آخر الاخبار
النهاية الأبدية لإسرائيل
بقلم/ حميد غالب العبيدي
نشر منذ: 10 سنوات و 9 أشهر و 29 يوماً
الثلاثاء 28 مايو 2013 05:10 م

إن امتلاك إسرائيل لترسانة هائلة من الأسلحة الحديثة والمتطورة البرية والبحرية والجوية بما فيها ترسانة أسلحة  من أسلحة الدمار الشامل والتي من نماذجها المئات من الرؤوس النووية التي يمكن لإسرائيل أن تهدد بها العالم فضلا عن تهديد العرب والمسلمين و امتلاكها لا نقول جيشا بل شعبا عسكريا ذي قدرات وكفاءات ومهارات قتالية عالية وتميِزها بنفوذ إقليمي وعالمي عسكري وأمني واقتصادي وسياسي وإعلامي وثقافي وتحكمها بقرارات المؤسسات الإقليمية والدولية القانونية والحقوقية لصالحها و ما تحظى به من تعاطف وتعاون ودعم مطلق من قبل المجتمع الدولي لحماية أمنها ووجودها داخل فلسطين المحتلة وما أنجزت من اتفاقيات سلام  وتنسيق وتعاون أمني سري وعلني مع العرب والمسلمين ومع بقية دول العالم وما تدعيه من شرعية وجودية ودينية وتاريخية في فلسطين إضافة إلى أجهزتها الأمنية والمخابراتية المحلية والإقليمية والدولية التي تمتلكها لتعزيز أمنها  ووجودها أضف إلى ذلك  ما تعاني الأمة العربية والإسلامية من ضعف نتيجة للمشكلات والانقسامات والاضطرابات  والحروب الداخلية وتخلف عام في كل مجالاتها الحياتية وما تعاني أيضا من ضعف سببه الحروب المتواصلة ضدها من قبل إسرائيل وحلفائها على كل الأصعدة وبكل الطرق والوسائل بغرض تدميرها أو إضعافها وصولا لضمان أمنها .

ورغم هذه الاحتياطات وغيرها التي اتخذتها إسرائيل لحماية أمنها ووجودها إلا أنها ما زالت تشعر بخطر عظيم فما من يوم يذهب شمسه وما من شهر ينقضي هلاله وعام تودع فصوله إلا والخطر يحدق بدولة إسرائيل بشكل مطرد من كل الجهات والمنافذ وتتسع لديها دائرة القلق والخوف والهلع إن إسرائيل فعلا تعيش هوسا ورعبا أمنيا نادرا منذ أن أعلن عن أحلام وأمنيات قيام دولتها على أنقاض وأطلال الوطن الفلسطيني المحتل 1948م قد يقول قائل إن واقع إسرائيل الأمني الذي تعيشه خصوصا عقب ثورات الربيع العربي قد أثر نفسيا على أنظمتها وقادتها ليتحولوا بدورهم إلى مجاميع من المرضى النفسانيين العدائيين والانتقاميين والانفصاميين الذين يشكون بكل شيء ويخافون من كل شيء ويرفضون كل شيء ينظرون إلى المجتمعات العربية والإسلامية والعالمية على أنهم أعداء متآمرين يخططون لتهديد أمن إسرائيل أو لزوال وجودها أو للاثنين معا وبالتالي يعتقد اليهود أنه لا خيار لهم ولا بديل ولا ضمان لاستتباب أمنهم واستمرار بقاء دولتهم إلا مواصلة الاحتلال ولاستيطان والقتل والتدمير والاعتقال والتعذيب داخل فلسطين وكذلك الاستمرار في الغزو وإعلان الحروب وإشعال نيران أسبابها ضد كل العرب والمسلمين بل وإخضاع كل العالم بمختلف دياناتهم وأيدلوجياتهم وثقافاتهم إلى سيطرتهم ورقابتهم الأمنية .والواقع أن حالة اليهود هذه ليست نتيجة لمرض نفسي وانفصامي يمكن بالعلاج أن تزول وتنتهي بل هذا هو واقع اليهود الحقيقي وهذه هي سلوكياتهم وطباعهم الأصيلة وهذه مبادئهم وقيمهم الثابتة وهذه سياساتهم وأساليبهم في الحياة ومع الحياة حقد وعداء، تآمر وخيانة ،كراهية وانتقام، كذب ونفاق، فتن ودسائس، أنانية وعنصرية،

