آخر الاخبار
توقّعات فلسطينية من ترامب
بقلم/ محمد كريشان
نشر منذ: أسبوع و يومين و 15 ساعة
الأربعاء 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2024 07:45 م
 

الأكيد أن ما من فلسطيني سرّته عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ولم يكن هناك أيضا من أسف على هزيمة كامالا هاريس وكامل فريق حزب بايدن الديمقراطي.

مع ذلك كان من المفيد القيام بجولة سريعة بين عدد من الصحف والمواقع الفلسطينية، من الضفة الغربية والقدس، للوقوف عند بعض ما عبّر عنه كتاب ومحللون عن قدوم هذا الرجل الذي لم ير أي حرج في أن يقول إن مساحة إسرائيل صغيرة وتحتاج إلى توسّع، وهو من سبق له أن اعترف بالقدس الموحدة عاصمة موحدة لها، ونقل سفارته إليها، واعتبر المستوطنات شرعية، وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وأوقف تمويل «الأونروا».

«بعض المراقبين يراهنون على أن نسخة ترامب الثانية ستكون مختلفة عن الأولى، لكن آخرين يعتقدون أن ترامب سيستكمل ما بدأه، هكذا يقول علم النفس إن التغيير في شخصية الفرد يتناسب عكسياً مع العمر، وفي عمر ترامب يبدو أن المراهنات على تحولات كبيرة في حاجة إلى تدقيق» هكذا رأى الكاتب أكرم عطا الله.

أما السياسي والديبلوماسي مروان طوباسي فيرجّح أن يسعى ترامب خلال فترة حكمه الثانية إلى إعادة إحياء «صفقة القرن» التي رفضتها منظمة التحرير «وذلك يعني من جهة، احتمالية قيام الولايات المتحدة بإمكانية تقديم تنازلات جزئية للفلسطينيين لا تختلف عما قد عرض سابقاً ويمكن أقل من ذلك، ولكن مع الإبقاء على الأهداف الاستراتيجية الكبرى لـ«صفقة القرن».

ربما هذا ما جعل موقع «مسار» الفلسطيني يقول إن «العمل مع أمريكا كالمشي على طريق إجباري، مليءٍ بالحفر والأشواك والألغام. مع أمريكا هنالك الممكن وهنالك المستحيل، الممكن هو القليل الذي يمكن تخليصه من العلاقة الاستراتيجية العميقة بينها وبين إسرائيل، كبعض المساعدات المالية والطلب من إسرائيل الرفق قليلاً بالفلسطينيين وهي تحاربهم، والوعد بدولة دون عمل جدي على تحقيقها (..) أمّا المستحيل، فهو رؤية رئيسها صاحب صفقة القرن، وقد اعتذر عن صفقته المكتوبة بحبر إسرائيلي».

 

أقسى من ذلك، يؤكد د. حسن أيوب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية والمختص في الشأن الأمريكي، أن ملامح سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب «تتسم برغبة عميقة في الانتقام الشخصي وتحقيق انتصارات سياسية لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية، مضيفا أنه «يجب أن لا نتوقع أي تغيير إيجابي في تعامل واشنطن مع القضية الفلسطينية، بل علينا أن نستعد لمرحلة قد تكون أشد دموية وأكثر قسوة».

الوحيد تقريبا الذي رسم صورة تفصيلية للمنتظر من ترامب هو علي الجرباوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت والوزير السابق في السلطة الفلسطينية الذي توقع أن يقوم ترامب، بعد استلام المنصب، بالسعي لاستعادة الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط، وإنهاء الحرب الدائرة فيها، مشيرا إلى أن «ترامب سيعمل على دمج مبادرتيه السابقتين: «الاتفاقيات الإبراهيمية» و«صفقة القرن» اللتين قام بهما خلال فترة ولايته السابقة، ويطرحهما معاً في مبادرة جديدة (…) يقع في نواتها الاستعداد اعتراف أمريكي بإقامة دولة فلسطينية، تطبيقاً لـ «حل الدولتين» (..) وستتشكَل هذه الدولة الموعودة من أجزاء مترابطة «اصطناعياً» في الضفة الغربية، هي مجموعة من المعازل الجغرافية التي ستكون المحاشر للفلسطينيين، والتي يمكن الضغط على إسرائيل لتوسيعها بالقدر المستطاع من منطقة (ج). يضاف إلى ذلك قطاع غزة الذي سيصبح مركز الدولة الجديدة، وتتركز عليه المساعدات لإعادة تأهيله بعد الدمار الشامل الذي مُني به».

ولا يتردد الجرباوي في الاعتراف بأن البعض قد يعتقد أن هذا التصور خيالي ومبالغ به، لكنه يسارع إلى القول إن ما «ما قام به ترامب خلال فترة ولايته السابقة يؤشر بإيجابية على احتمالية قوية لأن يسير بهذا الاتجاه» الذي سرد أبرز ملامحه المخيفة. هذا ما يسايره فيه تقريبا أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الدكتور سعد نمر الذي يرى أنه حتى إن عاد ترامب وقدم نسخة معدلة من صفقة القرن، فإنها «قد تكون أكثر قسوة مما كان مطروحاً سابقاً، نظراً لرفض نتنياهو المطلق لأي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية».

الكاتب الصحافي مهند عبد الحميد يعتبر أن ما يهم إدارة ترامب بشكل أساسي هو تحقيق إنجازات دبلوماسية في المنطقة، كتوقيع اتفاقيات تطبيع بين السعودية وإسرائيل، مع تفعيل الاتفاقات الإبراهيمية التي باتت تعاني من حالة من الجمود، لكنه يؤكد، بنوع من الثقة، أن «أي تجاهل للقضية الفلسطينية، أو استخدام تلك الاتفاقات كغطاء لتصفية حقوق الفلسطينيين، سيواجه بحائط صلب من الدعم الشعبي العربي والإسلامي للقضية، مما سيعيد إنتاج معادلة السلام الكاذب مع الأنظمة والعداء مع الشعوب».

موقع «مسار» أوجز القصة في «مربط الفرس» التالي: «لو فازت كامالا لما استحقت احتفالاً من جانبنا، وبعد فوز ترامب، فلا لزوم للذعر من فوزه» والسبب أن «أصل الحكاية ليست في البيت الأبيض بل الحكاية هنا… عندنا أهل الشرق الأوسط، حيث الحروب التي لا تتوقف والقضايا التي لا تحل وكله من صنع أيدينا