آخر الاخبار
مستشار وزير الداخلية:من أوصل اليمن الى هذا الوضع مستحيل أن يصلحه
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 6 أيام
الإثنين 17 مايو 2010 08:19 م

-الحوار اليوم غير مجدي لإنقاذ اليمن وعلى السلطة تقديم تنازلات قبل قيام ثورة ضدها

-السلطة تستغل ورقة القاعدة للاستثمار بها واضطهاد الجنوبيين جعلهم يدعون لفك الارتباط

-من أوصل اليمن الى هذا الوضع مستحيل أن يصلحوه والسلطة تدعم الفاسدين

-قطر الدولة الوحيدة التي وقفت ودعمت الوحدة اليمنية ورفضت استقبال الانفصاليي ن

بعد ما يقارب العام من تولي الرئيس علي عبد الله صالح حكم اليمن كان الشيخ مبارك المشن ( الزايدي ) قد تخرج من الكلية الرستمية العراقية وعاد أرض الوطن حاملا الفكر البعثي ورتبة ضابط ليعمل في السلك العسكري في أكثر من محور عسكري ، وهو برتبة الملازم الأول من قائد كتيبة في جزيرة كمران في نهاية الثمانينات بقي قائدا لجناح المشاة بمعسكر الاستقبال التابع لوزارة الدفاع، و يتذكر كيف كان طيلة السنوات الست كقائد يصحو فجرا ليقطع عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام من سكنه بمنطقة نقم بالعاصمة صنعاء إلى مقر عمله متأثرا بصرامة كليته العسكرية التي تخرج منها،وخلال فترة التسعينيات بتحقيق الوحدة اليمنية شهدت السنوات الأولى علاقات سيئة مع المملكة العربية السعودية فيتهم رئيس الجمهورية مبارك المشن في خطاب له أمام الشعب بالعمالة للسعودية وان السلطة عثرت على شيكات تؤكد الاتهام و أوردت عشرة أسماء قال الرئيس أنها شبكة المشن العميلة مع المملكة والتي قال عنها المشن بأنها كانت أسماء لطلبة مدارس لا تزيد أعمارهم عن الخامسة عشر وان الدولة ظلمته واستعدته دون مبرر وان الرئيس صالح كان ضحية معلومات مضللة ولم يكتشف ذلك إلا فيما بعد ، عوقب المشن بفصله من السلك العسكري وعوقب ما يقارب الستين من أفراد أسرته وأبناء قبيلته جهم أيضا بالفصل من معسكرات الحرس الجمهوري،ليدخل بعدها الشيخ الزايدي مرحلة جديدة بالقيام القطاعات الأمنية أخرى من خلال سلسلة اختطافات سجلت الأولى في اليمن ، ثلاث سنوات تعاقبت شهدت حالة اختطاف أجانب من قبله ، كانت الأولى اختطاف الملحق الثقافي الأمريكي في 1993م إلى مأرب والثانية اختطاف مجموعة من الهولنديين والألمان في صيف 1994م تزامنا مع حرب الانفصال والثالثة كانت اختطاف احد الفرنسيين في 1995م ، ووسطت الدولة حينها الشيخ محسن بن معيلي والشيخ محمد بن ناجي الغادر وآخرين وأعادت الدولة كافة الحقوق الشخصية والعامة والتي استفادت المنطقة المحرومة من بعض المشاريع الخدمية كما قال ، وعادت بعد ذلك حالة الود مع السلطة ليعين مدير امن لمحافظة الجوف إلا انه سرعان ما اختلف مع رموز كبار في الدولة مارسوا ضغوطا على الرئيس لإبعاده حتى الآن إلا انه كان يستدعى للمشورة من قبل وزير الداخلية اللواء رشاد العليمي وعلى انه مستشار للوزارة... ابتعد المشن عن الأضواء الصحفية واعتزل العمل السياسي إلا أن تأثيره في الوسط القبلي مستمر ، يعرف عنه الصراحة وعدم المحاباة.

وفي حوار نشرته العرب القطرية مع الشيخ المشن تحدث عن الوضع التي تمر به اليمن وتنظيم القاعدة قضايا أخري:

حوار : وهيب النصاري

العرب: كيف تنظر وضع اليمن خاصة وهناك حراك في الجنوب وتوترات في الشمال؟

ليس خافيا على أحد أن اليمن تمر بمرحلة خطيرة وفي حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه فإنها ستدخل الى اخطر مما يمر فيه الآن ، وإذا كان القائمين في السلطة يركزوا على الحراك الجنوبي أو الحوثيين أو عناصر القاعدة كجبهات ، نؤكد لهم أن اليمن شبكة واحده وإذا لم كافة المشاكل جذريا بحوار جاد فان اليمن سيدخل متاهات لم يسبق لها مثيل.

