اليمن... وحالة القلق من الثورة المصرية 1-10
بقلم/ سيد علي
نشر منذ: 10 سنوات و 8 أشهر و 13 يوماً
الأحد 14 يوليو-تموز 2013 12:15 ص

K777777@hotmail.com

تابعت باهتمام خلال الاسبوع الماضي وبدايات هذا الاسبوع كم هي حاله الترقب والقلق الذي تم نسجه في الكثير من المقالات والصحف اليمنية التي تناولت الشأن المصري وخاصة ثورة 30 يونيو التي قامت ودعت لها حركة "تمرد" ولاحظت على غير العادة عدم تعاطف الكثير من الكتاب والمثقفين والصحفيين اليمنيين والذين احمل لهم الكثير من الاحترام والتقدير ، مع تلك الثورة المصرية التي جاءت استكمالا لثورة 25 يناير والتي اعترف مسبقا بانني لم اكن من انصارها ، وان كنت اعتقد ربما لقناعة في نفسي ان ثورة الحقيقية هي ثورة 30 يونيو فهي الأعظم والافضل والاكبر في تاريخ الامة المصرية وهو ما دللت علية التقارير والاحصائيات الدولية التي وصفتها بانها اكبر ثورة في التاريخ الانساني منذ فجر التاريخ بعد مشاركة 33 مليون مصري والتي خرجت فيها تلك الجماهير وبهذا الكم معبرة عن رفضها التام للحاكم الدكتاتور برغم انه جاء بقوة الصندوق او كما يسمونها جماعة الاخوان المسلمين "شرعية الصندوق" دون اكثرات بمشروعية الصندوق التي تستمد من سلطة الشعب وبين الشرعية والمشروعية فرق كبير يطول شرحة ، ويكفي ان هذا الصندوق ابتلى البشرية ايضا بالزعيم النازي هتلر .

والمهم ان تلك الشرعية اثمرت عن ولادة رئيس اصغر كثيرا من حجم مصر مما جعلة في عام يرتكب اخطاء لم يتركبها النظام الذي سبقة (نظام مبارك ) في ثلاثون عاما وهذه الاخطاء التي سوف نسردها في سلسلة المقالات القادمة كانت فوق طاقة البشر وهي التي جعلت المواطن المصري لا يتحمل كم الزيف الذي بثته الهالة الاعلامية لجماعة الاخوان ومن خلفها قطرالتي تعتبر هذا النظام ابنها الحنون .

ايضا ممارسة سياسية التمكين من قبل "الاخوان" بدون ان يكون لديها كوادر في تلك الجماعة قادرة على ان تمكنها في حكم مصر التي تمتلك اكثر من مليون شخص حاصل على درجة الدكتوراه ومائة الف عالم ليس من بينهم واحد من جماعة الاخوان و برغم ذلك تصورت نفسها اكبر كثيرا من حجم مصر وشعبها واكثرت في الدعاية التي تصور من نفسها انها بحجم العالمين العربي والاسلامي وهي في حقيقة الامر اصغر كثيرا من ان تحكم حي بحجم امانه العاصمة في صنعاء .

وهذا الغرور والتعالي ونظرية الفوقيه الدينية والخلقية جعلها ترتكب الكثير من الاخطاء التي جعلت قوة تحمل المواطن المصري لها دربا من دروب المستحيل ، فالمواطن المصري كان يريد حكومة توفر له الخبز في حياتة الدنيا كي يعيش فيها كريما ، اما الاخوان فانهم اعطوه الامل في الاخرة دون اكتراث بحسن الاعمال ، وجعلوا ملذات الدنيا لهم ولعشيرتهم .

