سيول وفيضانات مدمرة وانهيارات أرضية تضرب حضرموت ارتفاع أسعار النفط بعد إعادة فرض عقوبات أميركية على فنزويلا حادثة هي الأولى من نوعها وتفوق الخيال.. امرأة اصطحبت جثة عمها للحصول على قرض وزير الخارجية الإيراني يكشف تفاصيل مراسلات طهران وواشنطن قبل وبعد الهجوم الاحتلال الصهيوني يكشف عدد القتلى والمصابين في صفوف قواته منذ بدء حرب غزة كيفية تحويل محادثات واتس آب الرقم القديم إلى الرقم الجديد دون فقدان البيانات موعد مباراة مان سيتى ضد ريال مدريد فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا وظيفة راتبها 100 ألف دولار والعمل من المنزل.. ما هي المليشيات تكشف حقيقة سحب عملتها المعدنية الجديدة فئة 100 ريال واشنطن تعلن تنفيذ ضربات استباقية ضد الحوثيين
من تغييب العدل إلى تغييب العقل، تمضى عملية إحراق ثورة 25 يناير، لا بل إحراق الربيع العربي كله، فما يجرى فى تونس على وقع اغتيال المعارض محمد البراهمى، من دفع الأمور إلى مواجهات عنيفة يأتي فى سياق متزامن مع محاولة دق المسمار الأخير فى نعش ثورة يناير المصرية.
إن مصر تعيش الآن مرحلة يمكن أن نطلق عليها «إزالة آثار ثورة يناير 2011» من خلال التخلص من كل ما يعبر عنها أو يجسد شيئا من معالمها و مكتسباتها، من خلال استبدال انقلاب 30 يونيو بها، وتثبيته قسرا وعنوة فى الذاكرة المصرية باعتباره ثورة تجب ما قبلها، أى تلغى ثورة يناير.
ولو دققت جيدا ستكتشف أن الأثر الباقي من يناير كان ذلك الرئيس الذي جاء بالانتخاب الحر لأول مرة فى تاريخ المصريين، ومن ثم كان لابد من إخفائه من الوجود، سياسيا، وربما أنطولوجيا أيضا فيما بعد حيث لا يستبعد أن نصحو قريبا على خبر عاجل من نوعية تلك التي تأتى فى أيام الجُمع والعطلات الرسمية يقول «انتحار الرئيس المعزول فى زنزانته» وشىء من هذا ليس مستحيلا بالنظر إلى أننا نعيش حالة من هستيريا العسكرة دفعت كاتبة لأن تعرض نفسها كامرأة على وزير الدفاع كزوجة رابعة أو حتى بدون زواج وعلى طريقة «ما ملكت أيمانكم».
لقد دخل الأداء السياسي للنظام الانقلابي مرحلة اللامعقول، جعلته يصدر أمرا بحبس الرئيس المخطوف يوم الجمعة، لمجرد أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون طالب بالإفراج الفوري عن الرئيس المصري عصر الخميس، فكان لابد من تهمة سريعة التجهيز تبرر احتجازه، وهى التخابر مع المقاومة الفلسطينية، وهى التهمة التي لا وجود لها في العالم إلا في الكيان الصهيوني وفقا للمثقف العربي الكبير الدكتور عزمي بشارة.
إن ما يجرى فى مصر وتونس يشير بوضوح إلى أن هناك من يسعى حثيثا لمواراة الربيع العربى الثرى، ذلك الربيع الذي حرم الغرب المتصهين من كنوزه الإستراتيجية المطيعة والمنفذة لإرادة اليمين المتصهين بأقل تكلفة.
وأذكر أنني فى الحادي عشر من مارس الماضى كتبت «الثورة المضادة برعاية هنرى كيسنجر»، وقلت نصا «وفى ضوء ذلك يمكن فهم تصريحات كيسنجر المنشورة أمس بشأن مستقبل ثورة 25 يناير المصرية والتي احتفت بها صحف «ثورة ساقطي القيد»، وهى التصريحات التى يتوقع فيها وزير الخارجية الأمريكى الأسبق أن يصل الصراع السياسي الحالي فى مصر إلى مواجهة حتمية، وتصفية حسابات بين الجيش و«الإخوان»، وذلك خلال المؤتمر السنوي لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في نيويورك، وفيها يذرف الدمع أيضا على مصير كنز إسرائيل الاستراتيجي الذي أسقطته الثورة، بقوله: «كان على الولايات المتحدة أن تعامل مبارك باحترام أكثر مما فعلت، فلم يكُن هناك ضرورة تدعو الإدارة الأمريكية إلى أن توجه دعوات علنية لمبارك بالرحيل من خلال شاشات التليفزيون».
إنهم لا يطيقون أن يروا ديمقراطية تنشأ و تنمو حول «إسرائيل» التي يسوقونها باعتبارها واحة للديمقراطية وسط صحراء ممتدة من التخلف والاستبداد.