قرارات مصرية مهمة وجديدة تخص رفع أسماء 716 شخصاً من قوائم الإرهاب تفاصيل 350 صاروخا يهز إسرائيل.. حزب الله يفرغ مستودعاته الحربية قبل الاتفاق الحكومة اليمنية توقع اتفاقية مع جامعة الدول العربية لتنظيم نقل البضائع برا قرارات في القبض على مساعدي اللواء شلال شايع بأوامر قهرية من الينابة العامة في عدن قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس
إن الناظر إلى التوسع الحوثي والانتشار الملحوظ لهم مؤخراً ليجد أن الحوثيين أقوى تماسكاً وأكثر تنظيماً من غيرهم من التنظيمات ومن الدولة نفسها ، فقد استطاعوا أن يستغلوا نصف الثورة الاستغلال الأمثل وأن يخرجوا منها بنصيب الأسد في ظل ضعف حكومة الوفاق بكافة مكوناتها .
فالدولة ممثلة بالحكومة وبمجلس النواب وبقوى الجيش والأمن عبارة عن قوى متصارعة تجمعت لتشكل نظاماً يخلو تماماً من جوهره. فهي ليست بسلطة مؤتمر ولا سلطة مشترك ولا سلطة قبائل ولا سلطة جيش ، ولا يمكنك التفريق بين السلطة والمعارضة فالكل يبدو معارضاً والكل يبدو حاكماً ، ولا تدري هل قامت ثورة أم لم تقم هل انتهت أم لم تنتهي الكل يسعى لنيل حصته من الكعكة في التوقيت المناسب وقلّ أن تجد من تهمه مصلحة الوطن،وما يخرج من غرف الأحزاب ومكنتها الإعلامية من خطابات وبيانات عبارة عن كلمات إعلامية القصد منها دغدغة العواطف وكسب الولاءات، ولا جدية في تحويلها إلى واقع ملموس يلمسه المواطن.
وأما ما يخص اللقاء المشترك فهو عبارة عن أيدلوجيات مختلفة ومبادئ متضادة وفكر متغاير ، فالمصلحة المشتركة التي تم تأسيسه لأجلها انتهت بتسليم السلطة وأصبحوا الآن يسعى كل لمصلحته وإن أظهروا غير ذلك ، وأعتقد أن الإصلاح كان كالسلم الذي صعد على أكتافه بقية أحزاب اللقاء المشترك والتي كانت قد تلاشت واضمحلت فوصلوا إلى مواقع كانوا يحلمون بها قبل تأسيس اللقاء المشترك. بوصل الحال بهم باتهام قيادات محددة في الإصلاح بفتاوى التكفير والقتل وهم يعنون حرب 94، ولا يشيرون حتى مجرد إشارة إلى حزب المؤتمر الحاكم حينها ، فما هي القواسم المشتركة التي تبقت فيما بينهم ؟
وما يسهم في ازدياد النفوذ والتمدد الحوثي هو بداية تفككك للجبهة الداخلية للإصلاح حيث نجد أنه في الوقت الذي استطاعت قيادات نافذة في الإصلاح التعايش مع أيدلوجيات مخالفة فقد ضاقت ذرعا في الوقت ذاته برفقاء دربٍ لهم رؤية مخالفة لتلك القيادات النافذة في الحزب فتم الإقصاء والتهميش بدلا من الحرص على تماسك الجبهة واستثمار الجهود واستثمار كل الطاقات للدفاع عن الوطن من الأفكار الدخيلة والمعتقدات الباطلة والتي بدأت تسري في اليمن بقيادة حوثية ودعم إيراني.
لقد استغل الحوثيون هذا الوضع الاستغلال الأمثل فاستطاعوا أن ينشروا فكرهم ويثبتوا وجودهم بكافة الطرق السلمية وغير السلمية ، وقد تجرأوا جرأةً لم يجرؤوا على مثلها أيام حكم علي صالح - المتآمر معهم - فنشروا شعاراتهم وصور زعيمهم حسين الحوثي على لوحات وجدران وطرقات العاصمة صنعاء وغيرها من المدن ، وبشكل رسمي وسيطروا سيطرة تامة على صعدة فهم الحكومة والقاضي والشرطة والجيش وسيطروا على الدوائر الحكومية وأقاموا نقاط التفتيش بل وصل بهم الأمر إلى محاولة اقتحام مقر الأمن القومي داخل العاصمة صنعاء وإخراج معتقليهم من هناك ، تدربوا على القتال والمواجهات ووصلهم الدعم الإيراني وربما مازالت سفن الموت تصل إليهم حتى اللحظة ، يحاوروننا في صنعاء ويقتلون إخواننا في صعدة ، ويجهزون أنفسهم لمعركة الحسم والسيطرة على العاصمة صنعاء واليمن عموماً وهذا هو هدفهم المنبثق عن معتقداتهم .
ولا ندري ما هو سر هذا السكوت المريب من الحكومة عما يجري منهم بحجة مشاركتهم في الحوار،فلا يُعْقَل أن يحاورك شخص بلسانه ويقتلك بسلاحه ، وقد استطاع الحوثيون داخل مجلس الحوار تعطيل جلسات الحوار وفرض الفوضى التي يريدونها على المجلس مطالبين بتحقيق في الأحداث التي حصلت أمام جهاز الأمن القومي وكأنهم لا علاقة لهم بما حصل هناك كمن يرتكب الجريمة ويريد الإنصاف من المجني عليه.
إن هجومهم الأخير على جهاز الأمن القومي عبارة عن رسائل أرادوا إيصالها إلى الشعب وحكومة الوفاق وإلى الداخل والخارج، ليثبتوا أنهم قوة لا يستهان بها فقد استطاعوا الوصول بمسيرتهم إلى مبنى الأمن القومي والذي لم تنطلق إليه ولا حتى مسيرة واحدة من قبل،ويثبتوا كذلك أن الدولة ليس لها هيبة وأنهم يتصرفون كدولة وكنظام لا علاقة له بالسلطة ، ويثبتوا لإيران ولائهم بمحاولتهم إطلاق سراح خلية التجسس الإيرانية .
إن استمرار الوضع على ما هو عليه وسكوت حكومة الوفاق سيغريهم بالدخول في حروب السيطرة على أكبر مساحة من اليمن بما فيه العاصمة صنعاء، وحينها ستكون التبعات كبيرة ، وستدخل البلد في حرب طائفية لا نهاية لها ، وسيزداد الدعم الإيراني العسكري واللوجستي والمادي ، وأظن أن ما يجري حالياً إنما هو عبارة عن جس نبض منهم لردة فعل الحكومة وقياس لقوتهم واستعداداتهم وأنهم ينتظرون الفرصة المناسبة للقيام بالخطوة المصيرية والتي ينبغي على الحكومة الانتباه والاستعداد لها والضرب بيد من حديد على كل مخرب وكل مفسد دون تمييز وعليها فرض سيادة القانون قبل فوات الأوان وقبل أن تصبح حينها الحكومة في موقف الدفاع عن النفس حين يغزوها الحوثيون في عقر دارها.