واليمن التي تمتلك علاقات تاريخية مع مصر تعمدت بالدماء الذكية في عام 1962 لاحظت مثلما لاحظ الكثيرين انها متخوفه وقلقة بعض الشيء من ثورة 30 يونيو ربما يكون لاكثر من سبب احاول جاهد اسردها في سلسلة مقالات ونذكر اليوم بعض تلك النقاط التي جعلت هناك قلقا او على الاقل عدم تعاطف من قبل الكثيرين مع الثورة المصرية :

اولا: اعتقد ان اهم سبب في عدم تفاعل اغلب اليمنيين مع تلك الثورة هو ظهور بعض الشخصيات المحسوبة على النظام القديم في اليمن ايدت تلك المظاهرات والثورة في مصر وظهرت تلك الشخصيات في صور بقلب ميدان التحرير مؤيدة لحركة تمرد ولثورة 30 يونيو في مصر المحروسة، وهذه الشخصيات اليمنية دون ذكرها لا تلقى قبولا لدى الشارع اليمني ،وهذا جعل الغالبية في اليمن تتوجس من تلك الثورة الريبة عنداً في هؤلاء الاشخاص فقط لاغير.

ثانيا :كانت الصحف اليمنية خاصه المستقلة او التابعة لاحزاب المشترك معدا الحزب الناصري اليمني تتناول بكثير من الحذر الاخبار الخاصة بثورة المصريين الثانية في بدايتها ، الا ان الصحف المحسوبة ايضا على النظام القديم في اليمن تعمقت في نشر التقارير والتحاليل الاخبارية والاخبار التي تبشر بنجاح الثورة المصرية ، في الوقت الذي وقفت فيه الصحف الحكومية كطبيعتها على الحياد ، وهذا جعل القارئ يشعر بضيق من تكرار الثورات في مصر ومن تعاطف الصحف المحسوبة ايضا على النظام السابق في اليمن لتلك الثورة خاصة وان فلول النظام الاسبق في مصر كانت مشاركة في تلك الثورة .

ضف على ذلك العلاقات التجارية الخفية التي يرتبط بها داعمين بعض تلك الصحف في اليمن مع جماعة الاخوان او من يدعهم خاصه أحمد ابو هشيمة وخيرت الشاطر وحسن مالك الذين لهم استثمارات تقدر بمليار دولار.

ثالثا : ظهور الكثير من الكتاب بل واهم كتاب المقال في اليمن المعروفين بكتبات ومقالات ضد الثورة في مصر ربما يكون خوفا من تأثر اليمنيين بها او ربما قلقا من ان يكون ذلك له انعكسات في بلد بوضع اليمن الذي ظهرت علية بوادر الاستقرار السياسي والاقتصادي .

رابعا : الدعاية المضادة التي أثارتها قناة الجزيرة ، وهذه القناة لها شعبية كبيرة في اليمن وذلك بسبب غياب الاعلام الاخباري المتميز في اليمن من ناخية ومن ناحية اخرى بسبب ضعف القنوات الرسمية والخاصة في تغطية ومتابعة الثورة المصرية بتفاصيل تساعد المواطن اليمني على الفهم الصحيح لابعاد واهداف تلك الثورة .

خامسا : ان اليمن بطبيعتها لا تقلق من حدوث ثورات او تغيرات في العالم اجمع بما فيها دول الجوار، ولكن يقلقها كثيرا حدوث انتفاضة او مظاهرة او ثورة صغيرة في حي صغير بمصر ، لان ما بين البلدين من ترابط جعل ما بينهم ما يسمى بنظرية الاواني المستطرقة فكل حدث في مصر مهما صغر او كبر الا وتجد تأثيرة يظهر جلياً في اليمن والدليل على ذلك انه عندما قامت في مصر ثورة 1952 الا وقامت بعدها ثورة في اليمن عام 1955 وما ان انفصلت مصر على سوريا عام 61 الا وكانت نجاحات ثورة اليمن في يونيو1962 تضمد جراح مصر ،وما ان انتكست مصر عام يونيو عام 1967 الا وكان انتصار الجنوب في ثورتة بجلاء المستعمر في اكتوبر 1967 ليكون تعويضا لنكسه تألمت منها مصر وايضا اليمن ،ايضا استكملا لهذا التناسق والتقارب ياتي سقوط نظام حسني مبارك في 11 فبراير 2011 الا وكان هذا موعد لشرارة البدء لثورة عظيمة شهدتها اليمن .

