في المسألة الجنوبية.. حوار هادئ مع المهندس العطاس
بقلم/ نصر طه مصطفى
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و 28 يوماً
الجمعة 27 يوليو-تموز 2007 05:59 م

ابتداء لابد من الإشارة إلى علاقة احترام متبادل جمعتني بالمهندس حيدر أبوبكر العطاس رئيس الوزراء الأسبق خلال فترة توليه رئاسة الحكومة بين عامي 1990 و1994م جعلتني أشعر بالأسف الشديد على تورط رجل مثله في مؤازرة مشروع الانفصال فقد كنت أعتقد ولازلت أنه واحد من أهم وأكفأ رؤساء الحكومات الذين عرفهم اليمن في تاريخه المعاصر سواء في عهد التشطير أو عهد الجمهورية اليمنية وأظن أن ذلك ليس رأيي فقط بل رأي معظم من عرف الرجل أثناء رئاسته للحكومة، ولذا يمكن القول- من باب المداعبة- أن وصف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر شفاه الله وأطال في عمره للعطاس بأنه مهندس الانفصال لم يكن نابعا من فراغ بل من معرفة الشيخ بذكائه وكفاءته!

وفي السنوات الأخيرة وبالذات منذ صدور قرار الرئيس علي عبدالله صالح بالعفو عن قائمة الستة عشر الشهيرة والذي جاء تتويجا لجهوده المتوالية باتجاه إغلاق ملف الحرب والانفصال بما في ذلك إلغاء عطلة يوم السابع من يوليو وإلغاء كافة مظاهر الاحتفال به وفتح صفحة جديدة- في هذه السنوات لاحظت باستمرار أن كل أحاديث أو كتابات المهندس العطاس كانت تتسم بالهدوء والرزانة والمسئولية والعقلانية حتى ظن الجميع أنه قاب قوسين أو أدنى من العودة إلى أرض الوطن مثل غالبية زملائه في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني، إلى أن فوجئت مثل غيري بحديثه الجاف والحاد والمنفعل على قناة (الحرة) الأمريكية خلال الأسبوع الماضي والذي خرج فيه على كل حصافته المعهودة في الخطاب، فبدا لي الأمر كما لو أن الرجل ظن أن طلب قناة تمولها الإدارة الأمريكية منه الحديث عن ذكرياته ورؤاه ومواقفه حول ماضي وحاضر ومستقبل اليمن هو ضوء أخضر من الأمريكان له ولمن يقفون في نفس خطه بالبدء في مشروع انفصال جديد، وإن صح مثل هذا فإن العطاس يكرر نفس الخطأ القاتل الذي ارتكبه المرة السابقة بالركون إلى الخارج والاعتماد عليه والفهم الخاطئ لرسائله!

للأسف أنه وأمثاله ممن يصرون على المعارضة من الخارج لا يدركون أنهم لن يكونوا أكثر من أدوات تستخدمها بعض الدول الكبيرة للضغط على اليمن ودفعه لاتخاذ مواقف لا يقبل بها تجاه قضايا المنطقة تحديدا... وليس سرا القول أن العديد من الدول الكبرى تشهر دوما عصا معارضي الخارج تجاه أي دولة في المنطقة يكون لها رأي مخالف لها بخصوص قضية ما والشواهد كثيرة ومعروفة...

وكنت أتمنى على العطاس ورفاقه ألا يقعوا في هذا الفخ مجددا، مثلما كنت ولازلت أتمنى عليه أن يستوعب المتغيرات ويدرك أن عصر الحزب الاشتراكي قد ولى إلى غير رجعة وأن حزبه قد أصبح جزءا من الماضي للأسف الشديد وهذا ليس بيده ولا بيد الحزب ولا بأيدينا إنما هو قدر هذا الحزب والثمن (السنني) الذي ينبغي أن يدفعه جراء تاريخه الدموي الطويل وأخطائه الفادحة والقاتلة في حق شعبه والتي اختتمها بالانقضاض على أعظم ما أنجزه اليمانيون في تاريخهم المعاصر وهو استعادة وحدتهم أرضا وشعبا ودولة ومحاولة فرض التجزئة بالقوة من جديد!

