فصل المقال... في دعاة الانفصال
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر و 28 يوماً
الإثنين 04 مايو 2009 06:44 ص

لا شك أن وحدة الأسرة ووحدة القبيلة وجمع الكلمة لأي مكون اجتماعي هي من الفضائل التي سعى الإسلام إلى تعزيزها والدعوة إليها ولاشك أن الوحدة اليمنية هي من نعم الله التي انعم بها على شعبنا وامتنا بل نظر إليها الكثير على أنها نواة للوحدة العربية والإسلامية واليوم يراد لهذا المشروع العملاق أن ينهار بسبب نزوة شيطانية وقد بدأها أولا ناهبو الأراضي والمفسدون في مفاصل القرار الذين لا هم لهم إلا كيف يؤمنون حياتهم وحياة احفادهم وأحفاد أحفادهم على حساب الناس المغلوبين على أمرهم ، وعدم معالجة هذه الظاهرة سواء في المحافظات الشمالية أو الجنوبية يعد أمرا مهددا للسلم الاجتماعي برمته وكنا نتمنى من الأخ/ الرئيس أن يتنبه إلى هذه المعالجة من وقت مبكر عندما تقدم بعض العقلاء بنصائح في هذا الاتجاه والتي تمحورت بإيقاف شلال النهب المنظم وغير المنظم ولكن يبدوا أننا لا نتحرك إلا إذا تعمق الجراح وازداد عنفوانا ، فماذا لو قام الرئيس بمبادرة تخفف الآم الناس وليبدأها بمحاكمة من نهب أراضي العباد بغير حق ومن نهب المال العام بلا حياء ، إنها الخطوة الضرورية الأولى لتهدئة النفوس والبداية الحقيقية لمعالجة الأوضاع

ثانيا : الانعكاس الغير مدروس لما سبق ذكره ،خروج عناصر سواء كانت منضوية بحراك الجنوب أو خارجه، داخل الوطن أو في المهجر ،وهذه العناصر التي وجدت من السبب الأول ما تقنع به كثيرا من البسطاء في دعواها الانفصالية والتي بدأته منذ ما قبل حرب 94م إلا أنها وجدت بغيتها المقوية لما تذهب إليه بالفاسدين مع أنهم لم يستثنوا جزاء من الوطن العزيز إلا وافسدوا فيه ، وبدلا أن ينادي دعاة الانفصال بتحرير الوطن الواحد من ظلم الظالمين وفساد الفاسدين ذهبوا يفسدون فسادا لا يقل عن الفساد الأول يشعرون أو لا يشعرون ، بتخطيطهم أو بتخطيط غيرهم ، وهو ضرب الوحدة التي يجمع اغلب اليمنيين أنها ملك للشعب كل الشعب وليس ملكا للرئيس وحاشيته ، وأحب أن أضع تساؤلات على دعاة الانفصال

أولها : أليس الدين الذي نؤمن به جميعا والذي حرم الظلم ونهب الحقوق هو الذي حرم الدعوة إلى الفرقة والتناحر والعصبية المقيتة و حرم سفك دم المواطن شمالي او جنوبي شرقي أو غربي وكذلك دم الجندي فالجميع معصوم دمه لا يحل للاخر سفكه ،

أليس الدين الذي نؤمن به جميعا هو من يقول لكم في القران الكريم \" وان هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون \" ثم أليس انتم من تقولون أن النظام يميز بين الشماليين والجنوبيين فلماذا تعلنونها ظاهرة انتم ضد كل مواطن شمالي وما الموصوغ الأخلاقي والشرعي لما يحدث ضد محلات وممتلكات الشماليين في بعض المحافظات الجنوبية وأخرها ما حدث في محافظة حضرموت ؟ وإحياء النعرات الجاهلية هذا شمالي وهذا جنوبي؟ وهل يصب هذا في صالح البلاد ؟ بل هل يصب هذا في صالح مطالبكم أليس من الأولى أن تحشدوا كل أبناء الوطن معكم لتحقيق مطالبكم العادلة والتي يشترك فيها كل أبناء الوطن من رفع الظلم والعنت الذي يقع على الجميع ، ولنفترض لا سمح الله أن تنفصل بعض المحافظات هنا أو هناك ، هل درستم العواقب الوخيمة ؟ فلن يستقر لا شمال ولا جنوب فنحن نعرف أن هناك وحدويون كثر في كل محافظات اليمن لن يرضوا بالانفصال مهما لحق بهم من عنت ، وان انهيار أي نظام مهما كان شكله في أي بلد ليس في صالح الوطن ولنا أمثلة كثيرة في تأريخنا وفي واقعنا المعاصر ، إن دعاة الانفصال بكل أشكالهم سواء الفاسدين في النظام أو الساخطين على النظام سيتحملون تبعات ما سيؤول إليه الوضع لا قدر الله، إن الجميع لن يجد الأمن والاستقرار وستسفك الدماء وتنهب الأموال ويطول الصراع إلى ما شاء الله ، إن أصحاب البطولات العنترية يجب أن يراجعوا أنفسهم بما يقدمون عليه من تصرفات لا تمت إلى العقل بشيء ولا تقل فسادا عما يشتكون منه ،

وان على الأخ/ الرئيس أن يتق الله ويجمع حوله أهل الحل والعقد من العلماء والمشايخ والمخضرمين من الساسة وليس المراهقين ، بغض النظر عن انتمائهم السياسي لان تهميش أي طرف مؤثر في الساحة مؤيد أو معارض هو من باب النزق السياسي المرفوض فلتدعى كل القيادات السياسية والمؤثرة من البيض إلى العطاس إلى الحوثي ، فنحن بحاجة إلى كل صاحب رأي سديد ،ليجلس الجميع لإيجاد حل ناجع لمشكلات الوطن بدلا من الترقيع الغير مجدي ، وليبدأ هذه الخطوة فورا بإيقاف النهب العام وإيقاف الخطاب المتشنج ضد المعارضين ،لتهدئة النفوس وتسلية الخواطر ، وليبدأ قبل هذا وذاك بازالة المنكرات التي تغضب رب الارض والسموات ‘ فهي سبب رئيسي فيما نحن فيه ، قال صلى الله عليه وسلم \" والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي السفيه ولتأطرنه على الحق أطر أو ليوشكن الله أن يضرب قلوب بعضكم ببعض ........ \" وليعلم الجميع أن المشكلة اليوم اكبر وأعمق ولا تجدي معها الحلول المؤقتة ، فان فعلنا ذلك فقد أغرق دعاة الانفصال أنفسهم ، إذا لم يركبوا سفينة النجاة، وليعلم الجميع أن مقود السفينة هو الإسلام الذي نؤمن به جميعا والذي أعطى كل ذي حق حقه وأنصف المظلوم من الظالم ووضح العلاقة بين المحكوم والحاكم ، وألف بين المؤمنين ووحدهم ،وقضى على الطائفية والعصبية بكل أشكالها ، فان ابتغينا الخير من غيره فهو سراب ، وسنضل الطريق ، ونصل إلى الهاوية لا سمح الله ، اللهم ألف بين قلوبنا واجمع كلمتنا والى لقاء أخر إن شاء الله