-العرب: هناك دعوات متكررة من الحزب الحاكم والمعارضة اليمنية الى أن الحوار هو الحل لإخراج البلاد مما تمر به من مشاكل ،هل برايك ستحل مشاكل اليمن ؟

أعتقد أن الحوار اليوم لن يجدي كون السلطة مصره على التعامل مع ما تمر به اليمن في الوقت الحاضر كما تعاملت في الماضي متناسية أن الوضعين مختلفين , والشعب اليمني اليوم مستاء من أوضاعه السيئة ( بطالة وغلاء و ظلم وإقصاء وفساد) ..ماذا تتوقع وضع البلاد ووزير أو قائد يظل عشرات السنيين في منصبه وهو فاسد، والمشكلة أن من هم في رأس السلطة مستمرين على الوضعية الخطاء داعمين الفاسد رافضين تقديم تنازلات للشعب المقهور.

-العرب: ما نوعية التنازلات التي تقدمها السلطة.. ؟

يجب عليها تقدم تنازلات لتحافظ على الوحدة اليمنية ،ماذا يمتلك الحراك الجنوبي على سبيل المثال؟ من كانوا شركاء النظام أقصوا من مناصبهم ،هل تريد منهم أن يتنازلون هم للدولة وقد ابعد من منصبة وحقوقه نهبت وأراضيهم سلبت و قتل منهم ،والبقية تم إيداعهم السجون.

وماذا تتوقع من قبائل حرف سفيان بمحافظة عمران الذين أبيد منهم 87 طفلا وأمراءه خلال الحرب السادسة بين القوات الحكومية والحوثيين فالدولة مسئولة عن كافة مواطنيها وهي التي تسن القوانين وتشرعها ،لكن للأسف تلك القوانين التي شرعت لا يتم العمل بها ، هل السلطة تريد تنازل من الذين ينامون بالشوارع و الأرصفة و يقتاتون من براميل القمامة قوتهم.

-العرب: إذا استمر وضع اليمن على ما هو عليه .؟

أؤكد أن اليمن ستشتعل فيها المشاكل والحروب الداخلية ليس في الشمال والجنوب بل بكافة المناطق حتى داخل العاصمة صنعاء، الوضع خطير جدا، ومن هم في السلطة متعجرفين وإذا استمروا على نهجهم ستقوم ثوره لا يحمد عقباها .

العرب: الحرب في صعده شمال اليمن توقفت والسلطة أكدت أنها لن تعود ولكن قبل أيام يتبادل الطرفين الاتهامات بخروقات ..ماذا لو تجددت الحرب ؟

عندما توقفت الحرب السادسة توقعنا بأنها لن تعود مره أخرى إلا أن المؤشرات سيئة في حال عودتها لن تنحصر على محافظات شمال الشمال بل ستعم كافة البلاد.

-العرب: على ماذا تستند في طرحك ؟

إذا كانت السلطة رافضة الحلول ستكون هذه النتيجة،حيث ظهرت وساطة قطرية لإحلال السلام في المنطقة وايقاف الحرب نهائيا ونادت الجامعة العربية وعقلاء اليمن الجميع طالبوا في أول يوم من المواجهات المسلحة بوقف أطلاق النار ،لكن السلطة أصرت على الحرب،كون الحوثيين شرذمة خارجين عن القانون وأنها ستصفيهم إلا أنها في الأخير رضخت ، وأعلنت وقف أطلاق النار ،وتتعمد السلطة في تغير اللجان المشرفة على انهاء الحرب بعد تعرفهم علي المشكلة لكي تظل حقيقة حرب صعدة غائبة،دون وجود مبرر لتغيرهم ،حيث مثلا كان عبد القادر هلال وزير الادارة المحلية السابق رجل من السلطة ارسل الى جنوب اليمن في بداية احتجاجات العسكريين المتقاعدين حينما نظرت إليهم السلطة على أنهم خارجين عن النظام والقانون وأنهم انفصاليين ورد عليهم تقرير هلال الميداني أن حل مشكلتهم تكمن في ثلاث نقاط الأول مساواة الضابط الجنوبي مع الشمالي كون الاول تقاعد براتب خمسه ألف ريال مايعادل (25دولار)، والنقطة الثانية الذين حاربوا في حرب التحرير المتقاعدين والمعاقين تصرف رواتبهم , والنقطة الثالثة ضرورة إعادة الأراضي التي سطو ونهبها مسئولين في الدولة الى اصحابها ، ردت السلطة بان مقترح هلال لمعالجة المشكلة جيد واتهم أنه شجع الجنوبيين ، وبعدها اعترفوا بالمشكلة ، وصرفوا مبالغ كبيرة لمائة وثمانين ألف من العسكريين الجنوبيين الذين تم إعادتهم لاعمالهم ،وبعدها كلف هلال قبل الحرب الأخيرة التواصل مع الحوثيين وقدم استقالته لأنة اقترح مالا يعجب بعض تجار الحروب،وهؤلاء يعتقدون أنهم خرجوا من حروب داخلية أنهم سينجون إذا عادت الحرب في صعدة ..

