الحمدي ... يسوع الذات اليمنية
بقلم/ علي محمود يامن
نشر منذ: 5 سنوات و 5 أشهر و 15 يوماً
الجمعة 12 أكتوبر-تشرين الأول 2018 08:10 م
 

الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الراحل / ابراهيم الحمدي جديرة بالوقوف على هذه التجربة التي تحظى بشبه اجماع شعبي و يستلهم منها اليمنيون الكثير من الامل في امكانية استنهاض واقعهم المرير واستعادة دورهم الريادي . 

* استفاد الحمدي من المداميك الجمهورية الصبلة التي شيدها ابطال سبتمر المجيد وورث ارضية مناسبة من التجربة الجمهورية الوليدة لبناء الدولة وهي الميزة التي حرم منها النظام الجمهوري ذاته الذي حاول التاسيس من الصفر الان النظام الامامي لم يورث حتى واحد بالمئة من شبه دولة ذلك انه قائم على نظرية سياسبة مناقضة لفكرة الاستقرار ومتصادمة مع فلسفة قيام الدولة واستقرار النظام السياسي على العكس من الجمهوريات الوليدة في الوطن العربي التي ورثة مؤسسات دولة وتراكم فلسفي ومعرفي وقانوني لاسس بناء الدول .

* مارس الرجل قدر كبير من العمل السياسي والمناورة وبذل الجهد البشري في الوصول الى السلطة مستفيدا من الكثير من العوامل التي ساعدته واعطته اسبقية على الكثير من اقرانه الذين عملوا بنفس الوتيرة والطموح ولعل اهم تلك العوامل هي الكاريزماء القوية التي يتمتع بها الرجل

وقدرته الخطابية القوية على حشد الراي العام بالاضافة الى نفسيته الراقية التي استعصت على ملذات الفساد والاستأثار بالمال العام ناهيك عن حالة الاقتراب من المزاج الشعبي المتطلع الى مفردات المساواة والحرية وتفعيل القانون واستنهاض عوامل النهوض الحضاري

* حقق قدر لاباس به من التنمية مستفيدا من رغبته الذاتية في تحقيق ذلك وموظفا الطفرة المالية للاقتصاد اليمني بفعل وفرة عائدات المغتربين والنشاط الاقتصادي القوي في دول الجوار وجودة اداء واخلاص وكفاءت العامل اليمني في مواطن الاغتراب على مستوى العالم .

* قدم تجربة فريدة في التعاون المجتمعي والمشاركة الجماهيرية في عملية التنمية من خلال مسيرة هيئات التعاون الأهلي للتطوير التي أحدثت نقلة نوعية في التنمية والتعليم والصحة

* حظي بمساندة الكثير من الشخصيات اليمنية التي تعلي من المصلحة الوطنية العليا حتى ان الرئيس الارياني رحمه الله اوصى كل من كان يحسب عليه بالتعاون مع الرئيس الحمدي رغما على انه اتى من خلال انقلاب ابيض على القاضي الارياني نفسه .

* حاول ايجاد قدر من الاستقلال للقرار الوطني وتحجيم مراكز النفوذ القبلية وتوطيد علاقته بالرئيس سالم ربيع علي رحمه الله على طريق المشروع السلمي المتكامل لتحقيق الوحدة اليمنية .

* عزز من علاقته بالمملكة العربية السعودية الشقيقة التي قام باول زيارة خارجية لها وحظي بدعم واعجاب الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله والذي قدم للحمدي دعم كبير في مواجهة ما كان يسمى المد الشيوعي حين ذاك .

* مما اعاق نجاح واستمرار تجربة الحمدي الفريدة ان الحامل السياسي الشريك له في السلطة المتمثل بالحركة الناصرية والذي كان في حينه اقوى الحركات السياسية المنظمة والمتوغلة في كل مفاصل السلطة والجيش والاجهزة الصلبة لم تكن تملك من الادوات والبرامج والطمواحات وبرامج الحماية الامنية والذاتية ما يتواكب وما يحمله الرجل او ما قدمه للدولة والمجتمع من انجازات بالاضافة الى الاختراقات القوية للتيار الامامي المتربص بالدولة والجمهورية والتي حدثت بشكل قوي في فترة الرئيس الحمدي رحمة الله تغشاه.

* وختاما تبقى تجربة الحمدي رحمه الله جديرة بالاهتمام والتطوير والبنا عليها باعتباره يسوع الذات اليمنية في سبعينيات القرن الماضي .

حفظ الله اليمن من كل سواء ومكروه،،،