حقيقة الصراع اليمني-الأمريكي في غزة والبحر الأحمر : الأسباب والأهداف والنتائج
بقلم/ أ د منصور عزيز الزنداني
نشر منذ: 8 أشهر و 23 يوماً
السبت 02 مارس - آذار 2024 06:01 م
 

المقال خاص بمارب برس

 

تحركت بعض الدول الإفريقية والبرلمان الافريقي لدعم غزة ، وتحركت بعض دول من أمريكا اللاتينية لدعم غزة أيضا ، وكان لهم شرف المبادرة والسبق العالمي في تعزيز مفاهيم العمل بالقانون الدولي واحترام قواعده قولاً وفعلاً ؛ وبهدف حماية السلم والأمن الدوليين .

أما الدول العربية وحتى اليوم لازال بعضها يمر في حالة صدمة ( 7 ) أكتوبر 2023م الغزاوية ، فهي حتى الآن لم تستوعب ولم ولن تفهم ما يجري حولها.!

وللأسف أصابتها " صدمة غزة " في ذاكرتها ، حتى أنها لم تعد تعرف ما هي غزة وأين موقعها الجغرافي ؟! وما أهميتها للأمن القومي العربي؟! وعندما تدرك بعد حين أن غزة جزء من فلسطين ، ستكرر دول عربية نفس السؤال السابق : 

ــ هل فلسطين حقا عربية وهل هي فعلا جزء من الوطن العربي الكبير ؟ !!

حقيقة نحن أمام حالة مستعصية لفهم سلوك ومواقف البعض من الدول العربية لما يجري على أرض الواقع العربي ، خاصة وأن مسألة تحرير فلسطين ودعم المقاومة الفلسطينية قد اُستبعدت أصلا من برامج حكوماتها ، سواء أكانت تلك البرامج دينية أو سياسية واقتصادية أو عسكرية ، أو حتى ما جرى من تجريف في المناهج التعليمية والثقافية ، ليحل محل القضية الفلسطينية لدى الكثير منها مسألة التطبيع السياسي والاقتصادي والتعاون الأمني والعسكري مع الكيان الصهيوني ودعمه في مواجهة المقاومة الفلسطينية باعتبارها ارهابا يهدد السلام والتطبيع .

 وهذا هو ما عملت عليه السياسة الامريكية وحلفائها خلال العقود الماضية ، وهو الأمر الذي قام به ايضا العدو الصهيوني بهدف تحقيق غاياته ، خاصة وأن بعض الدول العربية قد تشاركت وتحالفت معه في استراتيجيته بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية ، ومن ثم احتلال ما تبقى من الأرض الفلسطينية .

 الا أننا نذكر الحكومات العربية المطبعة وغير المطبعة مع العدو الصهيوني أن هناك ما يقرب من 138 دولة بحسب المصادر الرسمية الفلسطينية من أعضاء الأمم المتحدة تعترف بفلسطين كدولة عربية مستقلة ذات سيادة ، كما أن فلسطين تمارس علاقاتها الدولية بطريقة طبيعية فهي عضو كامل العضوية والسيادة في الجامعة العربية ، ولها نفس حقوق أية دولة عربية أخرى ، وهي أيضا عضو كامل العضوية والسيادة في منظمة التعاون الاسلامي ، وهي دولة عربية وعضو مراقب في الأمم المتحدة . 

ورغم هذه الحقائق الا أن بعض الحكومات العربية لازالت غير متأكدة ما اذا كانت غزة هي جزء من فلسطين !! أم انها جزء من إفريقيا !! أو ربما جزء من امريكا اللاتينية!! أو أنها جزء من ( القارة المظلمة ) !!! . 

 

وعي الشعوب بالقضية الفلسطينية 

 

غير أننا نعلم يقينا والعالم كله يعلم ان غزة هي جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين العربية وشعبها هو جزء من الأمة العربية والإسلامية ، وان لم تقف الدول العربية اليوم وبحزم إلى جوار غزة في معركتها المصيرية ، فعليها أن تفتح المجال امام شعوبها وسترى تلك الحكومات أن الشعوب العربية الحرة ستتقاطر بالملايين إلى غزة والى كل فلسطين لتحريرها من الكيان الصهيوني المحتل ، وذلك لأن الشعوب العربية تدرك ان القضية الفلسطينية هي قضية عادلة ، وان ما يجري في غزة الآن هو تفريط بفلسطين وتفريط بالأمن القومي العربي وكذلك تفريط بالأمن القُطري لكل دولة عربية .