سادسا : ان الكثير فهم ان مصر على استعداد كامل لتصدير ثورتها الثانية الي دول الربيع العربي ، وهذا غير صحيح فلا يوجد بحركة تمرد ادارة خاصة بالعلاقات الخارجية في تلك الحركة التي استقر وجدانها ان تكون حركة من اجل الشباب المصري فقط .

سابعا : ثورة اليمن في 11 فبراير برغم انها ابرهت العالم بسليمتها الا انها ارهقت اليمن كثيرا من الناحية الاقتصادية والسياسية ومن هنا ظهرت بعض المخاوف من تكرار المشهد المصري على نمط ما ذكرناه في البند الخامس خاصة وان اليمن بلد نامي واقتصاده هش ويصعب علية ثورة اخرى في اقل من عامين.

ثامنا : شعب اليمن بطبيعتة شغوف بحب الاسلام وبطبيعة الحال متدين والمؤثر الديني يمثل ركنا هاما في حياتة اليومية ، والاعلام و بعض القنوات المتعاطقه مع الاخوان المسلمين كقناة الجزيرة مثلا سوقت الثورة المصرية على انها ثورة ضد الاسلام والمسلمين وانها ثورة يقودها مجموعة من العلمانيين الكفره وانها ثورة ضد المشروع الاسلامي وانها ثورة ضد اول رئيس عربي يصلي الجمعة واو رئيس عربي يحفظ القرآن برغم ان تلك المواصفات لا تصلح الا لامام مسجد وليس رئيس دولة بحجم جمهورية مصر العربية كل ذلك جعل هناك تخوفا ووجسا من اهل اليمن ضد ثورة مصر الاخيرة .

اضافه الي ان الكثير من الذين درسو في اليمن او قامو بالتدريس في اليمن هم من اعضاء وانصار جماعة الاخوان المسلمين ومنهم المرشد محمد بديع الذي كان يدرس في احد المعاهد اليمنية منذ اكثر من عشر سنوات وغالبية اعضاء مكتب الارشاد مما جعل الكثير لا يتعاطف مع ثورة ضد هؤلاء الناس من باب التقدير والاحترام .

تاسعا : رد الفعل السياسي والدبلوماسي في اليمن جاء متاخرا في دعم ثورة مصر ومباركة نجاح ثورتها وتهنئية رئيسها المؤقت وهو قاضي جليل جعل البعض يفسر ذلك بان هناك تخوفات على مستقبل غامض لبلد له في اليمن الكثير من الحب والتقدير، وربما ياتي ذلك لان حزب الاصلاح على وجه الخصوص يشعر بتعاطف مع جماعة الاخوان لاسباب معروفة وهو الآن عضو مؤثر بالحكومة الحالية .

عاشرا : تعاطف الشعب اليمني مع القضية الفلسطينية وخاصة قطاع غزة جعلهم يقلقون كثيرا من الثورة المصرية لان الدعاية الاعلامية ايضا حاولت اظهار ان الثورة القادمة في مصر سوف تكون نكبه على قطاع غزة وان الثوار الجدد سوف يغلقون المعابر وسوف يدمرون الانفاق التي تعتبر متنفسا خفيا لاهل غزة وهذا كله غير صحيح لان القضية الفلسطينية موجودة في قلب مسيحي مصر قبل مسلميها.

وربما لهذا الاسباب العشر التي ذكرت كان هناك توجس من قبل الكثيرين من اهل اليمن لثورة الشعب المصري وربما يكون للبعض اسباب اخرى غير التي ذكرناها في المقال ، ولكن الاكيد ان تلك اهم الاسباب ، وسوف نسرد في المقال القادم كل بند على حده حتى تتضح الرؤية للجميع خاصة المواطن اليمني الذي يحمل لمصر الكثيرمن الحب وايضا مصر التي تبادل اليمن نفس المشاعر وربما اكثر .