إن اليهود ومعهم حلفاؤهم قد ارتكبوا في كل خطوة من خطوات قيام دولتهم على أرض فلسطين أبشع الجرائم اللاإنسانية واللا أخلاقية المخالفة لكل الأديان السماوية والقوانين الدولية والمنظمات الحقوقية والضمائر البشرية ضد فلسطين وشعبها وضد العرب والمسلمين عموما فبمجرد أن بدأت أفكارهم تراودهم بخيار قيام دولة لهم على أرض فلسطين وتولدت لديهم قناعة بهذه الأفكار بدأت أولى وجباتهم الإجرامية في كل جانب من جوانب الحياة تسلك طريقها إلى العرب والمسلمين وتوالت وجباتهم الإجرامية تلك أثناء ترتيبهم واستعدادهم لحدث أول نزول لهم على أرض فلسطين ثم أعقبتها وجبات إجرامية أخرى متتالية وذلك حين وطئت أقدامهم أرض فلسطين لفرض واقع وجودهم كمكون من مكونات الشعب الفلسطيني ثم تبعتها مباشرة وجبات إجرامية متلاحقة لفرض وجودهم كشعب ودولة أولا, ولإجبار العرب والمسلمين على التسليم والاعتراف بدولة إسرائيل ثانيا. وإجبارهم على التطبيع والتعايش معها ثالثا، و على حماية أمنها ووجودها رابعا، وعلى احترامها وموالاتها خامسا، ولتنصيبها قبلة العرب والمسلمين والمرجعية لعظمى لهم وجعلها همزة الوصل الوحيدة بينهم وبين كبرى دول العالم سادسا، وإجبارهم على قتل وتدمير بعضهم بعضا فداء لشموخ أمن إسرائيل وثبات واستمرار وجودها سابعا، وهلم جرا من وجبات إجرامية والواقع خير شاهد على صدق ما نقول فمن ينظر إلى حال العرب والمسلمين في كل دولة سيجد أن إسرائيل وحلفائها وراء كل الجرائم والصائب والمآسي والمعاناة التي حلت بالأوطان العربية والإسلامية أرضا وإنسانا لهذا فالرب لم يرض في الماضي ولن يرضى في الحاضر والمستقبل أن تقام لليهود دولة لأنه علمهم ويعلمهم وسيعلمهم أنهم ليسوا أمناء وأوفياء وصادقين وعادلين ومتسامحين لامع الرب ولا مع خلقه من البشر فقد جربهم كثيرا واختبرهم مرارا منذ أن وطئت أقدامهم الأرض ومنذ أن أرسل الرسل والأنبياء سواء إليهم أوالى غيرهم من المجتمعات أوالى العالمين كافة فكانت النتيجة أنهم أغضبوا الرب وأغضبوا الرسل والأنبياء وكل من آمن بهم وبكتبهم المقدسة بسبب مخالفاتهم لهم وعصيانهم وجرائمهم المتلاحقة ضدهم ومع هذا أصر اليهود معاندين للرب على إقامة دولة لهم على أرض فلسطين بالتعاون المباشر مع أخلص حلفائهم (بريطانيا أمريكا )مكونين بذالك ثالوث الشر والإجرام العالمي بعد هتلر مستغلين ضعف العرب المسلمين و سقوط خلافتهم الإسلامية والتي كان سقوطها نتيجة لمؤامرة طويلة قام بها اليهود ومعاونيهم تمهيدا لقيام دولتهم في فلسطين واستغلالهم أيضا لحدث الحرب العالمية الثانية وما نتج عنه من أحدات وآثار موجعة وكذالك تبعية النظام الدولي آنذاك لإسرائيل ولخدمة أهدافها وأخير التشرذم والصراع والتبعية والإذلال والابتزاز الذي أصاب العرب والمسلمين شعوبا وقادة فلم يكن لزعمائهم وقادتهم أي دور إيجابي لإيقاف الزحف اليهودي و الاستعماري على أرض العرب والمسلمين حيث كان كل واحد منهم مشغول بنفسه وحاله يبحث له عن موطئ قدم رضا لدى أسياده لتثبيت ملكه وزعامته