 نقول وبكل وضوح إن مسألة نسيان عروبة القضية الفلسطينية في العقل العربي هي من مخططات الاستعمار الدولي القديم ، كما هي من مخططات الاستعمار الدولي الجديد ، الا أن المقاومة الفلسطينية وبدعم عربي واسلامي ودولي قد أفشلت تلك المخططات الخبيثة وها هي الشعوب الحرة في كل القارات وفي كل لغات العالم تردد بصوت واحد (فلسطين حرة - اوقفوا الحرب-اوقفوا الإبادة الجماعية) .

 

فشل الجامعة العربية عن القيام بواجبها 

 

ونؤكد هنا ايضا ان الجامعة العربية هي الأخرى لم تقوم بواجبها تجاه ما يجري في غزة ، ولم يكون لها موقف صلب في مواجهة الحرب الصهيو-صليبية عليها غير بعض البيانات والتصريحات التي لا تقدم ولا تؤخر من قبل مسؤوليها . ولذلك نؤكد ونطلب من الجامعة العربية ، ونقول : خير لها أن تجمد نفسها وتغلق أبوابها ، حيث لا فائدة ببقائها ، وهي في عجزها وصمتها ودورانها حول نفسها لم تعد قادرة على تمثيل تطلعات الأمة العربية ، ولم يعد لها من مهام تذكر بعد أن تحولت إلى نادي سياسي ثقافي يشارك بطريقة غير مباشرة في خذلان شعب عربي يتعرض لجريمة الإبادة الجماعية كاملة الأركان ويتعرض للتهجير القسري من ارضه ظلما وعدوانا ليستكمل العدو الصهيوني بذلك استعماره لكل فلسطين .

 

مسؤولية الدول الإسلامية تجاه غزة 

 

الدول الإسلامية وأخص بالذكر هنا تلك الدول ذات التأثير الدولي والإقليمي ، ونؤكد لها إن لم يكون لها موقف يرتقي إلى مستوى التحدي الوجودي الذي تواجهه غزة والشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني والتحالف الغربي ، فلا حاجة لها أيضا في المستقبل العربي والاسلامي ، لأنها لم تقم بدورها المأمول عندما يكون الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية يتطلعون إليها لنصرة إخوانهم في غزة وهي لم تعمل شيء يذكر .

للأسف أن بعض الدول العربية والإسلامية تحولوا إلى أعداء للمقاومة الفلسطينية ، وهم لا يخفون ذلك حيث يُوصمون أعمال المقاومة بالإرهاب كي يبررون العدوان الامريكي وعدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الذي لازال يقاوم الاستعمار والاحتلال لأرضه لأكثر من مائة عام ، وقدم أكثر من مليون شهيد بهدف تحرير أرضه من المحتل البريطاني سابقا ومن الصهيونية العالمية وحلفائها لاحقا ، وللأسف ان الكثير من حكوماتنا العربية لم يعد من اهتمامها ولا من اولوياتها تحرير الأقصى وتحرير ارض فلسطين ، علما أن سقوط غزة هو بداية لسقوط الضفة وسقوط الضفة يعني تحرك الصهيونية العالمية مع حلفائها نحو تدمير الأقصى ثم سقوط فلسطين كلها تحت الاحتلال الصهيوني ، ثم بعد ذلك سيأتي الدور على بقية الدول العربية التي ستسقط الواحدة تلو الأخرى بيد الصهيونية العالمية حتى يتحقق هدفها المزعوم بأن دولتها تمتد من النيل الى الفرات ، وذلك هو هدف الحرب الصهيو-صليبية التي تواجهها غزة اليوم التي تُركت لوحدها تغرق في دماء ابنائها تدافع عن الكرامة العربية وحرية وسيادة الدول العربية .

وبالمثل الدول الاسلامية ايضا تحولت إلى مدرج المشاهدين والبيانات الخجولة التي تصدرها من وقت الى آخر هي وسيلتها الوحيدة تجاه ما يحصل من ابادة جماعية لشعب عربي مسلم ، لان فلسطين وشعبها واقصاها لم تعد في وجدانهم الا مجرد ذاكرة تاريخية مرت عليهم في لحظة من الزمن ، حيث اختفت القضية الفلسطينية من ذاكرتها الدينية ومن ملفاتها وخرائطها الجيو-سياسية ، وغدا ليس ببعيد ستختفي من ذاكرتها مكة والمدينة المنورة .

