صبراً آل الجعاشن- إنما النصر صبر ساعة
بقلم/ عبد الرزاق مدهش
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 19 يوماً
السبت 06 مارس - آذار 2010 06:49 م

آن الأوان لكم يا أبناء الجعاشن أن تغضبوا لأنفسكم وتجعلوا الغضب بتغلغل في دمائكم وشرايينكم , لا تصحوا من غضبتكم أيها المناضلون إلا بحريتكم الكاملة وتعويضكم عما لحق بكم وبأبنائكم, وممتلكاتكم ,استمروا بالإعتصامات والمتابعة واصبروا و صابروا واطرحوا قضيتكم على الرأي العام المحلي والدولي وعلى المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية الحكومية والغير حكومية الرسمية والشعبية , لا تلتفتوا إلى ورائكم ولا إلى المثبطين من حولكم . وتذكروا دائماً قاعدة ( ما ضاع حق وراءه مطالب ) ولا ينتهي الحق بالتقادم , ومهما طال الوقت وطال السفر لابد أن تصلوا إلى هدفكم وتنتصروا لقضيتكم .

اعتمادات بالملاين لظلم الناس

لقد شاخ الشيخ وشاخ معه النظام وبلغا من العمر عتيا ولم تؤثر فيهما السنيين ولا الأحداث ولا التطورات لا المحلية ولا الدولية فعقلية بداية القرن العشرين هي نفسها عقلية بداية القرن الواحد والعشرين , لم يكترث هذا الشيخ بطفل أو شاب أو مسن , لم يكترث بيتيم أو أرملة أو مسكين , لأ كثر من ثلاثة عقود وهو يعثو في الأرض فساداً, يستبد يظلم يفتك بالأرض والعرض والممتلكات وبمساندة ومباركة ودعم من النظام , إعتمادات مالية بالملاين يستلمها شهرياً من هذا النظام , ومن قوت الشعب ليصرفها على تحقير وإذلال الناس , وذلك من خلال معسكره المترامي الأطراف المدجج بأنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة , فالمعسكر جاثم على صدور أبناء الجعاشن لأكثر من ثلاثين سنة وتواجده ليس لحماية الثورة أوالجمهورية أو لحماية الحدود من الأعداء , ولكن مهمة هذا المعسكر هو إبقاء عزل وقرى الجعاشن في قمة التخلف والجهل , ولقد نجح الشيخ من خلال هذا المعسكر بامتياز, فحسنات الثورة والجمهورية لم تصل إلى تلك الأماكن, ومازال الجهل والفقر والمرض هو السائد هناك حتى يومنا هذا.

لا حياء ولا خجل

لم يستفيد ولم يتعض هذا الشيخ ولا النظام من الفضائح السابقة التي تلقاها فهذه الحادثة لأبناء قرية الشقة في الجعاشن والقرى المشاركة معها ليست الأولى فقد أقدم على تشريد ألاف الناس خلال الأعوام السابقة ولقد تناقلت فضائح ومظالم هذا الشيخ وسائل الإعلام المحلية والدولية حيث عرف العالم ما يدور في اليمن وخاصة الجعاشن , وكنا نقول ربما يخجل هذا الشيخ ومعه هذا النظام الداعم له على الأقل أمام الرأي العام المحلي والدولي , وعدم العودة لممارسة مثل هذه المظالم , فضلاً عن من سيأتي لمحاسبتهم أو معاقبتهم . لكن لحياء ولا خجل لهؤلاء.

وإذا كان مبرر النظام لمساندة هذا ( الشيخ ) هو ضمان أصوات هؤلاء المساكين أثناء الانتخابات ألم يسألوا أنفسهم أن هناك وسائل أخرى لكسب أصواتهم أليست المدرسة والمستشفي والطريق والكهرباء والماء وبعض الخدمات الأخرى هي أقرب الطرق لكسب أصوات الناس بدلا من الظلم والحرمان والتجهيل ومصادرة الحقوق؟ .

أسئلة تبحث عن إجابة

أيها المناضلون الأحرار من أبناء الجعاشن لقد استطعتم بنضالكم خلال هذه القترة البسيطة أن تفضحوا مظالم واستبداد هذا الشيخ وكذلك تحيز هذا النظام ودعمه لهذا الشيخ وأمثاله ,لقد أثبتت الوقفات والإعتصامات السابقة بين بعض أبناء الجعاشن وهذا المستبد , أن الشيخ والنظام في اليمن حلقتان مترابطتان ومتعاضدتان يسند كل منهما الآخر فالشيخ هو النظام والنظام هو الشيخ .

