أنا حوثي مش كبسي
بقلم/ مجلي احمد الجرباني
نشر منذ: 11 سنة و شهر
الخميس 24 أكتوبر-تشرين الأول 2013 07:34 م

شخـصـيــًا لا أعـارض أي طـائـفـة في طـقـوسها الديـنـيـة ولا أسخـر من ذلك فهـذه حـريات يـنـبـغي على المجـتـمع المسلم احـتـرامها بعـيدًا عـن المـماحـكـة السـياسـية لـكـني أنـتـقـد بعـض الـتـصرفـات المستـفـزة وأهـذبها لكي تـُـراعى هـذه الطائـفـة أو تـلك مشاعـر بقـية الطـوائـف الديـنية التي تخـتـلف معها والـتي قـد تـضـيـق ذرعــًا من هـذا الـتعـصب, وقـد يدفعها هـذا السلوك إلى أن تكـون عـلى الـنـقـيض تمامــًا ولـو من باب العـناد. لـقـد مرت عـلينا فعالية الغـدير التي أدخـلها إلى الـيـمن الإمام المتوكـل إسماعـيل بن الـقـاسم عام 1083هـ أي قـبل ثـلاثـة قرون ونصف فـقـط, ورغـم بعـض التجاوزات التي تعـتـريها إلا أنه لا يجـب معالجـتها بالعـنـف.

إخـواني الحـوثـة لـكم تـقـالـيد قـد تـبـدو غـريـبة ودخـيلة عـلى النـفسية اليمنـية النـقـية والطـيـبة فلا داعي للمجاهـرة واستـفـزاز الآخـرين بطـقـوسكـم حـتى لا تـدفعـوهم للـتـصرف بحـمـاقـة ضـدكم فـتـظهروا بعـد ذلك في قميص البريء وأنـتم من حـرك الـفـتـنة أولاً وهي نائمة في سابع نومة والبادئ أظـلـم..!!

لا داعي لأن تعـلق الشعار عـلى الجـدران وكأنـك تعـيش في تـل أبـيـب وليس في تـل الحـكـمة الإيمان..!!

لا داعـي إذا فـتح الله باب الرزق عـليك وفـتحـت حانوتــًا أن تعـلـق يافـطة مكـتـوب فيها بقـالة الصرخة..!!

لا داعي أن تمنعـوا الأشـبال من غـناء : افـتـح يا سمسم أبوابك نحـن الأطـفال .. لكي يـشـلـوا الزامـل : \" افـتـح يا سيـدي أبـوابـك نحـن الأنـصار\", ثم لو كـنـتم أنـتم أنصار الله والحـواريـون فمن هم بقـية الشعـب اليمني المسلم؟ هـل نـطـلق عـليـهم مثـلاً كـفار قـريش أم يهـود يثـرب؟

لا داعي أن نطـلـق عـلى رجـل من حـوث أنه ابن رسول الله ونحـن نعـلم بأن أبـناء الرسول من الذكـور قـد ماتـوا في حـياتـه قـبل بلـوغ الحـلـم, فـلـم يتـزوجـوا أو يُـنجـبـوا, وكلام الله لنا في سورة الأحـزاب آية رقـم 40 يقول فيها: \" مَا كَـانَ مُحَـمَّـدٌ أَبَـا أَحَـدٍ مِـنْ رِجَـالِـكـُمْ وَلَٰـكـِنْ رَسُـولَ الـلهِ وَخَـاتَـمَ النـبـيِّـيـنَ..\", ثـم لـو قـلـنا أن هـذه الـتـسمـية نسبة إلى الـزهـراء فـاطـمة فـمـن مـتى يـنـتـسب العـرب إلى أمهاتهـم..؟ هـذا الاستـفـزاز في الـتسميات, والـتـطرف في الـسلوكـيات, والـتـعـصب في الشعارات سيقـود عاجلاً أم آجلاً إلى حـرب طائـفـية ومذهـبـية تكـون هـي آخـر مسمار في الـنعـش.

أنـصح أخـواني في جـماعة الحـوثي أن يستحـدثـوا في فعالياتها الدينية والسياسية خـدمة موجـودة في هـواتـفهـم وهي \" فيب ريشن \" وبالعـربي معـناها هـزاز أو صامت, فـلو واحـد حـوثي طـلعـت له الخـرمة وحـب يـردد الصرخـة ممكن يقـول : \" إمممممممم... إمممممممم.. إمممممممم!!

في عهـد الإمام يحـيـى حـمـيد الديـن كان العـلامة حـسيـن بن محـمـد الـكـبسي يشغـل منصب منـدوب اليمـن في جـامعة الدول العربـية بمصر في بداية تأسيسها سنة 1945م، وكانت تـعـليـمات الإمام له ألا يتكـلم في أي أمـر حـتى يُـبـرق للإمام، وكان عـبد الرحـمن عـزام أميـن الجامعة العـربـية آنـذاك يطـلـب منه أن يتـكـلم فيمـتـنع حسب توصية الإمام له, فاشـتهـر بـيـن الأعـضاء في الجامعة العـربـية وفي الصحـف أن الكـبسي هي كـلمة معـناها ساكـت لا يتـكـلم، حـتى أنهم ذات مرة في أحـد الاجـتماعات جعـلوا كرسيه بحـيـث يكـون ظهـره للمجـتـمعـين ووجهه إلى الـناحـية الأخـرى, فـتمنى الكـبسي يومـئـذ أن تـبلعه الأرض من الإحـراج. ومما يُـذكـر أيـضــًا أن أعـضاء الجامعة العـربـية اجـتمعـوا في مـديـنة أنـشاص المصرية، فركـبوا عـلى متـن باخـرة وكانت المغـنية المعـروفة أم كـلـثوم بـيـنهم، وكانت مصابة بنـزلة بـرد وصوتها به بحة، فطـلبوا منها أن تـغـني، فـقـالت: أنا اليـوم عاملة كـبسي.. أي ساكـتـة!!

لـذا أقـول بأنـني أصبحـت بمـقـالي هـذا حـوثـيــًا.. أي مستـفـزًا لأني انـتـقـدت فـصيلاً معـيـنــًا ربما بطريقـة مستـفـزة, وودت لو كـنـت اليوم عامل كـبسي.. أي صامت وطبقـت المثـل الـقـائـل: \" يا ما أحـسن الحـرب عـلى المتـفـرجـيـن\"!!