مائدة الشيطان
بقلم/ علي محمد الخميسي
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 17 يوماً
الإثنين 05 أكتوبر-تشرين الأول 2009 09:54 م

الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض مدن محافظات الجنوب بعد أن أشعل فتيلها قادة التخريب ومثيرو الفوضى ودعاة الانفصال الجدد نظير ما استلموه من أتعاب جديدة ودعم واضح - كما تردد مؤخرا- من أطراف إيرانية و بعضا من رجال الأعمال اليمنيين المقيمين في الخارج تحولت -أي هذه الأعمال التخريبية -إلى محاولة بائسة وإجراء إنقاذي أو إسعافي للمتمردين الحوثيين عن طريق فتح جبهة أخرى في بعض مدن المحافظات الجنوبية للوطن للتخفيف من الضغط الكبير الذي يواجه شركائهم في التخريب والعمالة و الذين يتلقون يوميا ضربات قويه من الجيش الوطني اليمني وهي الضربات التي ربما قد قاربت على حسم المعركة أو إنهاء التمرد وإخماد الفتنة التي أشعلها الحوثه في جزء غالي من أرضنا الطيبة...... هذه الأحداث وما يحضره هؤلاء المرتزقة في الأيام أو الأسابيع القادمة تزامنت مع ماقام به الحوثيين مؤخرا من مبادرة " لئيمة " لإطلاق من أسمتهم الجنود الجنوبيين تضامنا مع هؤلاء الانفصاليين الجدد وتحديد ا الإرهابي القاعدي طارق الفضلي الذي وصفه بيان المتمردين الحوثيين بالبطل و أعماله التخريبية والعدوانية والإرهابية بالأعمال البطولية !!..

هذا التناغم العجيب بين دعاة الإمامة ودعاة الانفصال والقاعدة يثبت بما لايدعم مجالا للشك أن هناك تقاطع مصالح كبير بين هؤلاء وان هناك فعلا تنسيق مشترك على الميدان فرسائل وبيانات التأييد والتضامن بين هؤلاء الشركاء تزداد وضوحا يوما بعد يوم فأهدافهم " المرحلية " واحدة ومشروعهم التمزيقي واحد وأعمالهم الإجرامية متقاربة حتى وان اختلفوا في التوجهات الفكرية والعقائدية فالشيطان الذي جمعهم على مائدة واحدة هو شيطان واحد وبالتالي التحالف مع هذا الشيطان مشروع في فكر هؤلاء جميعا لانهم يؤمنون بالقاعدة الميكافيليه التي تقول " الغاية تبرر الوسيلة " ولأنهم في الغالب يتلقون دعما وتشجيعا من جهة واحدة سواء كانت هذه الجهة داخل اليمن أو خارجة وهي نفس الجهة التي تعمل ليل ونهار في محاولة بائسة لزعزعة أمن واستقرار اليمن ودفعه للتمزق والاقتتال الداخلي ليتسنى لها في الأخير تنفيذ أجندتها وأهدافها المرسومة المتعلقة باليمن أو بمحيطة الإقليمي ولا نبتعد كثيرا إذا قلنا أن هذه الجهة قد تكون في شقها الخارجي الاستخبارات الإيرانية والإسرائيلية معا مع بعض الداعمين لمهام وأعمال هذه الاستخبارات .

الشئ الملفت أن علي سالم البيض , ويحى بدر الدين الحوثي وبعض مساعديهم في الخارج يقيمون في مدينة واحدة على أراضي جمهورية ألمانيا الاتحادية !! فهل هذه الإقامة حدثت بالمصادفة أم أن هناك تعاون وترابط قوي بين هؤلاء كما تم توضيحه في سياق هذا الطرح....المحزن والمستغرب له هنا أن ألمانيا الاتحادية التي دعمت ولازالت تدعم التنمية في الوطن عبر المساعدات السخية التي تقدمها لليمن سنويا قبلت أن يمارس هؤلاء نشاطاتهم السياسية الإرهابية من على أراضيها وهي كما نعلم الدولة التي تحترم دستورها وقوانينها التي تجرم الأعمال الغير مشروعة بل وتعد ألمانيا من الدول الأولى عالميا في محاربة الإرهاب القاعدي وكل من يتحالف مع تنظيم القاعدة أو الجماعات المتشددة في أي بلد حول العالم , ولكنها في هذه الحالة سمحت لهؤلاء بممارسة نشاطاتهم الإرهابية بكل حرية ويسر بل إن هناك حديث عن إمكانية منحهم اللجوء السياسي على أراضيها في تغافل عجيب لإعمالهم وتاريخهم الإرهابي والإجرامي في بلدهم , فهل ألمانيا الاتحادية بكل ما يعنيه هذا الاسم لا تعلم بتاريخ البيض الإجرامي قبل أو بعد الوحدة المباركة وهل غضت الطرف حاليا عن أعمال الحوثيين الإجرامية وإعلانهم الصريح التمرد على الدولة والنظام والقانون والدستورفي اليمن بل وإشهار السلاح في وجه مؤسسة الجيش اليمني وفي وجه كل من يخالفهم حتى من الأطفال والنساء والشيوخ !! .... إن كانت لاتعلم ذلك فتلك مصيبة وان كانت تعلمه بحق فالمصيبة أعظم !!

العجيب في الأمر هنا أن حكومتنا الموقرة ممثلة بوزارة الخارجية لم تقم حتى اليوم بإرسال مجرد رسالة احتجاجية أو توضيحية إلى هذه الدولة " الصديقة " ولا نعلم بالضبط ماهي الحكمة من ذلك حتى وان كانت هذه الرسالة موجهه إلى دولة نكن لها جميعا حكومة وشعبا الاحترام الايجابي وحتى وان كانت أيضا دولة صناعية كبرى فالعلاقات بين الدول كبيرها أو صغيرها تبنى إجمالا على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك وعدم التدخل في الشئون الداخلية ولكننا في هذه الحالة نرى أن هناك انعدام هذا التعاون الأمني بين الحكومة اليمنية ونظيرتها الألمانية .....فالحكومة اليمنية تستطيع على الأقل إصدار مذكرة اعتقال عبر الانتربول الدولي لمحاكمة هؤلاء الذين يعبثون بأمن الوطن وينادون بتمزيقه يوميا ولكننا أحيانا نتصرف للأسف الشديد بسياسة خاطئة قد ترسل للآخرين في الخارج اليمني وبطريقة غير مباشرة رسائل خاطئة أيضا مفادها أننا دولة ضعيفة لا تجرأ على مخاطبة الدول الكبرى في هذه المسائل السيادية أو القانونية !!