وهنا أحب أن يكون لي وقفات مع أهم ما جاء في حوار المهندس حيدر العطاس مع قناة الحرة الأمريكية، ولا أظن أن بإمكاني حصر وتفنيد كل المغالطات المتعلقة بالماضي وكذا التناقضات التي وردت في حديثه بسبب كثرتها، وهذا ما يجعلني أشعر بالاستغراب من رجل أعرف أنه أذكى من ذلك بكثير، فالانفعال الواضح الذي اتسم به حواره هو بلاشك الذي أوقعه في ذلك الكم من المغالطات والتناقضات التي يمكنني أن أورد منها بعض النماذج للتدليل لا أكثر...

فعلى سبيل المثال قال الباش مهندس بالحرف (قضية الوحدة هي مطلب شعبي عام والحركة الوطنية في اليمن وفي الجنوب بالذات تبنت قضية الوحدة اليمنية في إطار النهج العام لقضية الوحدة العربية ورفعت الجبهة القومية شعار الوحدة اليمنية... إلخ) وفي موضع آخر يقول بالحرف (الجنوب كان عنده نية حقيقة لقضية الوحدة وأنا عضو من القيادة اليمنية في الجنوب كان في هناك نية وكان في هناك يمكن نرجسية أو فعلا مثالية في التعامل مع قضية الوحدة... إلخ)

وكلام العطاس هذا كله يعني أن الشطر الجنوبي والحزب الاشتراكي كانا مهيئين للوحدة، وكلنا يذكر أن الشعار الرئيسي للحزب كان (معا نحو الديمقراطية والتنمية والوحدة اليمنية) بغض النظر عن ترتيب هذه الثلاثية الذي لا أتذكره بالضبط، وكلنا يذكر كيف خرج المواطنون بصورة ذاتية في عدن لاستقبال الرئيس علي عبدالله صالح في 29نوفمبر 1989م وظلوا يهتفون له مطالبين بالوحدة... لكن العطاس يعود ليناقض نفسه في موضع آخر من نفس المقابلة بكل دم بارد قاصدا الجنوب وقيادة الاشتراكي قائلا (لا.. لم تكن مهيأة لقضية الوحدة) وفي موضع آخر يقول أيضا ( أن أكبر خطأ ارتكبه الحزب الاشتراكي أنه لم يستشر الجنوب ولم يستفت شعب الجنوب في الوحدة)

وعندما سأله مقدم البرنامج ماذا ستكون النتيجة لو تم الاستفتاء قال العطاس (ما اعتقدش أنه باتكون هناك وحدة) متناسيا أن الشعب اليمني بأجمعه قال نعم لدستور دولة الوحدة في مايو 1991م ومتناسيا أن قادة الحزب الاشتراكي تحديدا في كل أدبياتهم وصحفهم وتصريحاتهم اعتبروا أن (نعم للدستور) تعني (نعم للوحدة)... هذا نموذج لتناقضات فاضحة في حوار العطاس، وليس ذلك بأمر غريب فمن لم يعد لديه قضية حقيقية لا يمكن أن يكون لديه حججا حقيقية حتى لو كانت واهية!

أما كنموذج لمغالطات المهندس حيدر العطاس فأختار نموذجا واحدا طريفا... فالرجل أنكر تماما أن يكون لانهيار الاتحاد السوفيتي أي دور في التعجيل بالوحدة وهو بذلك يغالط العالم كله وليس اليمنيين فقط بخصوص هذا الأمر، وهل نحن بحاجة لتذكير الناس أنه بعد تخلي الاتحاد السوفيتي عن حلفائه ورفع غطائه عنهم تساقط هؤلاء واحدا بعد الآخر وأنه لم يعد من مفر أمام الحزب الاشتراكي في حينه سوى الهروب إلى الأمام وإلا لماذا لم يمض الحزب باتجاه تحقيق الوحدة طوال فترة انضوائه في منظومة المعسكر الشيوعي الدولي؟! وفي نفس الفقرة يقول العطاس أن علاقات دولته الحزبية بدأت تتطور من قبل أحداث 86 مع كل أشقائها ومع المجتمع الدولي والعربي والإقليمي، فإذا اعتبرنا أن ما قاله كان صحيحا حتى في أضيق الحدود فلماذا جاء الحزب إلى الوحدة في مايو1990م بدولة منهارة مفلسة تماما؟!