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا و في هذا المقام ماذا يعني قيام دولة لليهود في فلسطين المحتلة؟إن قيام دولة إسرائيل في فلسطين لا شك أنها ستضع اليهود وحلفاءهم وكل الأنظمة التي تدعم إسرائيل وتتواطأ معها وتتوارى على جرائمها ووجودها في مواجهة مباشرة مع الرب ومع من يؤمن بالرب وبالرسل والكتب المقدسة إيمانا صادقا وليس زعما وادعاء وأن فلسطين المحتلة وما حولها من بلاد الشام قد نالت شرف المواجه المباشرة مع اليهود وحلفائهم بل وكانت وستكون الفاضحة والكاشفة والمزلزلة والمدمرة والمسمار الأخير في نعش اليهود ووهم دولتهم إن فلسطين المحتلة قد فضحت اليهود وكشفت حقيقتهم العدائية والعنصرية و الإجرامية أمام كل شعوب العالم في العصر الحديث لتؤكد بالدليل القاطع صدق ما قاله الله وما قالته الرسل والكتب المقدسة عن اليهود وجرائمهم في حق الأمم والشعوب منذ نشأتهم الأولى وحتى نهاية تأريخهم .

إن حلف اليهود سيبدأ بالتفكك والانهيار وبالتالي سيتخلى عنهم الكثير ممن أبدوا تعاطفهم وتعاونهم معهم قبل قيام دولتهم بل أنه لن يستمر في دعمهم والوقوف معهم إلا من كان يهوديا أكثر من اليهود أنفسهم وذو إجرام أعتا من إجرامهم إن قيام دولة إسرائيل يعني انتفاض الشعوب العربية والإسلامية من سباتها وزوال وهنها وترهلها وفرقتها وتبعيتها إلى رحاب الوحدة والقوة والحرية والاستقلال والنصر المبين ويعني أن حقبة حكم الشعوب قد بدأت شمسها بالإشراق وأفلت وولت حقبة حكم الفرد والأسرة والقبيلة المتواطئة بقصد أو بغير قصد لصالح دولة إسرائيل وحلفائها على حساب مصلحة شعوبها وأوطانها يعني أن شعوب المقاومة قد ولدت وكبرت واندمجت مع جيوشها وأصبحت أهلا لتولى قيادة وتوجيه أنظمتها لمواجهة إسرائيل وحلفائها والمتربصين بها أن قيام دولة إسرائيل يعني بدء المواجهة الحقيقية والفاصلة بين المسلمين والمؤمنين الصادقين من كل الأديان السماوية وأنصارهم من جهة وبين اليهود الصهاينة وحلفائهم ومن يدعمهم من جهة أخرى . إن قيام دولة إسرائيل في فلسطين المحتلة يعني أن البداية الحقيقية لزوال اليهود و دولتهم قد بدأت ولاحت في الأفق واستوي العد التنازلي يأخذ مجراه ويعني أن صراع اليهود اليوم لم يعد صراعا من أجل استتباب أمنهم وأمن دولتهم بل صراعا من أجل إطالة عمر بقائهم قليلا قبل زوالهم الأبدي هم ودولتهم المزعومة إن قيام دولة اليهود يعني عدم الاعتراف بهم والهرولة إليهم وإلى حلفائهم بغرض الجلوس للتفاوض من أجل السلام والذي يستدعي تقديم تنازلات لها تشرعن وجودها ومواجهتها مع العرب والمسلمين فإذا كان زوالها محتم لا شك فيه كما ذكرنا فكيف نفاوض لنش عن لكيان مصيره الحتمي الزوال إن إسرائيل أقامت دولتها في فلسطين ليس من أجل الجلوس على طاولات المفاوضات ولا من أجل السلام والوئام بل من أجل الكيد و الغزو وإعلان الحروب الشاملة ضد العرب والمسلمين و من أجل القتل والدمار والاحتلال والاستيطان و الانتقام و تدنيس المقدسات إن قيام دولة إسرائيل في فلسطين يعني تخليص العالم من معاناة ومأساة شر اليهود وحلفائهم إلى أبد الآبدين.