العرب: مراقبون يقولون أن نظام الرئيس صالح يفتعل الأزمات لاستمرار الحكم ؟

النظام في الماضي كان قادر على افتعال المشاكل لكي يستمر بالحكم ،لكن الآن اعتقد أن العجز بدا واضحا وأنهم يقودون اليمن إلى الهاوية .

العرب: البعض يري أن من مصلحة السلطة استمرار الحرب في صعدة ؟

لا في الواقع أن النظام في فخ اليوم ولن يستطيع الخروج منه،ولن تستقر الأوضاع إلا بتصحيح أنفسهم هم والمشكلة انهم غير مقتنعين بتصحيح أنفسهم ويتنازلوا عن السلطة ، لذلك هم يسيرون بالبلاد لتصبح الصومال الثانية .

العرب: كقائد عسكري وامني ما سبب عدم حسم المعركة من قبل الجيش اليمني ضد جماعة الحوثيين؟

هناك عدة عوامل أبرزها العامل الأول أن القائد العسكري لا يتعامل إلا مع شخصيتين هما الشئون المالية والشئون الإدارية والجندي فاقد الثقة في قائده وهذا ما يفتقر إليه الجيش اليمني من عشرات السنين،الثقة بين قائد الوحدة العسكرية والأفراد ، والعامل الثاني أنهم يتعاملون مباشرة من القيادة في العاصمة صنعاء بخطط عسكرية مدروسة وأمامهم عدو ليس جيش نظامي بل حرب عصابات وترسم الخطة على أن لا يتصرف القائد في الجبهة القتالية الا على ضوء خطة وزارة الدفاع و القيادة الأمنية في ظل أن من يواجههم عدو متنقل ما يتم رسم الخطة إلا بعد قد غيروا ، وهذا سر فشلهم ولو كانت الأوامر للقائد الميداني بان يتصرف حسب الظروف التي تواجهه يوميا لكان مسرح العملية مختلف، والعامل الثالث كان الحوثيين على جبهة واسعة فيها عدة الويه عسكرية ويتوزع عناصر الحوثي الذين لا يزيد عددهم عن خمسه أو سبعه أشخاص فقط وهذا سر تخفيف خسائرهم ، عامل أخر هو أن شخصيات اجتماعية وأحزاب نادت بوقف أطلاق النار من قبل الطرفين فكان الحوثي يتجاوب لتلك الدعوات والحكومة تصر على استمرار الحرب و أنها لن توقف الحرب إلا بعد تصفية الحوثيين وهذا على مستوى رئيس الدولة وهو سبب فشلهم في صعده ، عامل أخر أنه في بداية الحرب كان من يسمونهم الحوثيين البشمرجة (الجيش الشعبي لمناصرة السلطة) كانوا ينهبون أي منطقة يسيطرون عليها بشكل عشوائي وليصبح المتضررين جميعهم أتباع الحوثي ويحاربون معه.

-العرب: ماذا عن اتهام الحوثيين بحصولهم على دعم خارجي وبالأخص من إيران ؟

ولو كان لهم دعم خارجي فهو ليس سر صمودهم ،بل لديهم دعم داخلي من الشيعة في اليمن وشيعه السعودية وكانوا يؤووهم ،من خارج صعده أكثر، إضافة إلي الدعم الذي حصلوا عليه من داخل حدود المملكة السعودية ,حيث توجد قبائل سعودية دعمت ودعمها لم ينقطع لان المساعدات الدولية تأتي على مدى طويل ولكن في نهاية الأمر الدولة حاصرت البر والبحر ، إلا أن قيادة الحوثيين امتلكت جميع صفات القيادة وكانت حكيمة و تكتيكهم خطير.