 منظمة التعاون الاسلامي إن لم تقف مع غزة اليوم هي الأخرى فلا حاجة لها ولموقفها بعد ذلك على الأقل في رأي الشعوب الإسلامية ، فوجودها اصبح كعدمه ، حيث مر على نشأتها نحو 54 عاما لم تقدم شيئاً جديا يذكر لا للحكومات الإسلامية ولا لشعوبها وظلت كل هذا الوقت مجرد ديكور دبلوماسي خافت لا ترى ولا تسمع .

 

• مواقف الدول الأسيوية الكبرى تجاه غزة 

الهند واليابان تخلوا عن مبادئهم برغم المصالح المتبادلة وتاريخ علاقاتهم الوثيقة مع العرب والمسلمين ، بحجة أن العرب قد سبقوهم في التخلي عن غزة وفلسطين ، وهي حجة ليس لها اساس في قواعد العلاقات الدولية لان القرار السياسي لكل دولة يصدر من قِبلها ليعبر عن موقفها وليس للتعبير عن مواقف الآخرين .

▪︎ الصين وروسيا رغم مصالحهما المشتركة الكبرى تجاه النظام الدولي المعاصر وعلاقاتهما الاستراتيجية مع الدول العربية والإسلامية في مواجهة الغطرسة الأمريكية والعالم الغربي وحالة الصراع في النظام الدولي المعاصر ، الا أنهما في حيرة واضحة ، خاصة أن بعض الدول العربية المؤثرة تتسابق مع بعضها البعض بتقديم النصح لنتن ياهو بأن يُكمل مهمته في تصفية المقاومة الفلسطينية من أجل استكمال مسار التطبيع والحفاظ عليه مع الكيان الصهيوني والذهاب معه إلى تحالفات استراتيجية اخرى في مواجهة شعوبهم الرافضة للسلام مع العدو المغتصب للأرض الفلسطينية وآخر ابتكاراتهم السياسية لتحقيق ما سبق هو ايجاد دولية فلسطينية بلا مقاومة خدمة للعدو الصهيوني ، ورغم ذلك فإن مثل هذه الأفكار لن تتحقق على أرض الواقع لان صراع العدو في فلسطين هو صراع عقائدي ووجودي لا تنازل عنه كما يؤكد ذلك وبإجماع كل السياسيين في تل ابيب حكومة وجيش وبرلمان وأحزاب .

 

أمريكا شريكة الصهاينة في الإجرام 

 

وفي الجانب الآخر تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الكيان الصهيوني ووضع قدراتها وامكاناتها المالية والعسكرية والتكنلوجية تحت تصرفه ليستكمل مهمة الابادة الجماعية لسكان غزة، وتشريد وتهجير من يتبقى منهم ، حيث وصل عدد القتلى والجرحى بحسب وثائق رسمية فلسطينية ودولية لأكثر من ( 100.000 ) ما بين قتيل وجريح ونحو 10.000 من المفقودين ، أما المهجرين من منازلهم قسرا فقد بلغوا أكثر من مليون مواطن فلسطيني حتى الآن .

 ومع ذلك تستمر أمريكا في المشاركة بجريمة ابادة الشعب الفلسطيني بشكل مباشر وغير مباشر ، وهي تقدم نفسها للعرب للعالم كأكبر حليف دولي للكيان الصهيوني على وجه الأرض ، لتؤكد أنهما كدولتين وجهان لعملة واحدة المصلحة هي نفس المصلحة والهدف هو نفس الهدف والاستراتيجية هي نفس الاستراتيجية في كل ما يخص توجههما تجاه فلسطين وتجاه الأمة العربية والإسلامية ، وبذلك فقد وضعت الولايات المتحدة نفسها كأكبر واقوى عدو للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ، وأقوالها تصدقها افعالها على ارض الواقع ، وهي لا تخفي شيءً من ذلك ، إنها دولة مارقة بامتياز لا قانون دولي يُحترم عندها ولا إجماع دولي له وزن أو تأثير في علاقاتها الدولية مع سائر الأمم ولا حقوق انسان أو حقوق المرأة أو حقوق الطفل كما تدعي دائما يردعها ، وكل ذلك ليس له اعتبار أمام مصالحها ومصالح كيانها الصهيوني في فلسطين .

