سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات
يأتي احتفال اليمنيين اليوم بذكرى الثورتين الخالدتين (26 سبتمبر و 14 أكتوبر) كحلقة مستمرة في مسلسل النضال الطلابي، مستندين إلى تأريخ الأمة اليمنية الناصع بنضالات الأجداد أمثال الزبيري الذي أسس أول تكتل طلابي في العام 1941م في مصر العروبة هو ورفاقه، وفيصل عبداللطيف في جنوب اليمن، ليبدأوا مداواة جراح الجسد اليمني المثقل بالالام، فتمارس دور الحركة الطلابية دورها الفاعل في صناعة وعي مجتمعي وثوري.
لقد كانت الحركة الطلابية بمجموعها عناصر وقود ثورة الـ 26 من سبتمبر، وأهم عوامل انبلاجها كما دلت تلك المظاهرة الطلابية الكبرى في منتصف العام الـ 62 كعلامة على اقتراب الثورة. حيث انتهت إلى ثورة تحولية أخرجت الشعب من قيوده إلى رحاب وجوده تحت أسطح الأضواء، وكانت مظاهرة أفواج الطلاب التي سبقت الثورة بشهر أصدق الإرهاصات، لأنها قادت أفواج الجماهير فامتدت من كونها طلابية طلابية إلى شعبية. وإذا كان الطلبة هم ثوار الثورة الأم، فإنهم اليوم حراس الثورة وضمان عدم تغييبها من الذاكرة المجتمعية.
كما يأتي الاحتفال بذكرى الثورتين تأكيداً على واحدية الثورة ووحدة المصير. فمنذ مطلع الخمسينات ابتدأت مسيرة الشعب الواحد تناضل ضد الاستبداد في الشمال، والاستعمار في الجنوب، لكي تحقق الدولة الواحدة، وتُوِّج كل هذا النضال بعد ذلك بانفجار ثورة الـ 26 من سبتمبر في العام 1962، وثورة الـ 14 من أكتوبر في العام 1963 ، فكانت الثورتان من صنع الشعب الواحد.
فبعد فِرار الإمام من صنعاء عام 62 تداعت الجماهير إلى ترسيخ العهد الجمهوري، فأقبلت الجموع من عدن وتعز ويافع والبيضاء ولحج وخولان ، ومن دَثِينَة ، وإب والحديدة دون أن تحسّ من اين جاءت وإنما تعرف الى أين جاءت، فكوّنت هذه الجماهيرُ جيشَ الثورةِ الذي قاتل فلول الإمامة في شمال الشمال، وأشعل فتيل الثورة في جنوب الوطن.
تعتبر ثورة 26 من سبتمبر و 14 من أكتوبر محطتي تحول جوهري في تاريخ الشعب اليمني ، حيث عبرتا عن الإرادة الواعية للشعب ورفضه للمشاريع السلالية التي احتكرت المال والسلطة في فئة معينة - مدعيةً حقها الإلهي في امتلاك رقاب اليمنيين – ورفضَ الشعب لمشاريع الاستعمار، وانتصرت الثورتين لمبادئ وقيم الحرية والعدالة والمساواة، وعززتا السيادة والاستقلال الوطني، ونقلتا الشعب من كهوف الولاية والولاءات الضيقة في شمال الوطن، وحكم المفوض السامي في جنوب الوطن، إلى رحاب المشروع الوطني الجامع الذي لا إرادة فيه إلا إرادة الشعب، ولا سلطة إلا لسلطة القانون والدستور.. وبقدر عظمة هذين المنجزين كان حجم المؤامرات الهادفة الى وئدهما، لكنها فشلت واستمر النضال، الى أن تمّ دحر فلول الإمامة، وإجلاء اخر جندي بريطاني.
