيين التي هدأت نسبيًّا خلال الأسابيع الأخيرة، واعتبروا هجوم الأسبوع الماضي يأتي في هذا السياق.
ولم تقف المخاوف عند حدود اليمن، بل امتدت إلى خارجه، حيث عبر العديد من حلفاء اليمن عن مخاوفهم من هذا التعاون بين القاعدة وأنصار الحراك في الجنوب وإمكانية استفادة القاعدة من ضعف السيطرة المركزية، ليستخدم اليمن قاعدة لشن هجمات تزعزع استقرار المنطقة وسط مخاوف من إمكانية تهديد القاعدة لحركة الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر، وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية على رأس حلفاء اليمن المتخوفين من هذه التطورات، الأمر الذي يجعلها تصِرُّ على التدخل المباشر من خلال غارات جوية أدت إلى مقتل العشرات من المدنيين، مما أدى إلى موجة من السخط والغضب، خاصة بعد مقتل ما يقرب من خمسين مدنيًّا العام الماضي، ورغم نفي اليمن ذلك باستمرار إلا أن العديد من الجهات والمنظمات اليمنية يؤكدون هذا التدخل ويرفضون بشدة ويرون أنه يعقِّد المشكلة أكثر مما يحلّها.
وسوف تكشف الأيام القليلة القادمة عما يحمله المِرجل اليمني بالجنوب بداخله، والذي يشتد غليانًا يومًا بعد يوم، خاصة وبعدما أوردتْه بعض وكالات الأنباء أن قيام عناصر من الحِراك الجنوبي بإطلاق الرصاص على بعض المؤسسات الحكومية عقب عملية القاعدة الأخيرة الذي يؤدي إلى مزيد من التشابك والتعقيد بهذا البلد.