إن هذا الاستنتاج واضح وجلي من خلال تأريخ العلاقات-العربية-الأمريكية والعلاقات الأمريكية-الإسلامية بل ومن خلال علاقاتها مع كل شعوب العالم فتاريخها حافل ومليء بالحروب ضد كل من يخالفها . وعلاقاتها الدولية يسودها دائما التوترات والازمات والحروب والقطيعة وغياب مستوى التعاون الدولي القانوني مع الآخرين ، وخير مثال على ذلك سعيها في تكوين حلف عسكري لعسكرة البحر الاحمر والعدوان على اليمن لأنه يمارس سيادته على مياهه الإقليمية ، ولأنها لم تجد من يؤيدها في عدوانها على اليمن سوى بريطانيا والبحرين وسيشل وكندا ، واستراليا التي شاركت معها بثلاثة ضباط لا غير .

وما اشبه ذلك بمشاركة الولايات المتحدة الفعلية والمباشرة في الحرب على غزة منذ السابع من اكتوبر 2023م ، وهذا دليل قطعي بأن أمريكا تذهب بعيدا في مسألة نمط علاقاتها السلبية مع الدول العربية وغير العربية ، فقد رأينا وتابعنا جميعا كيف استخدمت حق الفيتو لمنع اصدار قرارا يدعو الى وقف اطلاق النار أكثر من مرة ، وهي مع عدد قليل من جزر دول الموز التابعين لها وتحت قيادتها أمنيا واقتصاديا وسياسيا ومن يأتمرون بأمرها ايضا هم من صوتوا ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بل أن الولايات المتحدة قد ذهبت إلى أبعد من ذلك فكانت هي الدولة الوحيدة في العالم كله من سارع إلى إعلان الحرب على اليمن من طرف واحد لا لشيء هام في العلاقات اليمنية الأمريكية ، الا لأن اليمن تصرفت وفقا لقواعد القانون الدولي والقومي والاسلامي والانساني في مواجهة جرائم الابادة الممنهجة التي يمارسها العدو الصهيوني ضد ابناء غزة ، لتكون امريكا في ذلك الدولة الوحيدة التي اعلنت الحرب على اليمن من ضمن 193 دولة هم جميعا أعضاء الأمم المتحدة ، وبمبرر يضحك منه الاطفال قبل الكبار وهو المبرر الامريكي السخيف انها تحارب اليمن ( دفاع عن النفس ) ودفاعا عن امنها القومي في الحديدة وتعز واب وصعده وحجة وصنعاء وذمار . 

 

• البحث عن حليف في العدوان عن اليمن 

 

ولكي لا تظل أمريكا وحيدة أمام شعبها وأمام العالم في عدوانها غير القانوني وغير المبرر على اليمن ولضعف حجتها ، فقد عملت لأكثر من شهرين وهي تبحث عن حليف يُؤازرها في حربها فلم تجد سوى شقيقتها بريطانيا ، التي وافقت بمساندتها بعد تردد لتبييض مسألة العدوان الأمريكي على اليمن غير القانوني مما يجعل العدوان الأمريكي-البريطاني المشترك على اليمن شاهد آخر على العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني المشترك على غزة .

لقد شغلت امريكا وحلفائها من الدول الغربية العالم اجمع بمسألة حقوق الإنسان ذات المرجعية الأمريكية الفرنسية والغربية ، غير ان تلك الحقوق الإنسانية التي روجوا لها لمدة 76 عاما ، خاصة بعد ان اقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948م أصبحت في السياسة الدولية كذبة كبرى ، فهي حقوق لترويج ثقافة العالم الغربي ، اما في بقية العالم فمسألة حقوق الانسان ليست غاية حقيقية لهم بقدر ما هي وسيلة لتحقيق المصالح الأمريكية ومصالح حلفائها التقليديين ، ووسيلة لابتزاز حكومات دول العالم الثالث .