ولماذا لم يدعمه كل أولئك الذين تحدث عنهم آنفا ؟!!

لا أريد أن أتتبع كل العثرات التي وقع فيها المهندس حيدر العطاس في حواره المذكور لكن أقول ما كان أغناه عن مثل هذا الحوار البائس الذي بدا فيه مرتبكا مترددا متناقضا بل ويؤسفني أن أقول أنه كان كاذبا أيضا، وأسوأ من ذلك كله مدعيا ومتحدثا باسم المحافظات الجنوبية وأبنائها الشرفاء الذين رفضوا مساندة مشروع الانفصال ورفضوا الوقوف إلى جانب الحزب الاشتراكي في مؤامرة94... ووالله لو أنهم قرروا الوقوف إلى جانبه ما انتصرت الوحدة على مشروع الانفصال، ولما انتصرت الشرعية الدستورية لأبناء المحافظات الجنوبية ضد الحزب الذي أذاقهم الويل والثبور وأنقذتهم من براثنه, وليس كما قال الباش مهندس بأن النصر تم على (شعب الجنوب) وكأن هناك شعبا آخر وليس الشعب اليمني الواحد الموحد عبر

التاريخ...

لقد كان لخذلان أبناء محافظاتنا الجنوبية والشرقية للمشروع الانفصالي الدور الأساسي في طي صفحة الحزب الاشتراكي وعودته إلى حجمه الطبيعي الذي كشفت عنه كل العمليات الانتخابية الأخيرة التي شارك فيها منذ محليات 2001 مرورا بنيابيات 2003 وانتهاء بمحليات 2006م ولولا انضواء الاشتراكي في كل تلك العمليات الانتخابية تحت عباءة التجمع اليمني للإصلاح لكان وضعه أسوأ بكل تأكيد... والأصوات التي حصل عليها هي أكبر دليل على الحال الذي أصبح عليه ولا عزاء له مع احترامي... ومع ذلك يتحدث العطاس عن أن النظام الحالي (يمنع التداول السلمي للسلطة) وهو تعبير غريب من نوعه وطبعا وكما هي العادة لم يقل العطاس كيف يتم منع أمر من هذا القبيل لكني أسأله هل تظن أن حزبك قادر على الفوز بالأغلبية لتتحدث عن التداول السلمي للسلطة أم كان الأولى أن تقول رحم الله حزبا عرف قدر نفسه؟!

اليوم يريد العطاس ومن معه أن ينتقلوا بخطابهم من الحديث باسم الاشتراكي الذي أصبحوا يعلمون أنه لم يعد قادرا على عمل شيء إلى الحديث باسم (الجنوب) ومحاولة إذكاء نعرة مناطقية شطرية عبر من تبقى من كوادرهم بمحاولة نقلها من قضية حزب يريد العودة للسلطة بأي ثمن إلى قضية أكبر يحاولون من خلالها حشد أناس من خارج الحزب بتوظيف عواطفهم ومتطلباتهم تجاه بعض الأخطاء الإدارية أو بالمبالغة في تصوير بعض الممارسات التي يقوم بها أشخاص فاسدين وليس الدولة أو باختلاق أمور لا أساس لها ولا وجود وكل ذلك بغرض تحريض اليمنيين ضد بعضهم البعض وبث الفرقة بينهم ومحاولة الإيحاء لهم بأنهم شعبين مختلفين، وهم هنا - أي العطاس ومن معه - لا يفرقون بين الوسائل الشريفة للعمل السياسي

والوسائل غير المشروعة دينا وضميرا وخلقا قبل أن تكون غير مشروعة دستوريا وقانونيا...

