هناك اكبر من حظر المآذن
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 15 يوماً
الثلاثاء 08 ديسمبر-كانون الأول 2009 11:46 م

إن الاستفتاء الأخير الذي جرى في سويسرا قلب الديمقراطية الغربية ومقر الاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان حول حضر بناء المآذن وصوتت الغالبية من الشعب السويسري على هذا الحضر وهي أول خطوة خطيرة تجريها دولة أوربية تدعي أنها تكفل حرية الاعتقاد، ونحن لا نعيب على سويسرا أنها تتخذ مثل هذا القرار فليس بعد الكفر ذنب، وهذا هو منهجهم، وقد اخبرنا الله في كتابه حين قال \" ولا يزالون يقاتلونكم وقال \"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى \" ومن هنا نتفهم هذا الموقف وغيره من وسائل الحرب على الإسلام الذي يشنها الأعداء في الغرب أو غيره ،ولكن الذي لم نفهمه ما يحدث من حضر في بلاد المسلمين وهو أكثر جرما مما فعلته سويسرا ، فقد حضر الطعام والشراب والدواء على مسلمي غزة من قبل النظام المصري منذ ثلاث سنوات ، بل وصار بين الفينة والفينة يتباهى انه أغلق كم نفقا لتهريب الغذاء والدواء وانه صادر مواد غذائية كانت معدة للتهريب إلى غزة أليس هذا اكبر جرما من حظر بناء المآذن؟ أليس هذا حظر على الحياة بذاتها ؟ وفي بلد أخرتم حضر الحجاب، وأممت المساجد في بعض البلدان ، وسلب حرية الخطيب والداعية من قول الحق إلا ما يناسب السلطان المعظم، بل وأغلق بعضها بحجة عدم الترخيص كما حدث مؤخرا في طجكستان ، وذهب احد الرؤساء العرب إلى حد حضر الحج هذا العام بحجة أنفلونزا الخنازير والعجيب أن الله خيب ظنه ولم يصب بهذا المرض في موسم الحج سوى ما يقارب الستين شخص بحمد الله والأعجب أن هذا الرئيس هو من أصيب بأنفلونزا الخنازير وهو في قصره وبين حرسه ، مما حدا بملك اسبانيا تأجيل زيارته لذلك البلد –تونس- كما أوردت ذلك الصحف الاسبانية ،وهناك أنظمة أخرى حظرت حرية الإنسان ، بل تم حضر الإسلام كقيم ومبادئ وأحكام في أغلب البلدان الإسلامية ولا عجب أن قلت أننا نعيش في عالم محظورات أصحاب الفخامة والجلالة ،ولكن نريد أن نستفيد من دروس هذا الإجراء السويسري والذي قد يتبعه منع بناء المساجد بنفس الخطوة،ومن هذه الاستفادة أن يتضح جليا للمغفلين من المسلمين الذين كانوا يظنون خيرا بالحضارة الغربية بأنها بلاد الحرية والديمقراطية والرأي والرأي الأخر أن يتضح لهم أن الهجمة الشرسة الذي يتعرض لها الإسلام في السنوات الأخيرة هو مبني على صراع الحضارات وامتداد للحروب الصليبية المقدسة ،وان من يجعل أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي السبب الوحيد لا يقرأ القران ولا يقرأ التاريخ فالغرب بقيادة أمريكا قد دمر بدل العمارتين دولتين -العراق وأفغانستان- والدولة الثالثة باكستان ، فهل هذه هي العدالة الغربية بل وأغلقت ألكثير من الجمعيات الخيرية وحرم الملايين من الأيتام والمسلمين الفقراء من الخدمات التي تقدمها هذه الجمعيات ، فمتى أمريكا تشعر إنها قد أخذت بثأرها من المسلمين ؟ والعجيب أن أمريكا بعد زيادة قواتها مؤخرا بـ 30000 جندي في أفغانستان تطلب من النيتو زيادة قواته أيضا، لسحق هذا الشعب الذي رفض الاستسلام منذ ثمان سنوات ، ونحن العرب والمسلمين محظور علينا مد يد العون لإطعام المشردين والمنكوبين بسبب هذه الحرب ناهيك عن نصرتهم، وهذا اقل ما يمكن تقديمه كعمل إنساني خيري إلى الشعب الأفغاني المسلم أو كما حدث في العراق أيضا ما سمعنا عن أي جمعية خيرية تعمل على إيواء وإطعام المشردين، ولا شك أن حضر بناء المآذن هو نتاج للشحن الإعلامي الذي يشن على الإسلام عبر وسائل الإعلام الصهيونية في الغرب بهدف التخويف من الإسلام وعدم القبول به خاصة وهو الدين الأول انتشارا في الغرب بشهادة مراكز الدراسات الغربية وقد كان لي لقاء قبل أيام قلائل مع قناة اسبانية وكان من ضمن الأسئلة ما أسباب انتشار الدين الإسلامي في الغرب بقوة فقلت لهم: لأنه قوي بذاته وهو دين الفطرة والله تكفل بحفظة ، إن توظيف الأحداث الصغيرة التي يقوم بها بعض المسلمين وتضخيمها هو ما دأبت عليه هذه الوسائل الإعلامية المتصهينة وللأسف أن وسائل إعلامية تزعم أنها عربية ساهمت وانساقت في هذا المضمار ، مما غذاء اليمين المتطرف في أوربا ، مع أن هناك حوادث توازيها إن لم تكن اكبر منها قام بها صليبيون ومنها تفجير أكلوهما وحوادث القتل في المدارس الأمريكية والأوربية وأخرها ما قام به النصراني النقيب –سول- في كتيبته العسكرية عندما قتل خمسة من رفاقه وجرح العديد منهم في أمريكا لم نسمع احد يتهم العقيدة النصرانية أو الإنجيل بالإرهاب كما يتحدثون عما قام به مالك حسن الذي شرد أبوه إلى أمريكا من وطنه الذي اغتصبه الصهاينة بحماية أوربية وأمريكية، بل هذا الإعلام نفسه وقف يختلق المبررات لما قام به المجرم الألماني الذي قتل مروة الشربيني بسبب ارتدائها للحجاب الإسلامي ومن قبل هذا ما حدث من قتل الملايين من السود الذين تم أخذهم عبيدا من أفريقيا إن هذه المفارقة العجيبة تستدعي أن يقوم المثقفون المبهورين بالغرب إلى مراجعة أنفسهم والتوقف عن تزييف العقول العربية والمسلمة بمبادئ الغرب التي تعمم على كل من سلك مسلكهم واصطبغ بثقافتهم أما من أراد أن يظل على ثقافته ومعتقده فلا مكان له في ظل هذه المبادئ ،إن حضر بناء المآذن في سويسرا وقد تقدم حزب أخر في هولندا لتبني نفس الفكرة وستجد لها انتشارا في الغرب كما يبدو ،ا لا يدع مجالا للشك أن الإسلام يعيش مرحلة نمو في الغرب ومرحلة يتم في بلاد المسلمين وهذا اليتم يظهر من خلال ردود الأفعال الباهتة على مثل هذه الاجرأت من قبل أنظمتنا ربما لأنها تعترف في قرارات نفسها أنها تفعل أكثر من ذلك، والسؤال ماذا لو قررت مصر مثلا كدولة بها نصارى منع بناء أبراج الكنائس التي ينتصب عليها الصليب والجرس ؟ تخيلوا ردود الفعل الغربي بل وحتى سماسرة الغرب من أبناء جلدتنا ولكن ما يمس إسلامنا وأقلياتنا المسلمة في العالم لا نجد لها نصيرا من النخب المتحكمة فينا ،وأخيرا ألستم معي أن المحضورات عندنا أكبر جرما مما حدث في سويسرا ؟ ولكن الحمد لله الذي تكفل هو بالحفظ لهذا الدين وسينتشر رغما عن أنوف الحاقدين \" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون \".