إصطفاف التغيير الجديد
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 11 سنة و شهر و 12 يوماً
السبت 12 أكتوبر-تشرين الأول 2013 04:15 م

عجلة التغيير عندما دارت الى الأمام لتصنع التغيير، كان لها قوة دفع قوية كونها اصطفاف التغيير الجديد الذي رفع شعارات واضحة تحمل في مضمونها اهدافاً كبرى هي موجهات برنامج ثوري يتواصل بطرق واساليب مختلفة ليس بينها العنف واستخدام القوة بكل تأكيد ..

شعارات التغيير تحدثت بوضوح عن ان الشعب يريد اسقاط النظام .. ، والشعب يريد بناء يمن جديد والشعب يريد تحقيق المواطنة المتساوية وهناك شعارات أخرى كثيرة كلها تدعو الى تغيير جذري وبناء دولة مدنية حديثة غير تلك التي أوصلنا حكامها الى طريق مسدود وكدنا نتحول الى كانتونات متحاربة .

من يقف أمام اصطفاف التغيير الجديد الذي تكوٌن في ساحات التغيير والحرية في عموم الوطن منذ ثورة فبراير2011م سيراه اصطفافاً حدد اهدافه وقواه وقدم التضحيات من أجل التغيير من دماء شبابه ونسائه ورجاله وشيوخه وتخلى عن خلافاته وأيديولوجياته التي كان يستغلها الحاكمون لفرض طغيانهم وضرب مكونات الشعب اليمني ببعضها.

اصطفاف التغيير الجديد استمر يتوسع ويغير اساليبه النضالية و يتقدم باتجاه تحقيق اهدافه المعلنة وفي مقدمتها الشعب يريد تغيير النظام فتعرج طريق تقدمه واختلفت مسارته لكنه ظل وسيظل وفياً لبرنامجه الثوري الذي لخصته شعاراته منذ البدء.

اصطفاف التغيير الجديد نوع وجدد اساليبه النضالية السلمية ومنها مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني منذ 18 مارس 2013 وتعاطى مع كل القضايا الوطنية المصيرية حاديه ونبراسه وموجهه الوصول الى تحويل الشعارات الخالدة\\\" الشعب يريد تغيير النظام و بناء يمن جديد و تحقيق مواطنة متساوية\\\" على ارض الواقع من خلال عقد اجتماعي جديد يعكس الشعار كدستور وقوانين وشكل دولة جديدة هي اليمن الجديد ..

اصطفاف التغيير الجديد أصبح يتكون من طيف واسع متنوع يجمع مكونات الشعب اليمني بأحزابها وتنظيماتها وبتنوعها وتخصصاتها وخصوصياتها ومن الصعب تدجينه أو قولبته أو استيعابه وترويضه أو امتطاءه من قبل قوى أو مكونات مغلقة أو صاحبة مصالح صغيرة تخصها أنه اصطفاف سقفه مصالح اليمن كلها أرضاً وإنساناً.

اصطفاف التغيير الجديد غير محكوم بايدلوجيا ولا بحزبية ولا بقبيلة أو منطقة أو مذهب أو أنه اصطفاف وطني واسع عصي الترويض أو الحذف والإلغاء كما حصل مع إصطفافات وطنية سابقة حصرت نفسها بأحزاب وايديولوجيات أو تخندقت في مكونات القبيلة والمنطقة والأسرة أو المذهب .

انه اصطفاف التغيير الجديد قواه متعددة شاركت فيه كل مكونات الشعب اليمني ولم يعد هناك مكونات غائبة ومغيبة مقموعة غير مسموح لها بالتعبير عن مصالحها ولأول مرة تناقش القضايا الوطنية الكبرى بشفافية ووضوح وبصوت عالي جداً ولأول مرة تتواجد المرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين بالتساوي مع الأحزاب والتنظيمات السياسية على طاولة حوار واحدة ولأول مرة يتم الحديث عبر مكبرات الصوت والقنوات الفضائية ومختلف وسائل الإعلام عن المسكوت عنه منذ قرن من الزمان .

إنه اصطفاف التغيير الجديد الذي لن يرضى بأقل من دولة يمنية مدنية حديثة ديمقراطية تحقق أهدف ثورة التغيير المجسدة في شعارات التغيير التي بحت بها حناجر الشباب ومن انضم إليهم وأمن بالتغيير أو من التحق بهم بعد ان كان في سفينة النظام السابق.

إنه اصطفاف التغيير الجديد المتنوع في قواه وبرامجه واساليبه النضالية يناضل ويحاور لكنه لن يتخلى عن تحقيق اهداف التغيير ومن يظن إنه قادر على احتوائه وتدجينه وبرمجته وفقاً لمصالح لا تخدم اهداف التغيير الجذري واهم بل مخدوع

ليدرك من يحاول ويناور من أجل احتواء مضمون التغيير أو حرفه لخدمة مصالحه مهما تمظهر بإشكال مخادعة وتحالفات سيفشل فشلاً ذريعاً وسيجد نفسه أمام ثورة جديدة بل ثورات متجددة متعددة الأشكال والأنواع والأساليب.

وأخيراً :إنه اصطفاف التغيير الجديد الذي قد يتعرج طريق سيره نحو التغيير لكنه لن يقبل بغير يمن جديد بنظام جديد يحقق المواطنة المتساوية ويقضي الى الأبد على الطغيان والظلم والاستبداد