الحرية المعتقلة خلف أسوار ثورة لم تكتمل بعد !
بقلم/ سارة عبدالله حسن
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 20 يوماً
الأربعاء 29 مايو 2013 05:28 م

ونظل نكرر السؤال نفسه ربما للمرة المليون ؟؟ لماذا يقبع بعض من شباب الثورة حتى الآن خلف جدران السجون .. هنا في السجن المركزي في صنعاء و هناك في سجن حجة ؟؟

ولكن هل جميع المعتقلين من شباب الثورة في هذين المعتقلين ؟ ماذا عن أولئك المخفيين قسرياً دون أن نعرف عن مكان اعتقالهم ؟ و هل لازالوا حتى اللحظة أحياء ام صاروا – لا قدر الله – في عداد الشهداء .. ثم ما الذي يؤكد أن سجون الأمن المركزي و الأمن السياسي خالية فعلا من شباب الثورة كما يقول القائمون عليها ؟

ماذا عن تلك الأماكن السرية و التي لم يعرف عناوين لها و التي كان يصفها بعض المعتقلين من شباب الثورة إنها عبارة عن بدرومات أو جراجات تحت مبان لفلل لا يعرفون من يملكها و لكنهم يعرفون أن من أحتجزهم فيها هم أتباع المخلوع

الذين كانوا يمارسون مع المعتقلين أسوأ أنواع التعذيب من ضرب و إهانات و قلع للأظافر و دم توفير دورات مياه لهم و عدم توفير طعام لهم سوى بقايا أرز و ماء متسخ

في حين سمعنا عن وجود بعض الجثث المشوهة و المذبوحة في براميل نفايات قريبة من قصور بعض أفراد عائلة المخلوع

كل هذا حدث في الشهور الأولى من الثورة و لم يكن السؤال عن لماذا اعتقلوا ملحاً ... كما هو الحال هذه الفترة عندما يستمر السؤال عن لماذا لازال البعض منهم معتقلا حتى الآن و مخفيا حتى الآن ؟؟

وفي حين يكتب المعتقل عبده صالح الشريف، والد الطفلة "عصماء" ابنة السبعة أعوام التي أحرقت نفسها قبل بضعة أشهر بعد منعها من زيارة والدها و فارقت الحياة متأثرة بحروقها ، وصيته – مرفقاً بها أسماء بعض الذين قاموا باعتقاله وتعذيبه- مطالباً شقيقه وكل شباب الثورة الأخذ بثأره، والقيام بالواجب تجاه أسرته ... نجد صمتاً مخزياً من الحكومة حول هذا الأمر و حول استمرار اعتقال هؤلاء الشباب و مرور أيام على إضرابهم عن الطعام الذي بدأ الجمعة الماضية

ويؤكد شباب الثورة المعتقلون داخل السجن المركزي بصنعاء وعددهم 22 في رسالة سلموها لعدد من الثوار و الناشطين الحقوقيين الذين زاروهم في السجن المركزي في صنعاء .. يؤكدون أنهم مستمرون في إضرابهم عن الطعام وأن 11 معتقلاً منهم أصبحوا غير قادرين على الحركة في حين يعيش اثنين آخرين حالة صحية حرجة للغاية ويرفضان تلقي أي إسعافات أولية بينهم المعتقل معاذ رشيد المصاب بمرض القلب والذي أجريت له عملية جراحية قبل دخوله المعتقل .

يصر النائب العام حتى اللحظة على عدم تنفيذ أوامر الرئيس الصادرة بإطلاق سراح المعتقلين من شباب الثورة بشرط أن لا يكون لهم سوابق جنائية و في إحدى الوقفات الاحتجاجية التي قام بها ناشطون و عدد من شباب الثورة أمام مكتب النائب العام للمطالبة بإطلاق سراح زملائهم كان رد النائب أن المحتجين قاموا بتسييس الموضوع و انه لن يتم إطلاق سراح المعتقلين قبل انتهاء مؤتمر الحوار !!

مؤتمر الحوار الذي يشارك فيه عدد من قتلة شباب الثورة و مجرمو نظام المخلوع ليضعوا مع غيرهم من المشاركين أسس بناء اليمن الجديد و بنود قانون العدالة الانتقالية و غير ذلك من الأمور !!!

فيا له من أمر يستدعي السخرية خاصة و ان الأحرار الذين سعوا فعلا للتغيير و بناء اليمن الجديد يعذبون في المعتقلات و يعاني جرحى الثورة كل المواجع و هم يبحثون عن حقهم في العلاج مما فعله بهم أعداء الثورة و التغيير ..أعداء اليمن الجديد الذي يوجد بعضهم في مؤتمر الحوار و يكافئ بعضهم بالمناصب في إطار نظام المحاصصة الذي سيؤدي بالبلاد إلى كارثة قريبة !

الأمر الأكثر إيلاما حقاً و الأكثر وجعاً أن يصمت قادة المشترك إزاء كل هذا الظلم و يقفون بين متابع و متفرج لما سيؤول له الأمر و بين غير مبال بكل ما يدور ؟

هل نسي هؤلاء أنهم جزء من الثورة الذي يعاقب المعتقلون بسببها ؟؟ هل نسوا أنهم شركاء الآن في السلطة و بيدهم وزارتا الداخلية و العدل ؟ فلماذا يتصرفوا كعاجزين لا حول لهم و لا قوة .. ؟

اليوم علق ناشطون حقوقيون و عدد من شباب الثورة اعتصامهم الذي استمر لساعات داخل السجن المركزي مطالبين فيه بإطلاق سراح المعتقلين من شباب الثورة و كان سبب تعليقهم للاعتصام هو علمهم من مصادر موثوقة – كما يقول بعضهم – أن هناك وعود رئاسية لإطلاق سراح هؤلاء الأحرار ..

ندعو الله أن تتحقق هذه الوعود و أن يفرج الله عن الحرية المعتقلة خلف أسوار ثورة لم تكتمل بعد