وخلال حديثه المرتبك والمضطرب ظل المهندس العطاس يتحدث عما أسماه (قضية الجنوب) دون أن يوضح أو يحدد ماهي هذه القضية وما طبيعتها وما أهدافها وما جوهرها وما مطالبها... إلخ، وفوق ذلك ينتهي الحوار دون أن يصل العطاس إلى نتيجة محددة فتارة هو مع الوحدة وتارة هو ضدها وهكذا... وقد ذكرني هذا بالأبيات الشهيرة لعلامة اليمن المجدد محمد بن إسماعيل الأمير عندما سأل العلماء المتعصبين أن يوضحوا له ما هو المذهب الذي يتبعونه فلم يجد منهم إجابة، والحال يبدو نفسه مع العطاس ورفاقه عندما نسألهم ما هي قضية الجنوب ولن نجد منهم إجابة بكل تأكيد... ولذا أسأله هل هي قضية المتقاعدين؟! وأقول له أليست قضية يعاني منها مواطنون من كل محافظات اليمن وجرى ويجري حاليا تصحيح أخطائها؟! هل هي قضية أوضاع القيادات العسكرية التي قاتلت ضد الشرعية في صيف94م؟!

نقول له أن النسبة الأكبر من هذه القيادات قد عادت للعمل في صفوف القوات المسلحة فعليا ومنذ عدة سنوات ليس فقط لشمولها بقرار العفو العام بل تقديرا من الدولة لكفاءة هذه القيادات وإخلاصها وولائها... وليس ذلك فقط بل إن الكثير من القيادات المدنية التي أرغمتموها على مساندة قرار الانفصال تعمل اليوم في مواقع قيادية مختلفة في معظم الوزارات والمؤسسات الحكومية. هل هي قضية نهب وفوضى الأراضي؟!

نقول له أليست هذه القضية مشكلة عميقة يواجهها اليمنيون منذ عقود مضت في كل المحافظات؟! وبغض النظر عن فوضى النهب نتساءل على سبيل المثال أليس من حق ابن صنعاء وتعز والحديدة وحجة كمواطن يمني أن يمتلك أرضا أو عقارا في عدن أو الحوطة أو سيئون أو زنجبار أو الضالع وكلها جزء من وطنه الواحد؟! هل هي قضية انتشار ظاهرة الثأر؟! نقول له أليست هذه الظاهرة موجودة في بعض المحافظات الشمالية كما هي موجودة في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية على السواء؟! هل هي قضية الفقر وسوء الأحوال المعيشية؟!

نقول له أليس الفقر وسوء الأحوال المعيشية مشكلة يعاني منها اليمنيون من أقصى اليمن إلى أقصاه؟!هل هي قضية الفساد؟! نقول له أليس الفساد مشكلة عامة غير محصورة بمنطقة دون أخرى أو بمحافظة دون أخرى؟! هل هي قضية الحكم المحلي أو السلطة المحلية؟!نقول له وهل ما يجري حاليا منذ عام 2001م في مجال تطوير هذا النظام مقصور على محافظات دون أخرى أم أنه يشمل جميع المحافظات؟! هل هي قضية المشاركة في الحكم؟! نقول له وماذا تعتبر وجود شخصيات وطنية مثل عبدربه منصور هادي وعبدالقادر باجمال وعلي محمد مجور واللواء محمد ناصر أحمد وعشرات الآلاف غيرهم من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية في مختلف المواقع القيادية المدنية والعسكرية والأمنية؟! أم أن تمثيل هذه المحافظات هو حكر على الحزب الاشتراكي اليمني؟!هل هي قضية التنمية؟!

نقول له لو أنك عدت إلى وطنك وزرت عدن والمكلا وعتق وغيرها من مدن المحافظات الجنوبية لما عرفتها من جراء التطور الكبير وعمليات التنمية والإعمار والتوسع الهائلة التي حظيت بها هذه المحافظات ومن خلال رؤية استثنائية وقرار وطني مسئول للرئيس علي عبدالله صالح تعويضا لها عن الحرمان الذي عانت منه طوال العهد الاشتراكي الذي كنت أحد رموزه يا دولة رئيس الوزراء الأسبق!

