توكل كرمان
بقلم/ الجزيرة نت
نشر منذ: أسبوعين و يوم واحد و 6 ساعات
الجمعة 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2024 08:14 م

ناشطة حقوقية وصحفية يمنية حاصلة على جائزة نوبل للسلام، عرفت في ساحات الثورة اليمنية والربيع العربي، كما عُرفت بمناهضة انتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالي والإداري في اليمن ومطالبتها الصارمة بالإصلاحات السياسية، وكانت من أوائل الذين طالبوا بإسقاط نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

المولد والنشأة

ولدت توكل عبد السلام كرمان يوم 7 فبراير/شباط 1979 في محافظة تعز، لأسرة ريفية من منطقة مخلاف شرعب. وهي ابنة السياسي والقانوني عبد السلام خالد كرمان، وأم لثلاثة أولاد.

انتقلت أسرتها مبكرا إلى العاصمة صنعاء تبعا لعمل والدها، حيث درست هناك، وحصلت على البكالوريوس في التجارة عام 1999 من جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء، كما حصلت على الماجستير في العلوم السياسية، ونالت دبلوم تربية من جامعة صنعاء، ودبلوم صحافة استقصائية من الولايات المتحدة.

الوظائف والمسؤوليات

تعد كرمان قيادية بارزة في الثورة الشبابية الشعبية، وعضوا فاعلا في كثير من النقابات والمنظمات الحقوقية والصحفية داخل اليمن وخارجه، وهي عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح وعضو ائتلاف الثورة اليمنية، ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، وهي إحدى أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في اليمن.

المسار

كانت كرمان في طليعة الثوار الذين طالبوا بإسقاط نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وقادت الكثير من الاعتصامات والمظاهرات السلمية في "ساحة الحرية" (كما أطلقت عليها مع مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان في اليمن، وذلك قبل بداية مظاهرات العالم العربي).

 

أضحت الساحة المذكورة بعد ذلك مكانا يجتمع فيه العديد من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والسياسيين وكثير ممن لديهم مطالب وقضايا حقوقية، أسبوعيا.

عرفت توكل بشجاعتها وجرأتها ومطالبتها الصارمة بالإصلاحات السياسية في البلد، وكذلك بعملية الإصلاح والتجديد الديني، وقادت أكثر من ثمانين اعتصاما في 2009 و2010، كما قادت خمسة اعتصامات عام 2008، و26 اعتصاما عام 2007.

كتبت مقالات صحفية كثيرة في الصحف اليمنية والعربية والدولية، وكان أبرز ما كتبته في عامي 2006 و2007 الدعوة المبكرة لإسقاط نظام صالح، ودعوتها لخروجه من السلطة. كما شاركت في الكثير من المؤتمرات المهمة خارج اليمن بشأن حوار الأديان، والإصلاحات السياسية في العالم العربي، وحرية التعبير، ومكافحة الفساد.

اعتقلت كرمان يوم 23 يناير/كانون الثاني 2011 بتهمة إقامة تجمعات ومسيرات غير مرخصة، والتحريض على ارتكاب أعمال فوضى وشغب وتقويض السلم الاجتماعي العام، ثم أفرج عنها بعد يوم واحد، إذ أثار القبض عليها موجة احتجاجات جديدة في العاصمة صنعاء.

وفيما اتهمها الحزب الحاكم ومن يدور حوله بالعمالة للولايات المتحدة الأميركية، وصفها المتظاهرون المطالبون بالتغيير ببلقيس الثانية. تطرقت من خلال عملها الإعلامي -مقالات وأفلاما وثائقية- لظواهر عديدة تؤرق شرائح واسعة من اليمنيين، كالانتحار والمشاركة السياسية للمرأة، وزواج القاصرات وتهريب الأطفال، وانتهاك حقوق الإنسان.

 

بعد هيمنة جماعة الحوثي ومليشياتها على صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، وجهت توكل انتقادات قوية للرئيس عبد ربه منصور هادي وأكدت أن سلطته لا تتجاوز أسوار دار الرئاسة.

كما واجهت بقوة الحوثيين الذين هاجموا بيتها، ووصفت ما قاموا به في صنعاء (من وضع الرئيس والحكومة تحت الإقامة الجبرية وغير ذلك) بالانقلاب على السلطة الشرعية وعلى اتفاق السلم والشراكة، وقالت إنه "أكبر مهزلة" فى تاريخ اليمن.

أيدت الحملة العسكرية "عاصفة الحزم" التي شنها في مارس/آذار 2015 عدد من الدول العربية بقيادة السعودية ضد الحوثيين لصالح الشرعية، واعتبرت الحملة وسيلة لمنع الحوثيين من فرض منطقهم وسلطانهم على اليمنيين بدعم من الرئيس المطاح به علي عبد الله صالح ومن إيران.

الجوائز والأوسمة

في أكتوبر/تشرين الثاني 2011، وتتويجا لجهدها النضالي، أعلنت الأكاديمية السويدية فوز كل من الناشطة توكل كرمان ورئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف ومواطنتها الناشطة ليما غبوي بجائزة نوبل للسلام مشاركة.

وذكرت لجنة نوبل في بيانها أنها اختارت النساء الثلاث "تقديرا لنضالهن السلمي من أجل سلامة النساء وحقوقهنّ، ولمشاركتهنّ في جهود بناء السلام وتحقيقه". أعطاها قراء مجلة التايم الأميركية المرتبة 11 ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2011

نالت كرمان كذلك جائزة الشجاعة من السفارة الأميركية، فيما اختارتها منظمة مراسلون بلا حدود ضمن سبع نساء أحدثن تغييرا في العالم. وكرمتها وزارة الثقافة اليمنية، ومؤسسات ومنظمات مدنية محلية ودولية.

المصدر : الجزيرة