العرب: أنت أحد مشائخ محافظة مأرب التقرير الأمنية اليمنية والمراقبون يتحدثون عن نشاط قوي لتنظيم القاعدة في مأرب ما حجم هذا النشاط برأيك ؟

السلطة تستثمر هذا لمصالحها وعند ما يكون وضع البلد غير مستقر سهولة أن يجد عضوا في القاعدة أو في جماعة غيرها أين يحتمي وسيجد البيئة المناسبة ليقوم بأنشطته، لكن التهويل من قبل السلطة أن عناصر كبيرة لتنظيم القاعدة في مأرب مبالغ فيه ولا نعرف إلا واحد أو اثنين وليس لهم أي تأثير،وقبل مؤتمر لندن حولت السلطة البلاد كلها الى تنظيم القاعدة ،وكل ما في الأمر أنهم يريدوا أن يجمعوا الأموال تحت غطاء الحرب على الإرهاب .

العرب: عفا شيخ ..عناصر القاعدة تنظيم إرهابي يضر باليمن ؟

نعم تنظيم إرهابي لكن السلطة تستثمر القاعدة لمصالحها .

العرب: أين يتمركز نشاط تنظيم القاعدة في مأرب ؟

غلب مديريات محافظة مأرب الأربعة عشر لا يوجد بها عناصر منتمية للقاعدة واعتقد أنهم متواجدون في ثلاث مديريات هي عبيده وصرواح ومراد وليس لهم أي تأثير .

العرب: لكنهم فجروا موكب السياح في مأرب واستهدفوا أكثر من مرة المنشاءات النفطية وأنابيب النفط والمحطة الغازية ؟

هم استهدفوا منشاءات حيوية لكن هل هم من تنظيم قاعدة ،وهل يوجد من يدعمهم ؟ الحقيقة هو أنه يوجد من يعمل تلك الأعمال التخريبية باسم القاعدة ، لان من اضطهد سواء في مأرب أو في مدينة أخرى يكون عامل مساعد لمن يقوم بمثل هذه الأعمال ، ولو وجدت دولة عادلة وأمن واستقرار فان أبناء القبائل لا يستطيع أن ينتمي للقاعدة ، وسيوقفونهم عند حدهم و لكن لن يذهب القبائل في تلك المحافظات لمواجهة القاعدة وهو نفسه مضطهد من قبل الدولة وحقوقه مسلوبة.

العرب: لوحظ الشباب في مأرب يتفاخرون بصور أسامة بن لادن وقيادات من تنظيم القاعدة ويضعوها واجهات في تلفوناتهم .. ما تفسيرك لذلك ؟

كعرب و مسلمين لدينا قضية فلسطين وعندما يجد الشباب شخص مثل أسامة بن لادن يعمل ضد أمريكا وإسرائيل ويشاهدونه عبر شاشات التلفزيون وما ترتكبه الدول العربية من مجازر في الأراضي المحتلة بالعراق وفلسطين فيقولون طالما بن لادن والقاعدة عدو لأعدائنا فنحن نتفاخر به .. لا يوجد عربي أو مسلم إلا وهو يتمنى نهاية أمريكا وإسرائيل ، وأبناء محافظة مأرب عرب يتأثرون بما حولهم .

-العرب: مسئولين في السلطة يتهمون رجال القبائل بعرقلة إقامة المشاريع في محافظة مأرب كما حصل لمشروع المحطة الغازية ؟

يوجد مسئولين يحصلون على كل شيء من وراء المشاكل وعرقلة المشاريع، هم يستفيدون من عرقلة تلك المشاريع، وأصبحوا يعبثون في اليمن ،فالمسئولين لا يقومون بواجبهم تجاه المواطن ويعود هذا على الرئيس صالح الذي يدير البلاد ويحل كافة المشاكل.

