منح الحصانة للأعداء ..يحول دون الشعوب وحصانة السماء !
بقلم/ د. حسن شمسان
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 19 يونيو-حزيران 2013 06:47 م

المتآمرون لهم غاية واحدة هي /طمس هوية الأمة/ والهوية الإسلامية هي وسيلة التعرف على الله؛،فالله في علاه لا يمنحنا تلك الحصانة إلا إذا احتفظنا بالهوية التي منحنا إياها تكريما وحفظا وعزا، والتخلي عنها يعني تخلي صاحبها عنا وحينها سوف نعيش على الأرض بدون حصانة إلهية ، وعيش المخلوق بدون حصانة الخالق .. ويحصل ذلك في حالة الإعراض عندما تهون علينا هويتنا نصبح أهون الأشياء على الله وبالتالي نصبح فاقدي الحصانة وساعتها تتحول المعيشة إلى عبث في كل مجالات الحياة ، حتى أن هذا العبث أول ما يطال الإنسان أو كلياته.. وهذا العبث يتغول وفي روح الأمة إلى ضنك يتحول (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا). فالمتآمرون يفهمون جيدا أن المسلمين إذا استعادوا الحصانة الإلهية عبر ثورات الربيع وذلك بصبغة الحياة الإنسانية بما يناسب فطرتها؛ وهذا يعني أن السيادة أيضاً سوف تنتزع من أيدي /أذناب المتآمرين/ إلى أيادٍ وطنية أفرزتها وستفرزها لثورات الربيع ديمقراطية؛ هي /الحركات الإسلامية/ أي (الإسلام) وهذه الديمقراطية التي تغلب خياراتها الحركات الإسلامية لا ترضي أبدا الأمة الغربية (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) أي طريقتهم في صبغة الحياة القائمة على الذاتية التي هي متنزه العنصرية؛ بمعنى أن السيادة ستتحول من /سيادة مستبدة / خاضعة للعنصرية.. إلى /سيادة عادلة/ وهي عادلة لأنها جاءت رحمة للعالمين جميعهم ليس فيه أقليات ولا أكثريات أيا كان نوعها في طقوس العنصريات؛ إنما تخضع لقانون خالق الأرض والسموات؛ فلا تخضع لسياسة الهوى (الذات) إنما لسياسة العام التي تفسرها أو تبررها قاعدة "درأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة" وهذه قاعدة تخالف هوى الذات وتقدم الجماعات أي أنه تحت عدل هذه السيادة سيادة الإسلام تتلاشى الذاتية وما ينتج عنها من عنصريات مقيتة هي للأمة أو الأمم مميتة ..

لكن /سيادة الذئاب/ التي يحرسها قانون الغاب أول ما تعبث أو تفسد في الدماء المقدسة فهي تعمل تحت ظل الذاتية وطقوس العنصرية وهذه الأخيرة تبرر لفسادها قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة" بمعنى أنهم يقدمون المصلحة حتى لو قام بإراقة الدماء بالقوات المسلحة حتى وإن ترتب على ذلك الجلب للمصلحة إفساد أو العبث بكل القدسيات .. وليس أقدس عند /سيادة الإسلام/ من /دم الإنسان/ .. وليس أشد عبثا أو جرما من العبث بالدماء الإنسانية .. وها هي /سيادة الغاب/ قانونها مص الدماء يجوز للذئاب فالغاية عندهم تبرر الوسيلة لهذا أجازت تلك السيادة قتل الليبيين والتوانسة واليمنيين والمصريين، وها هي الآن تبيد السوريين وقد تحتمت عليهم الإبادة لأن ثلاثة أطراف ستتضرر عندهم السيادة: الروم الصليبي والفرس المجوسي واليهوي الغاصب..

إن نجاح الثورات يعني حصول الشعوب على الهوية الإسلامية من جديد وهذا يعني حصولهم على الحصانة الإلهية التي تجعل قوتهم وبأسهم أشد صمودا من الحديد وحينها لا تقدر الأمة المتآمرة مجتمعة على التعدي على تلك الحصانة لان الأمة ستكون بها من كل المؤامرات مصانة لأنها لا تمنح تلك الحصانة إلا إذا انطبقت عليها شروطها بمعنى أن تكون الهوية الإسلامية مطلبها وديدنها وإذا ما استحقت أن تمنح الحصانة من خالقها فإن الكون كله ساعتها سيكون مسخرا لحماية تلك الحصانة من أن يُعتدى عليها؛ أي أنه يحصل تبدل وتغير في سنن الناموس الكوني أي تخرق سننه ليتحول ذلك الناموس أو يسخر لصالح ذلك الذي يمتلك حصانة السماء وأول ما تصان الدماء؛ فالبحر -مثلا- تحول إلى جندي مطيع حتى لا تتعرض حصانة موسى وقومه للاعتداء وذلك الجبل تحول هو الآخر إلى الجندي المطيع نفسه فيتنازل عن شموخه وثباته وصلابته حتى صار نسفا وحتى لا تخدش إيمانية موسى عليه السلام بوجود الذات الإلهية ..

وتلك النار المحرقة صارت لقوانين الكون خارقة أي صارت بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام .. إن المتآمرين يعرفون تماماً حقيقة الإسلام ويعرفون أكثر ماذا يعني حصول الشعوب على هويته ومن ثم حصانته لهذا هم الآن يحولون دون الشعوب ودون الحصول على هذه الحصانة .. فهم يعلمون جيداً أن الحركات الإسلامية سوف تعيد عوامل الاتصال التي أصابها انقطاع أو انفصال وبسببه فقدت الأمة الهوية فصارت غريبة عن الله فأسقطت عنها حصانة السماء والإنسانية عندما تفقد مثل هذه الحصانة تصبح مهانة بل وعديمة القيمة مثلها مثل القمامة حتى أن هذه الأخيرة قد أصبح لها قيمة عند وطن القيمة كتركيا أردوغان مثلا .. لكن عند وطن الأوثان يصبح كل شيء مهان أي أن من يمتلك أعلى قيمة عند المنان وهو (الإنسان) يهون ويباد ويصبح في طي النسيان .. لهذا حصن /اللا صالح/ الشيطانُ فلم يطله قانون الملك الديان بقصد الإبقاء عليه رجاء أن يحول دون يمن الإيمان وحصولها على حصانة القوي ذي السلطان الذي يتهاوى دونها كل قوة الطغاة والمستبدين.