ان أمريكا تلجأ فقط للقوانين الدولية لتستخدمها لحماية المستعمر الصهيوني في فلسطين ، وبالمقابل هي تمنع الأمم المتحدة المستضيفة لها في أرضها من اتخاذ اي قرار دولي يُجرم الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة ، او مجرد اتخاذ قرار يدعو الى وقف اطلاق النار ووقف الحرب غير العادلة وغير القانونية عليها ، رغم ان مثل تلك القرارات لن تُطبق على ارض الواقع كما لم تُطبق العشرات من القرارات الصادرة من مجلس الأمن عبر تأريخ المنظمة الدولية ، لأنها قرارات تدين الكيان الصهيوني ولأن أمريكا هي من تحمي ذلك الكيان وتمده دائما بأدوات الجريمة التي يمارسها على الشعب الفلسطيني كما مارسها من قبل على دول عربية أخرى ايضا . 

وقد تأكد للعالم كله أن حقوق الانسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل ذات المرجعية الامريكية وحق تقرير المصير للشعوب المستعمرة هي حقوق مزيفة وجميعها سقطت في غزة ، حيث تابع العالم كله قتل وجرح أكثر من مائة ألف ما بين قتيل وجريح من المدنيين وجلهم من النساء والأطفال ، وجرائم ضد الانسانية وابادة جماعية لم يسبق لها مثيل . ولم نجد لأمريكا صوتا رسميا واحدا يدافع عن اطفال غزة او عن نسائها الذين مات البعض منهم بسبب نقص الدواء أو الجوع أو العطش أو بسبب البرد ، غير اننا سمعنا صوت السلاح الأمريكي واصوات بعض قواتها الخاصة ومرتزقتها في الميدان يقاتلون جنبا إلى جنب مع العدو الصهيوني ويدمرون غزة ويبيدون سكانها ويدافعون عن الجيش الصهيوني المنهار وعن نتن ياهو وحكومته العنصرية ، ووجدنا ايضا كيف ان الصوت الامريكي في مجلس الامن قد منع الدعوة العالمية الى ضرورة وقف اطلاق النار في غزة وكان صوت أمريكا الوحيد ضد تلك الدعوات الانسانية السلمية بأن لا لوقف الحرب .

واليوم على الولايات المتحدة ان تسمع اصوات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية واصوات الشعوب الحرة في العالم بما فيها صوت الشعب الأمريكي نفسه ، وهي اصوات نلخصها بشكل دقيق وواضح وعلى النحو الاتي :

1- لا للعدوان الامريكي البريطاني الهمجي على اليمن .

2- لا لعسكرة البحر الاحمر من قبل امريكا ومن تحالف معها .

3- لا للغطرسة الأمريكية في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب والخليج العربي ، ولا لتهديدها للملاحة البحرية عالميا ، ولا لدعوات ( القوات الدولية المشتركة ) التي اسستها امريكا ، للسفن التجارية العالمية بعدم الابحار عبر باب المندب والبحر الاحمر ودعوتها لها بأن عليها اخذ طريق آخر .  

4- لا للعدالة الصماء الأمريكية في علاقتها تجاه دول وشعوب المنطقة . 

5- لا لإقتصاد عالمي لا يرى الا المصالح الأمريكية .

6- لا للصداقة بين أمريكا والوطن العربي والعالم الاسلامي بتبعية مخزية ومذلة ، واخطرها ان لا سيادة ولا استقلال لدول المنطقة أمام المصالح الأمريكية. 

7- لا للانسان العالمي غير السوي في مطقتنا بمفهوم وإخراج أمريكي .

8- لا للفيتو الأمريكي ولمجلس أمن دولي لا يرى الا مصالح امريكا ، ونعم لنظام دولي عالمي متعدد الأقطاب . 

9- لا للعدالة العمياء الأمريكية في سياستها الخارجية تجاه دول وشعوب الوطن العربي والعالم الإسلامي ، وهي السياسة التي لا تراها الا بعيون الكيان الصهيوني .

10- لا لحرية الفرد وحرية الجماعة بمرجعية امبريالية أمريكية كاذبة مدمرة للدين والقيم والثقافة والاعراف الوطنية .

11- لا للديمقراطية الغربية الأمريكية التي لا ترى ولا تسمع ولا تتفهم حقوق شعوب أمتنا العربية والإسلامية .

12- لا لمفهوم المساواة بين الأمم برؤية غربية امبريالية تسود فيها الدول الكبرى ، وتُذل بها الدول الصغرى .