العرب: تحدثت عن المعسكرات ونقاط التفتيش فهي ضرورية لحماية المنشاءت النفطية ولتوفير الأمن والاستقرار في مأرب ؟

الطريق العام من العاصمة صنعاء الى مأرب نقاط عسكرية وتفتيش ويحيط المحافظة من كافة الجهات معسكرات وتلقي السلطة اللوم على أهل مأرب ، ولو قررت الحكومة أشراك أبناء مأرب في التنمية لكان الأمر أفضل من العسكرة بهذا الشكل .

-العرب: أصبحت عملية التقطع في الطريق بين مأرب ومدن أخرى عاده عندكم ؟

نحن ضد عملية التقطع ولو قامت السلطة بدعم العقلاء من مشايخ القبائل لخفت عملية التقطع والثارات ،لكن غياب الدولة جعل المشكل تزداد في مأرب خاصة وانها انشغلت عن قضايا المواطنين وثاراتهم وحروبهم ومتورطة في حرب صعده واحتجاجات الجنوب وغيره ،وحل الثارات شكلت لجان من عدة قبائل لحلها أما الدولة فلا تعنيها الثارات نهائيا .

-العرب: لماذا زادت عملية التقطع في الفترة الأخيرة ؟

بعض القبائل تنظر إلى أنها مستبعدة من المشاريع التنموية والدولة بعيدة عن قضاياهم.

-العرب : لكن هناك وسائل آخري غير عملية التقطع؟

اذا خرجت مظاهرة يتم قمعك من قبل السلطة كما حدث للمواطنين في محافظة تعز الأسبوع قبل الماضي تعرضوا للاعتقال وتظاهروا في العاصمة صنعاء فتم الزج ببعضهم السجون حتى الآن رغم أن مطالبهم عادلة،تظاهروا في المحافظات الجنوبية فأودعوا السجون حتى اليوم .

-العرب: يطلق على محافظة مأرب أنها من ضمن "محور الشر" ما تعليقك ..؟

تعد هذه عنصرية واضحة أن ينظرون لأبناء مأرب والجوف وشبوة بأنهم محور الشر خلافا للمناطق الأخرى ، هل من يغذي اليمن بترول وسياحة وزراعة يطلق عليهم بمحور الشر؟ ..يفترض أن يكونوا محور الخير لليمن،حيث يتم معاملة أبناء محافظة مأرب بعنصرية يعتقلون ويرمون بالسجن دون مبرر تصادر حقوقهم وحرياتهم.

-العرب: أذا كيف يدير الرئيس صالح اليمن في ظل الأوضاع الحالية برأيك ؟

كالمثل الذي يقول (يسير في ظلمي) ، وهو كالذي يمشي في ظلام .

-العرب: أين دور الحكماء و العقلاء من أبناء اليمن ؟

الجميع من علماء ومشايخ وثوار ووطنيين وكافة فئات الشعب دعت للحوار ولا زالوا يدعون وأقامت قوي سياسية واجتماعية مؤتمر الحوار الوطني قبل فترة ولم يلقى أي تجاوب وقد مثلت فيه كل أبناء اليمن ولم يتم الاستجابة لهم .. هل يقوموا بثورة ؟

-العرب: كيف نستطيع الخروج باليمن من هذه الأزمات ..؟

الذين أوصلوا البلد إلى هذا الوضع مستحيل أن يصلحوه، وان قلت أنهم سيرحلون من الكراسي الحكم فهذا مستبعد واعتقد أنهم سيستمرون حتى ينهار اليمن لان النظام والقوانين والتصحيح وفقا لأهداف الثورة والوحدة اليمنية كفيلة بإبعادهم عن السلطة وكراسيها.

-العرب : برأيك هل تنظيم القاعدة من المشاكل التي تشكل خطرا على مستقبل اليمن ..؟

القاعدة ليست خطيرة وتأثير محدود جدا إنما الضرر قادم في حال استمرار عدم استجابة السلطة لدعوات الحوار الجاد وتقديم تنازلات للشعب .

-العرب : نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض طرح مشروع انفصالي مع قيادات الحراك في الجنوب ما تعليقك على مطالب فك الارتباط ؟

لا يوجد يمني يرضى بالانفصال أو بفك الارتباط ومستحيل من وقع على الوحدة اليمنية يطالب بالانفصال ،هم كانوا شركاء و تنازلوا عن دولة قوية تفاجئوا بابعادهم وإقصائهم من مناصبهم ووظائفهم وقتل عدد من قياداتهم ،ونهبت ممتلكاتهم من أراضي وغيرها،ومن وقف ضد هذا النظام وطالب بحقوقه قالوا عليه انفصالي ، البيض طالب بإصلاح مسار الوحدة وبحقوق الجنوبيين بحسب اتفاقية الوحدة ومشكلتنا في لا تسير البلاد وفق نظام وقانون واتفاقيات لأنها تدار عبر التلفون ..