وأخيرا سنتساءل بحسب كلامك هل هي التصفية الكاملة لكل الجنوب ممثلا في مؤسساته المدنية والعسكرية والثقافية كما جاء في حديثك وهي النقطة الوحيدة التي يمكن أن نستدل منها على شيء له علاقة بالموضوع؟!

وهنا نقول له عن أي مؤسسات تتحدث يا رجل؟! ألم تكن أنت يا دولة الباشمهندس احد الذين أشرفوا على تنفيذ اتفاق الوحدة الذي قضى بدمج كل مؤسسات الدولتين أم أنك نسيت ذلك؟! هذا أمر، والأمر الآخر ما هي هذه المؤسسات التي تقصدها؟ مثل ماذا مثلا؟ ألم يكن جديرا بك أن تضرب لنا مثلا واحدا على الأقل؟! عندما تتحدث عن مؤسسات مدنية أقول لك أليست كل المؤسسات الناجحة لازالت قائمة كمؤسسة الأثاث المدرسي والبنك الأهلي التجاري ومؤسسة 14أكتوبر للصحافة ومصفاة عدن وجامعة عدن التي تركتموها بخمسة آلاف طالب وهي اليوم تضم أضعاف ذلك الرقم وقد اتسعت بنيتها أضعافا مضاعفة بل وحتى دار الهمداني ودار باكثير وعشرات غيرها من المؤسسات التي لازالت قائمة رغم أن بعضها فاشل نتيجة مخلفات حكمكم الاشتراكي؟! وما هي المؤسسات العسكرية التي تتحدث عن تصفيتها؟! أليست معظم المعسكرات التي تركتموها لازالت قائمة؟ وألم يتم دمج كل المعسكرات في كل الوطن كجزء من عملية تنفيذ اتفاقية الوحدة وحتى تصبح تشكيلاتها تكريسا للوحدة الوطنية والاندماج الاجتماعي والولاء الوطني؟ وما هي المؤسسات الثقافية التي تتحدث عنها؟!

وهنا أقول لك ألم تعد بعض المؤسسات الصحافية التاريخية للعمل مجددا في عدن مثل مؤسسة الأيام وصحيفة الطريق والتي نكبت في عهدكم الميمون بينما تشهد اليوم ذروة نجاحها؟! وهل تعلم أن هناك حراكا ثقافيا وعلميا طيبا يمتد من عدن وحتى أعماق حضرموت الوادي ما كان له أن يرى النور لو كنتم في الحكم؟! وهل تعلم أن العديد من الفنانين الذين هاجروا بفنهم على عهدكم أخذوا يعودون اليوم ويطربون أبناء شعبنا بفنهم الرائع؟! وهل تعلم أن قناة عدن قد تطورت عما كانت عليه في عهدكم وأنها تستعد حاليا للبث الفضائي؟ وهل تعلم أن أصحاب رؤوس الأموال الذين ابتعدوا عن وطنهم بسبب خوفهم من اشتراكيتكم هم يستثمرون اليوم في وطنهم آمنين مطمئنين؟! عن أي تصفية تتحدث؟ ولماذا وضعت نفسك في هذا الموضع الحرج الذي لا تجد فيه حجة ولا رأيا سديدا؟! ألم يكن السكوت أجدى بدلا

عن هذا الحديث الذي أسأت به لنفسك ولوطنك ولشعبك؟!

عموما لم تكن هذه أكثر من وقفة عابرة ومناقشة هادئة موضوعية لما جاء في حديث المهندس العطاس وهي في الوقت ذاته مناقشة لكل من يتحدثون بنفس اللسان ويعبرون عما يريدون بكل حرية باسم جمعيات المتقاعدين حتى أصبح ما يطرحونه بعيدا كل البعد عن قضاياهم المطلبية وتحول إلى مشروع مختلف ليس له سوى عنوان واحد هو (الفتنة) الأمر الذي يستدعي من كل العقلاء أن يضعوا له حدا.