13- لا لسلام دولي وامن جماعي دولي يحمي فقط امن الدول الكبرى وينتصر لها ، ولا يستطيع حماية اطفال غزة ونسائها من الابادة الجماعية ،

ونعم لأمن دولي برعاية اقليمية ودولية أممية يتشارك فيه كافة دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة وبرؤية عالمية عادلة وليس برؤية القوي العالمي الامريكي والصهيونية العالمية وحلفائهما . 

14- لا لتعاون دولي يتم تحديد مفهومه وادواته بما يتناسب مع مصالح بعض الأمم ويتجاهل مصالح أمم أخرى .

15- لا للصهيونية العالمية الأمريكية البريطانية ، وتبا لكيان صـ هيـ وني مغتصب لدولة فلسطين العربية ، ونعم لدعم قوي للمقاومة الفلسطينية للدفاع عن شعبها وتحرير ارضها من المغتصب الغازي المحتل ، وكما تؤكد ذلك قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة .

16- لا للحروب الأمريكية الإرهابية وتدخلاتها في شؤن الوطن العربي والعالم الإسلامي ، تحت عذر الدفاع عن النفس في : العراق والسودان وليبيا وافغانستان وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين ، والأردن ، ومصر ، وباكستان ،وتركيا ، وايران ، والجزائر ، والصومال وغيرها . 

17- لا للعدوان الأمريكي على غزة وسكانها .

18- لا لنهب ثروات شعوب المنطقة من قبل امريكا .

19- لا للقواعد العسكرية الامريكية ونشر السلاح النووي الامريكي في الوطن العربي والعالم الإسلامي في بحارهم وبرهم .

20- لا للقرصنة الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب والخليج العربي .

21- لا للإنقلابات العسكرية التي تقوم بها امريكا في دول المنطقة .

 

• رسالة يمنية للتحالف الأمريكي البريطاني 

 

وأخيرا هذه رسالة من اليمن إلى التحالف الأمريكي البريطاني والكيان الصهيوني ، اعلموا اننا في اليمن غزة وكل فلسطين وفلسطين وغزة هي اليمن ، هذا هو موقف الشعب اليمني ليس مع فلسطين وحسب ، بل ونفس الموقف سيكون مع كل دولة عربية أو إسلامية اذا ما تعرض اي منها لأي عدوان منكم أو من غيركم لن يتغير . 

اليمن سيظل كما كان في الماضي العمق الإستراتيجي لأمته العربية والإسلامية لا تعنينا معاهدة سايس-بيكو 1917م التي من خلالها استطعتم تمزيق الأمة العربية والإسلامية إلى سبع وخمسين دولة ، ولا يهمنا ايضا تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسته السرية عام 1983م والتي صوت فيها بالإجماع على خارطة المستشرق برناند لويس اليهودي الأمريكي بإعادة تقسيم الدول العربية والدول الإسلامية إلى أكثر من مائة دولة كل ذلك بهدف اضعاف الأمة العربية والأمة الإسلامية وتشرذمها واشعال الفتن والحروب بينها ليستقر لكم الأمر .

اليمن دولة عربية إسلامية مسالمة لم يسجل التأريخ أنها اعتدت على اي طرف دولي ولكنها بالمقابل تدفع عن نفسها وعن اشقائها الحرب بالحرب وستظل على نفس المنهج ولن نضل الطريق أبدا.

نعم اليمن مع غزة ونرفع الراية الفلسطينية عاليا حتى تتحرر وتنتصر فلسطين كل فلسطين ، والبحر الأحمر بحر عربي ومضيق باب المندب مياه اقليمية يمنية وكذلك خليج عدن وما بين سقطرى اليمنية والبر اليمني في بحر العرب كلها بدون استثناء مياه اقليمية يمنية ووفقا للقانون الدولي من حق اليمن منع اي سفينة تجارية تابعة للعدو ومشتبه بها الابحار من مياهها الإقليمية ، حتى وان كانت لطرف ثالث محايد ، ومن باب أولى من حق اليمن منع السفن الحربية للعدو من الملاحة عبر المياه الإقليمية اليمنية ، وامريكا إنما أقبلت للبحر الأحمر ليس لأنها جاهلة في القانون الدولي وإنما من أجل حماية العدو الصهيوني .

 

• أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة صنعاء ـ عضو مجلس النواب .

نائب رئيس البرلمان العربي سابقا .

مشاهدة المزيد