وبعد أن أدرك المتأمرون أنّ سبتمبرَ حقيقةُ الحقائق، لَبِسوا لَبُوسها من أجل تقويضها من الداخل ، وافراغها من جوهرها، من خلال النفخ في الولاءات العشائرية والجهوية وإفسادِ الحياة السياسية، والوقيعةِ بين رفاق السلاح والنضال الجمهوري، والتسللِ الى مفاصل الدولة ونخرِ جسدها محاولين إعادة انتاج الإمامة بثوب جمهوري، وإعادة إنتاج الإحتلال بثوب تحرري. وأصبح زمن ما بعد الثورتين زمناً مختطفاً مخطوفاً! مختطفا بمعنى أن تلك السنوات ذهبت لمن لا يستحق! ومخطوفا! بمعنى أنها مخطوفةٌ عن وعيها, وإرادتها, فهي موجودة وغير موجودة! تائهة لا تعرف ماذا تريد! أو إلى أين هي ذاهبة!
وما حدث قبل أعوام في صنعاء، وقبل أشهر في عدن، من انقلابٍ على النظام الجمهوري والمشروعية الدستورية والسيطرة على مؤسسات الدولة ونهب الخزينة العامة ، وإلغاء الحياة السياسية .. إلاّ نتاجاً لهذه التراكمات.
ويتجلى سؤال: ما الذي بقي من ثورتي سبتمبر وأكتوبر؟
يبقى أنهما كانتا وستبقيا البوابة التي عَبَرَ منها اليمنيون إلى العصر الحديث, ويبقى أنهما الحدث الأهم خلال ألف سنةٍ مضت على الأقل, فبعدَهما تغيّرت اليمن, وتكسّرت الأغلالُ أو معظمُها!
لن يطول زمن مصادرة الدولة اليمنية، فعصا الجهلِ التي اتكاؤوا عليها طويلاً قد كُسِرت منذ زمن .. ومجتمع المعرفة الذي نعيشه اليوم هو صمام الأمان وجسر العبور إلى المستقبل، هو أحد ثمار الثورتين، وأبرز إنجازٍ لهما في القضاء على الجهل. فالرهان كل الرهان اليوم على حملةِ العلم والمعرفة، الّذين يُعوّل عليهم إعادة إعمار ما دمرته الحرب، والنهوض باليمن الاتحادي الذي يحلم به اليمنيون، يمن المحبة والتعايش والسلام.
وفي هذه المناسبة..
نرسل تحيةَ إجلال وإكبار لأولئك الأبطال الشامخين شموخ جبال ردفان وعيبان ، والثابتين ثبوت جبال نقم وشمسان ، وصبر والتعكر، أفراد وضباط الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الذين يبذلون أرواحهم دفاعاً عن النظام الجمهوري ومكتسباته، مؤكدين ومجددين وقوفنا خَلف المشروعية الدستورية، واستعدادنا – كمجتمع معرفي - لطرح المشاكل والمعوقات الوطنية على طاولة ال
بحث العلمي، وايجاد الحلول العلمية لها، مستلهمين التجارب الناجحة من أجل رسم الخطط والرؤى الملائمة.
ومن هنا ..
نحذر من خطورة انشغال الأطراف التي اصطفّت حول المشروعية الدستورية بصراعاتٍ جانبية ، أَلقَت بظلالها على أداء الحكومة اليمنية، وأدت إلى غيابِ الناظم لإيقاع العمل المشترك بينها.
أخيراً:
نجدد في هذه المناسبة أننا سنمضي بعزمٍ وإباء نحو الانتصار في معركة العلم ضد الجهل ، لإعلاء قيم الجمهورية، قيم العدالة والمساواة والمواطنة والمعرفة والتنوير، حتى تحقيق الحلم اليماني بيمن إتحادي مستقر، وحياة كريمة لكل اليمنيين .
المجد والخلود لشهداء ثورة سبتمبر المجيدة .. وشهداء ثورة أكتوبر الظافرة .. الحرية لأسرانا ومختطفينا .. السلام على أرواح شهداءنا في كل مراحل ومحطات النضال والعطاء، وفي ميادين الشرف والبطولة مع أعداء الكرامة والحرية والجمهورية والديمقراطية والمعرفة والانسانية