كل حاكم يقوم حكمه على شرعية تحقق له الرضا والقبول بحكمه وتمنحه الاستمرار في الحكم ، ومن أهم الشرعيات تلك ان تكون الامة مصدر الشرعية وانها صاحبة الاختيار للحاكم ...

لاحظوا جيدا :

1- كل الحكام العرب لم يصلوا الى الحكم برضا الامة واختيار الشعوب.

2- كما ان الله في السماء لم ينزلهم الينا حكاما مثل الانبياء والرسل لنقبل بقضاء الله وقدره علينا فيكونوا من اختيار السماء ...

3- كما ان معظمهم لا يمتلك مقومات الشخصية القيادية التاريخية الاستثنائية ذات الزعامة الكاريزمية ..

4- ولا أحد منهم يمتلك العصبية والقوة التي تحدث عنها بن خلدون فقهر الناس واستولى على سلطانهم ...

5- وليس أيا منهم وريثا لعرش تكرست أمجاده مئات السنين فألفه الناس وسلموا له بالحكم ...

النتيجة :

اذا كان وصول الحكام العرب الى السلطة ليس من اختيارات الارض بكافة الطرق ولا من اختيارات السماء ... ألم تسألوا انفسكم عمن عساه يكون وراء وصولهم الى السلطة ؟ ..

إنهم بالاختصار المفيد نتاج عمليات استخباراتية لدول اقليمية وعالمية تختار لنا حكاما ليحققوا مصالحها لا مصالحنا . وليس اكبر دليل على ذلك من الفشل السياسي المحيق لهؤلاء الحكام على امتداد سنينهم بالحكم وعلى مقدار الثروات التي بين ايديهم ...

ففي مدينة جدة على سبيل المثال عندما تنزل الامطار لا تجد مياه الامطار سبيلا غير الشوارع فتسحق كل من تجده بالرغم من فيض الاموال في الخزينة العامة ، وفي مصر أم الدنيا كذبا وزورا لايزال اكثر من عشرة مليون يسكنون المقابر والعشوائيات وبلا مأوى ... وقيسوا على ذلك بقية الدول ... باستثناء عراق صدام ... ولكونه اعاد العراق كما بدأها فلا يخرج عن هذه القاعدة ...

هل ؟ : علي صالح او زين العابدين بن علي او عمر البشير او حكام موريتانيا او سوريا او ليبيا او حكام الخليج عموما أتو الى الحكم عبر الطرق الشرعية المشار اليها أعلاه ، هل هم من الناحية الشخصية مؤهلين للقيادة والزعامة ؟ وهل هم افضل ما في مجتمعاتهم ؟ ...

ام ان مخرجا دراميا يقف خلف الركح قدم لنا اكثر الناس فشلا ليكونوا حكاما علينا ينتجون الفشل على امتداد هذه السنين السحيقة ليحققوا مصالح من اوصلهم الى الحكم .. ومن يخرج عن النص يتم الاطاحة به باي وسيلة ؟؟؟