آخر الاخبار

تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني الأطباء يكشفون عن علامة خطيرة وواضحة تشير لسرطان القولون! الأمم المتحدة تفجر خبرا مقلقا : غزة تحتاج 16 سنة لإعادة بناء منزلها المهدمة شركة يسرائيل تفقد ثقة اليهود: رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب تبكي المسافرين وتثير هلعهم عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية

اليمنيون بين وهم الطائرات والقطارات
بقلم/ مصطفى أحمد النعمان
نشر منذ: 7 سنوات و شهر و 27 يوماً
الأحد 05 مارس - آذار 2017 09:05 ص

من اليقين أن آخر أماني اليمنيين اليوم هي كذبة إنتاج طائرة بدون طيار أو خديعة إنشاء محطة قطارات، فهذا ترف لا يعبر عن حقيقة الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعانون منها، ولكن الأمر يضيف مؤشرا جديدا على الخفة التي يتعامل بها المسؤولون مع القضايا الوطنية وكيفية تحويل الأنظار عن القضايا الكبرى واستبدالها بما لا يفيد الناس ولا يعنيهم وهم الذين يعيشون أوضاعا أمنية واقتصادية ومعيشية غاية في السوء.

التقارير شبه اليومية التي توردها وكالات الأنباء عن تزايد معدلات الفقر والمجاعة لم تعد تثير حزنا وغضبا عند السلطات القائمة، بل كأن حالة من التبلد أصابتها أو ربما حالة من اللامبالاة، وصار التنافس بين السلطات منحصرا في المزيد من الجباية غير الشرعية التي لا يعلم أحد مصيرها النهائي في ظل غياب الأجهزة الرقابية، وكنت قد سمعت قصصا من رجال أعمال يواصلون جهودهم لتوفير المواد الغذائية والأدوية إلى داخل الأسواق رغم المعاناة والمتاعب والابتزاز، ولكنهم يشكون من عدم إمكانية استمرار هذا الحال لأن الكلفة غير الشرعية المضافة إلى الأسعار الحقيقية لا تسمح لهم بالبيع، ما سيعرضهم إلى خسائر فادحة، وسيؤدي هذا إلى مضاعفة متاعب المواطنين.

القضايا الحقيقية التي يجب السعي لحلها مثل توفير الغذاء والدواء وتأمين المطارات والموانئ كلها مسؤولية أخلاقية ووطنية على السلطات القائمة، ومن الواجب الحرص على تحييدها من الصراع لأن الثمن الباهظ يتجرعه منفردا المواطن البسيط ولا يتحمله المسؤولون؛ لأنهم قادرون علـى تأمين تنقلاتهم بسهولة ويسر دون الحاجة إلى المرور بمتاعب الانتقال من مدن بعيدة وعبر طرقات وعرة ونقاط تفتيش غير قانونية متناثرة على امتدادها، وهو أمر لابد سيثير غضب الناس وحنقهم وعدم اقتناعهم بكل ممثلي هذه السلطات.

إن الممارسات غير الأخلاقية والتي لا تقيم وزنا لمشاعر الناس تعزز من ابتعادهم عن اللجوء إلى مؤسسات رسمية مهما كان ضعفها، وهذا بطبيعة الحال سيخلق كيانات موازية أكثر قدرة على التعامل مع احتياجات الناس اليومية ورغبتهم الارتباط بأي شكل من أشكال الدولة أيا كانت الصيغة المعروضة، ويمكن النظر إلـى ما جرى في سورية حتى وقت قريب حين تخلت الدولة عن التزاماتها تجاه مواطنيها ولم تعد تلبي متطلباتهم ثم تركتهم وحيدين في مواجهات غير متوازنة مع الجماعات المتطرفة التي أحكمت قبضتها وبدأت في فرض قوانينها العبثية، ولكن الناس يصبحون غير قادرين على المقاومة لأنهم مقتنعون بعجز الدولة وغيابها وعدم اكتراثها بما يحصل لهم.

الصراع الحالي بين السلطات القائمة يسبب الكثير من المتاعب للناس الذين تفاقمت أزماتهم بعد نقل البنك المركزي دون الاستعدادين الفني والمالي الكافيين للتعامل مع الأوضاع الجديدة ورفع عن كاهل سلطة الانقلاب في صنعاء كامل المسؤولية ولكنه في نفس الوقت لم يؤد الغرض المفترض، فتوقف تسليم المرتبات منذ 6 أشهر وهو أمر يساهم في تقويض ارتباط الناس المعنوي بالدولة التي تعجز عن توفير المرتبات أيا كانت المبررات، كما أن إطلاق بالونات التفاؤل بقرب الحصول على مبالغ ضخمة لدعم البنك المركزي تصبح إضافة إلى رصيد الخفة السياسية التي تتم بها مواجهة الأزمات.

لقد أدمن اليمنيون الاستماع إلى متوالية من المشاريع بدأت بالحديث عن استخدام الطاقة النووية مرورا بخطوط السكك الحديدية ولن تكون الطائرة بدون طيار والصواريخ بعيدة المدى آخرها لأن الأمر مرتبط بمنظومة سياسية وإعلامية أدمنت تزييف الوعي وكتابة الوثائق بالدم، وترى أنها الأنجع للتهرب عن الواجبات الأساسية لأي سلطة وإلهاء الناس في دوامة السخرية من تصرفاتها وإعلاناتها.