-العرب: عفا ياشيخ ..يصعب التراجع عن الوحدة اليمنية التي جعلتنا بلد قوي أمام العالم؟

ماذا تتوقع من الوحدة وقد أبعدتك وقتلت ابنك أو ابن عمك ونهبت أرضك ،وإذا ابعد مسئول من منصبه يقلب الدنيا مع العلم أنه لا يبعد نهائيا إنما ينقل من وزارة إلى أخرى مثل لعبة الشطرنج ، نحن في المناطق الشمالية نتقاتل على قطعة أرض ليست ملك لأحد..

إخواننا في المناطق الجنوبية اخرجوا من المعسكرات ومؤسسات الدولة، الوحدة تمت على أساس الشراكة وفق أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر لم تقل أن يكون المسئولين من منطقة معينة ،المشكلة أن تركيبتنا عدم الالتزام باتفاقيات ولا الحوار الجاد لمناقشة الأزمات التي تمر به البلد،وهذا ليس من مصلحة السلطة التهرب منه .

-العرب: ما تفسيرك لرفض النظام إيجاد حلول جادة لما تمر به اليمن واشراك بقية القوي السياسية والاجتماعية .؟

أعمى ..

-العرب: .. كيف ؟

أي حوار أو اتفاقية ستكون ضد النظام ،وإذا ما رحلوا عن الحكم فنحن قادمين إلى حرب تأذي القوي والضعيف.

- العرب: والبديل في حال رحلوا من سيكون ؟

اليمن فيه عقلاء ورجال وطنين قادرين على حمايتها وإدارتها عبر انتخابات برلمانية رغم أن البرلمان ليس له تأثير في ظل السلطة الحالية..

-العرب : هل تؤيد ما تطرحه المعارضة ممثلة بتكتل اللقاء المشترك في تشخيصها لوضع الأزمة التي تمر بها البلد ؟

أؤيد أي مقترح للحوار الوطني الجاد تغليب فيه مصلحة اليمن فوق كل المصالح ، وإصرار إخواننا الجنوبيين الذين ناضلوا من اجل الوحدة اليمنية على فك الارتباط جاء نتيجة تعرضهم لاضطهاد ونهب حقوقهم مما جعلهم يطالبون بالانفصال ، وقد تكون دعا ويهم هو للحصول على شي ء من حقوقهم وليس الهدف منه عودة اليمن لدولتين منفصلتين .

-العرب: كيف تري موقف دولة قطر تجاه اليمن ؟

السلطات اليمنية تتخبط في سياساته الداخلية والخارجية من اجل إرضاء جهات، وعند حرب صيف 1994م كانت دول الخليج وكثير من دول العالم مؤيدة ودعمت الانفصال، وكان موقف دولة قطر الوحيد ايجابيا ، وقفت مع ما يسمى بالشرعية ودعمت حتى هدأت الأوضاع حفاظا على الوحدة اليمنية، ولم تستقبل أي من القيادات الانفصالية واستقبلتهم دول خليجية أخرى.

وفي حرب صعده بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين حرصت دولة قطر التدخل لايقاف الحرب وإحلال السلام ولكن سرعان ما غيرت مواقف قيادات من النظام تجاه قطر ودورها في اليمن ،وقال الذين مثلوا اليمن في اتفاقية الدوحة غير شرعيين وان الوساطة شجعت الحوثيين ،وبعدها بفترة يتمنون تدخل قطر بعد كل هذه الخسارة ، واعتقد أن قطر لن تتدخل في الحرب الأخيرة بسبب مواقف مسئولينا ولم يطلب منها التدخل ، فلا قطر ولا ليبيا ولا إيران تدخلوا في شئون اليمن الداخلية كما قال الرئيس صالح .

تتصرف دولة قطر تجاه قضايا اليمن تصرف عقلاني دون أطماع وبشكل عام فان دول الخليج تخشى تدهور الوضع في اليمن ، وإذا ما ساعدت على حل المشاكل فأنهم سيتضررون وستكون مأوى للمخربين وستتحول اليمن مسرح عمليات للانطلاق إلى السعودية ولن يستقر الخليج والمنطقة بشكل عام.