لذا أقول لهؤلاء المناضلين الأحرار حذاري أن تتواجدوا في المكان الخطأ وتطرحوا مشاكلكم وقضاياكم على الناس الخطأ فتفشلوا وتذهب ريحكم , طالبوا بلجان محايدة مشهود لها بالنزاهة والإنصاف , خاصة بعدما أصبحتم رقما صعباً يحسب لكم ألف حساب ويصعب تجاوزكم أو أقناعكم بغير ما تريدون , عليكم توضيح وسرد المظالم والمعانات الواقعة عليكم دون حرج أو خجل في كل وقت ولكل الناس , وعليكم طرح الأسئلة المناسبة على اللجان المشكلة من مجلس النواب أو اللجان والمنظمات الأخرى المعنية بحقوق الإنسان , فعلى سبيل المثال :- اسألوا هل أبناء الجعاشن يمنيون ومواطنون تابعون للجمهورية اليمنية لهم حقوق وعليهم واجبات كفلها الدستور والقانون وقبل ذلك كفلتها الشرائع السماوية الدينية والإنسانية..؟ وإذا كانت الإجابة نعم فأين هذه الحقوق والواجبات ؟ لماذا لم تعط لهم ولم تطبق عليهم ؟ ولماذا لم تصل خدمات الثورة والجمهورية إلى مناطقهم وقراهم مثل باقي المناطق والقرى والمدن في المحافظات الأخرى حتى يشعروا بالانتماء الحقيقي لهذا الوطن ؟ أسألوا لماذا يتواجد معسكر( استثناء ) مترامي الأطراف في الجعاشن مدجج بأنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة ؟؟ ويملك سجون خاصة ومتنوعة؟ ولماذا لم يشترك هذا المعسكر في حرب الانفصال أو حرب صعده ؟ أو المساهمة بتدعيم الأمن والاستقرار في بعض المديريات المجاورة له ؟ وهل هذا المعسكر يتبع الدولة ؟ أو معسكر شخصي تابع للشيخ منصور كما هو الحال على الواقع الآن؟ وهل من حق أي جماعة أو شخصية إنشاء معسكرات مسلحة تابعة لها مجهزة بكل العتاد والمعدات تذل بها خصومها وأعداءها ؟ , وهل دستور الجمهورية اليمنية يسمح بذلك ؟ أسئلة كثيرة ينبغي أن تطرحوها .., وعلى مجلس النواب و وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والأجهزة المختصة الإجابة عليها بكل وضوح , وعليكم بالصبر والمتابعة دون يأس شعاركم الدائم ( أنما النصر صبر ساعة ). واعلموا أنكم في رباط وستنتصرون في النهاية لأنكم أصحاب حق وأبناء اليمن الأحرار والشرفاء كلهم يشهدون على ذلك. وسيدون التأريخ أنكم مناضلين متحررين مثلكم مثل مناضلي الثورة والجمهورية , فمناضلي الثورة والجمهورية ضحوا بأموالهم وأنفسهم من أجل التحرر من الجهل والظلم والاستبداد وقد انتصروا لذلك .

مهاجرين ولستم مهجًرين

أيها الأحرار الشرفاء أعلموا إنكم محضوضين وأن الله يريد بكم خيراً في هذا الوقت العصيب لو لم يقم هذا الشيخ المتكبر بهذه الاعتداءات عليكم لما خرجتم واعتصمتم وناضلتم فأرد الله أن يشرفكم بالنضال في حياة هذا الشيخ الذي أصبح يعد أنفاسه الأخيرة بعدما بلغ به العمر عتياً , و أصبح على باب قبره , تخيلوا معي لو أنكم انتفضتم بعد موته ما ذا سيكون جدوى انتفاضتكم ونضالكم ؟ سيكون عيب عليكم ومنقصه في حقكم ومذمة لأبنائكم لأنكم لم تحركوا ساكناً في حياته , فاصبروا أيها الشرفاء المهاجرين ولستم المهجًرين كما يسمونكم فأنتم مهاجرين في سبيل الله فارين من الظلم والاستبداد باحثين عن الحرية والعدالة مثلكم مثل المهاجرين الأوائل من الصحابة والتابعين فالقاسم المشترك بينكم وبينهم هو البحث عن العدل والحرية والمساواة فاصبروا لتتخلصوا من الجهل والحرمان وسيطرة الطاغوت وحولوا أمطار وصقيع صنعاء على أجسامكم أمنة في قلوبكم وتثبيت لأقدامكم, تذكروا أن معاناتكم هي أهداف سامية تسليكم في غربتكم عن قراكم وأهاليكم لا تجعلوا التهديد والاختطافات والإساءات .....الخ تتحول خوفاً وضعفاً في نفوسكم فتثنيكم عن متابعة تحقيق أهدافكم التي تبحثون عنها , ابتسموا واضحكوا ملئ أفواهكم , تفاءلوا خيراً وتذكروا دائماً أنه كلما أشتد ظلام الليل يكون بعده بزوغ الفجر وشروق الشمس . ولقد بدأ بزوغ الفجر وطلوع الشمس بمجرد اقتناعكم أنتم أنكم مظلومين وأنكم أصحاب قضية ينبغي التضحية من أجلها .

لا تيأسوا واصبروا في إعتصاماتكم شهرين ثلاثة ستة أشهر سنة ....الخ وسواء أنصفكم مجلس النواب أم لم ينصفكم , فأنتم في رباط وكلما طالت المدة عرف الناس عنكم أكثر وعن نضالكم وتر سخت القناعة أكثر في نفوسكم بالتغير مهما كانت التضحيات فالحرية لابد لها من ثمن يدفع , ولقد صبرتم على الذل والظلم والاستبداد الواقع بكم عقود فهلا صبرتم لنيل حريتكم شهوراً ...؟ قال تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }[الرعد:11] الاعتراف بالفضل تحية إجلال واحترام لغاندي اليمن المناضل الكبير المحامي / محمد ناجي علاو, وزملائه في منظمة هود الذي لهم الأثر الأكبر في الدفاع عن المظلومين والوقوف معهم رغم الضغوطات والإرهاب .... الخ والذي يمارس عليهم .

و تحية إجلال واحترام إلى منظمة صحفيات بلا قيود ممثلة بالأستاذة القديرة الصحفية الشجاعة ( توكل كرمان ) ولكل المناضلين والأحرار من أبناء اليمن .